هددت ميليشيات «الحوثيين» بمصادرة المكتبة الدينية لمفتي الديار اليمنية الشيخ القاضي «محمد بن إسماعيل العمراني»، حسبما ذكرت مصادر صحفية متطابقة.
وقال الصحفي «غمدان اليوسفي» في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن الجماعة تتهم الشيخ «العمراني» بأنه يقتني في مكتبته كتبا «داعشية»، في الوقت الذي حولوا مقرها إلى مكان لتناول شجرة القات.
وقال: «جاءت جماعة الموت، وسيطرت على مكتبته الضخمة والتي تحوي نفائس الكتب، مضيفا أن «الحوثيين» حولوا المكتبة منذ عام إلى «مقيل» مكتظ بأوساخ المسلحين دون أي اعتبار لقدر القاضي ولا لقدر الكتاب.
وأشار «اليوسفي»» حسب مصادر له، بأن رئيس المكتب السياسي للجماعة «صالح الصماد» والقيادي في «حزب القوى الشعبية»، «حسن زيد القاضي»، زارا «العمراني» في مسجده قبل أسبوعين وأبلغوه أنه سيتم تأميم المكتبة لأنها تحوي «كتبا داعشية».
وفي ذات السياق، نقل الكاتب «محمد جميح» عن أحد المقربين من «العمراني» قوله: «تحفظ الحوثيون قبل عام على مكتبة مركز العمراني للدراسات الملحقة بجامع بلال، بحجة أن فيها كتبا للوهابية والإرهابيين وداعش، وهي الآن في حكم المصادرة».
وأضاف على لسان المصدر، بأن الشيخ «العمراني» رفض، ولذا قرر «الحوثيون» إبقاء المكتبة تحت تصرف «سامي شرف الدين»، المسؤول الثقافي للجماعة، والذي حولها إلى مقيل للقات.
وقال «جميح» إن «الحوثيين» يريدون حرق كتب نفيسة في المكتبة، بحجة أنها كتب لـ«الوهابية» و«الدواعش».
وتضم المكتبة كتبا قيمة في العلوم الدينية من جميع المذاهب، وكتبا في التاريخ والأدب، وكتبا نادرة عن اليمن أرضا وحضارة.
وقد سيطر مسلحون جماعة «الحوثي» على مكتبة ومركز مفتي الجمهورية اليمنية القاضي «العمراني» الواقع في الدور الثالث لمسجد بلال في شارع هائل بوسط العاصمة، ولم يغادروها على الرغم من رفع شكاوى إلى قيادة الجماعة، ودون أن يعطى أي تقدير أو احترام لعالم كبير أفنى عمره في التدريس والفتوى.
وأوضحت مصادر أن المكتبة صارت «مجلسا لتعاطي القات» يرتادها «الحوثيون» بعد أن سيطر عليها المسؤول الثقافي للجماعة «سامي شرف الدين» الذي رفض أي تفاهم حول تسليمها بسبب ما قال إنها تحوي كتبا «تكفيرية».
وأشارت المصادر إلى أنه تم التواصل مع عدد من قيادات «الحوثيين» الذين يبدون تفاعلهم في بادئ الأمر، إلا أن الأمر ينتهي بعدم الرد على اتصالات المعني بالمتابعة.
