تحقيق حول تصريحات عسكريين أفشت أسرار عملية اقتحام الموصل

الخميس 23 يونيو 2016 11:06 ص

وجّه «حيدر العبادي»، رئيس الوزراء العراقي، بفتح تحقيق حول تصريحات أدلى بها قادة عسكريون أفشوا من خلالها خططًا عسكرية، خاصة بعملية استعادة السيطرة على ناحية القيارة جنوب الموصل، شمالي البلاد، من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وجاء في التوجيه الموقع باسم السكرتير العسكري لـ«العبادي» ونشره وكالة «الأناضول»، إن «رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، وجّه بفتح تحقيق حول التصريحات المتعلقة بعملية القيارة، والتي أفشت بعضًا من الخطط العسكرية والتي يستفيد منها العدو التي أُطلقت من قادة عسكريين ومسؤولين».

هذا ولم يحدد التوجيه أسماء المسؤولين الذين سيتم التحقيق معهم، ولم يشر إلى المعلومات التي قاموا بإفشائها، لكن وسائل إعلامية محلية ذكرت أنهم تحدثوا عن توقيت وطريقة بدء العملية، ونقل المعدات والآليات العسكرية من بغداد إلى الموصل.

قرار «العبادي» جاء بعد انتقادات سياسية واسعة تعرض لها من قوى سياسية شيعية وفصائل الحشد الشعبي «مليشيات شيعية موالية للحكومة»، بسبب نقل قطعات عسكرية لجنوب الموصل، قبل استكمال استعادة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار (غرب).

وبدأت القوات العراقية في 23 مايو/أيار الماضي حملة عسكرية، بغطاء جوي من دول التحالف الدولي، لاستعادة الفلوجة، التي كانت أحد المعاقل الرئيسية لتنظيم «الدولة الإسلامية» غربي البلاد، ليعلن «العبادي» الجمعة الماضية، استعادتها بـ«شكل تام».

وكانت الفلوجة، التي يقطنها السنة، أولى المدن التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» مطلع عام 2014 قبل اجتياح شمالي وغربي البلاد صيف العام نفسه.

ويوم أمس طالب «قاسم الأعرجي» عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، «العبادي» بـ«فتح تحقيق بشأن الانتكاسة في العملية العسكرية في القيارة ومحاسبة المقصرين».

وفي 18 من يونيو/ حزيران الجاري، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، بدء المرحلة الثانية من العملية العسكرية في الموصل انطلاقًا من مناطق محافظة صلاح الدين (وسط) بإتجاه قضاء الشرقاط، شمال المحافظة المذكورة، وصولا إلى ناحية القيارة.

وأعلنت خلية الإعلام الحربي (مؤسسة رسمية)، أمس، استعادة القوات الأمنية السيطرة على قريةٍ جنوب قضاء «الشرقاط»، بعد 5 أيام على انطلاق العملية العسكرية.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة «حيدر العبادي» مساء الجمعة الماضية استعادة مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» أكد أن القوات العراقية استعادت جزءا من المدينة فقط.

وقال «العبادي» في كلمة متلفزة «لقد وعدنا بـ(تحرير) الفلوجة، وها قد عادت الفلوجة، قواتنا أحكمت سيطرتها على داخل المدينة، لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير خلال الساعات القادمة»، مضيفا أن «القوات الأمنية وفت بوعدها و(حررت) الفلوجة».

ودعا عناصر «الدولة الإسلامية» إلى الرحيل من أرض العراق، وقال «لا مكان لـ(الدولة الإسلامية) في العراق.. ارحلوا عن بلدنا، فالعراق للعراقيين»، بحسب ما نقلت مواقع عراقية.

وأكد أن جميع العراقيين شاركوا في استعادة المدينة، متعهدا بتوجيه الاهتمام لاستعادة مدينة الموصل كبرى المدن العراقية الخاضعة لسيطرة التنظيم.

من جانب آخر، أكد «العبادي» أنه طلب من جميع مؤسسات الدولة «الاستنفار لرعاية المدنيين وتوفير المساعدة لهم، وحفظ الممتلكات الخاصة والعامة ورعاية أمن المواطنين».

ووجه رسالة إلى أهالي الفلوجة، قائلا: «قواتنا ضحت من أجل أن تعيشوا بأمن وسلام، اليوم نريد أن يكون هناك أمن وسلام في الفلوجة لعودتكم والعيش فيها.. هدفنا صيانة حرمات جميع العراقيين، هذه مدينتكم ستعودون إليها سالمين».

وقال «العبادي»، الإثنين الماضي، إن القوات العراقية «لن تستغني» عن الحشد الشعبي في الحرب للتخلص من تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، وأن ما وقع من «تجاوزات» في معركة الفلوجة كانت حالات «فردية» وليست «مؤسسة»، على حد تعبيره.

وأضاف في تدوينة بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «الحشد الشعبي مؤسسة لا غنى عنها في المعركة ضد عصابات الدولة الإسلامية، ولا يمكن التفريط بالمواطنين الذين تطوعوا من الحشد الشعبي استجابة لفتوى المرجعية الرشيدة وتلبية لنداء الوطن».

ولفت إلى أن «ما يصدر هنا أو هناك من تجاوزات، إنما هي تجاوزات فردية وليست تجاوزات مؤسسة، وهناك فرق واضح بين التجاوز الشخصي وبين التجاوز المؤسساتي، ونحن لن نتهاون مع أي تجاوز أو انتهاك وسنحاسب مرتكبه مهما كان المسمى الذي ينتمي إليه».

  كلمات مفتاحية

العبادي قادة الجيش العراق أسرار الموصل

«العبادي»: لن نستغني عن «الحشد الشعبي» وتجاوزات معركة الفلوجة «فردية»

أهالي الفلوجة يطالبون «العبادي» بكشف مصير أبنائهم المختطفين لدى «الحشد الشعبي»

«العبادي» يعلن استعادة الفلوجة.. و«كارتر»: جزء فقط والأمر يتطلب مزيدا من القتال

شهر رمضان في الفلوجة

«داعش» و«الحشد»: الفلوجة نموذج للعراق

العراق.. رئيس البرلمان ووزير الدفاع يصلان إلى مخمور لمتابعة التقدم نحو الموصل

«كارتر» يعلن إرسال 560 جنديا أمريكيا لدعم القوات العراقية في معركة الموصل