«يلدريم»: لا مانع من التطبيع الاقتصادي مع مصر مع استمرار رفضنا للانقلاب

الثلاثاء 28 يونيو 2016 02:06 ص

أعلن رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» أن أنقرة تهدف إلى تطبيع علاقاتها مع روسيا ومصر وغيرهما من جيران تركيا في البحر المتوسط وكذلك البحر الأسود، مع استمرار الموقف التركي الرافض للانقلاب على الرئيس المصري المعزول «محمد مرسي».

وقال «يلدريم»: «يمكن أن يذهب مستثمرونا إلى مصر، وأن يطوروا من استثماراتهم، وقد يؤدي ذلك مستقبلا لتهيئة المناخ لتطبيع العلاقات، وحتى إلى بدء علاقات على مستوى الوزراء، لا يوجد ما يمنع حدوث ذلك وليست لدينا تحفظات فيما يتعلق بهذا الموضوع».

وأضاف: «من الممكن إجراء زيارات متبادلة بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين، واتصالات متبادلة تتعلق بالمجال العسكري».

وتابع: «الأمور واضحة جدا فيما يتعلق بمصر، حدث انقلاب على الديمقراطية، وتم الانقلاب على مرسي الذي جاء إلى منصبه بالانتخاب، وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ البداية للعالم أجمع، أن ما حدث هو انقلاب، وأننا لا يمكن أن نوافق على التغيير بهذه الطريقة، هذا جانب من المسألة، إلا أن الحياة تستمر على الجانب الآخر، فنحن نعيش في نفس المنطقة، ونحتاج لبعضنا البعض، لذلك لا يمكننا قطع كل شيء فجأة حتى لو أردنا ذلك، هذا دون أن نشير إلى الروابط الدينية والثقافية التي تربط البلدين، لذلك فإننا إذا وضعنا جانبا الشكل الذي تغير به النظام هناك (مصر)، وما يتعرض له مرسي وفريقه من ظلم، فإنه لا يوجد مانع يتعلق بتطوير علاقاتنا الاقتصادية».

وقد تدهورت العلاقات بين تركيا ومصر بعد عزل الجيش للرئيس المدني المنتخب ديمقراطيا «محمد مرسي» في عام 2013، وملاحقة السلطات لمؤيديه واعتقال عدد كبير من أعضاء جماعة «الإخوان المسلمين».

تطبيع مع روسيا

من جهة أخرى، أشار «يلدريم»، إلى أن اتصالا هاتفيا سيجرى بين الرئيسين التركي «رجب طيب أردوغان»، ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف أن عملية التطبيع بين البلدين بدأت بالفعل، من أجل إنهاء حالة الأزمة، وإعادة العلاقات إلى طبيعتها، مشيرا أن روسيا ترغب هي الأخرى في التطبيع.

وأكد «يلدريم» في كلمة ألقاها أمام نواب البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء، أن مرحلة التطبيع بدأت بين روسيا وتركيا، قائلا: «أدت اتصالات غير مباشرة بين زعيمينا إلى نتائج، وبدأ الجليد في العلاقات يذوب، وبدأت مرحلة التطبيع».

ونقلت وسائل تركية، اليوم الثلاثاء عن «يلدريم» قوله إن «الحديث لا يدور عن دفع تعويضات لروسيا عن الطائرة، نحن فقط قدمنا اعتذارنا».

وكان «يلدريم» قد أكد في وقت سابق استعداد أنقرة لدفع تعويضات لروسيا «إذا اقتضت الضرورة»، وذلك بعد أن أكد الكرملين، أمس الاثنين، أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» تلقى رسالة من نظيره التركي «رجب طيب أردوغان» أعرب فيها عن حزنه لمقتل الطيار الروسي قائد المقاتلة سوخوي-24.

تطبيع مع (إسرائيل)

وفيما يتعلق بالتفاهم الذي توصلت إليه تركيا و«إسرائيل» بخصوص تطبيع العلاقات بينهما، قال «يلدريم»: «إن المسجد الأقصى أحد الأماكن المقدسة لدى المسلمين، وبالتالي فإن تطوير علاقاتنا مع تلك المنطقة، يعني أن تعيش المنطقة بأكملها، وليس فقط الشعبين التركي والإسرائيلي، بشكل أكثر سلما وأمنا، وفي إطار حسن الجوار».

وأفاد «يلدريم» أن التوصل إلى تفاهم مع «إسرائيل» استغرق وقتا طويلا، لأن ما يتعرض له الفلسطينيون لا يتلاءم مع قيم ومبادئ تركيا، ولذلك فإن «أردوغان» لم يقصر الأمر على اعتذار «إسرائيل» عن الهجوم على سفنية مافي مرمرة، ودفع تعويضات لضحاياها.

ووقع الجانبان التركي والإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، على نص التفاهم المتعلق بتطبيع العلاقات بين البلدين، في أعقاب اتفاق لإنهاء الأزمة التي نجمت عن قتل سلاح البحرية الإسرائيلية 10 ناشطين أتراك، كانوا يحاولون الإبحار باتجاه قطاع غزة عام 2010.

وأعلن «يلدريم» أن التفاهم مع «إسرائيل» سيساهم بشكل كبير في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني عامة، وقطاع غزة على وجه الخصوص.

وتوترت العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، عقب هجوم «إسرائيل» على «أسطول الحرية» الذي كان يحمل مساعدات إنسانية، في 31 مايو/أيار 2010، وأسفر الهجوم، الذي وقع في المياه الدولية، عن مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة، فيما توفي آخر في وقت لاحق، متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء ذلك الهجوم.

وعقب الهجوم، استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت «إسرائيل» بالاعتذار فورا عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، ولم تتخذ «إسرائيل» أي خطوات في هذا الاتجاه، ما دفع تركيا إلى تخفيض علاقاتها مع «إسرائيل» إلى أدنى مستوى، حيث خفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية بين الجانبين.

وفي 22 مارس/آذار 2013، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي، آنذاك، «رجب طيب أردوغان»، اعتذارا باسم «إسرائيل» بخصوص قتلى ومصابي مافي مرمرة، وقبل أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي.

وفي أوقات لاحقة، جرت مفاوضات بين البلدين لإعادة تطبيع العلاقات بينهما، بينما تصر أنقرة على تنفيذ تل أبيب شرطيها المتبقيين، وهما دفع تعويضات لعوائل ضحايا الاعتداء على سفينة مافي مرمرة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

  كلمات مفتاحية

تركيا مصر روسيا إسرائيل بن علي يلدريم محمد مرسي الانقلاب العلاقات المصرية التركية

تركيا و(إسرائيل) توقعان على نص اتفاق تطبيع العلاقات

«يلدريم» يتراجع عن تصريح بدفع تعويضات لموسكو مقابل إسقاط الطائرة الروسية

«أردوغان»: سنطبع العلاقات مع روسيا قريبا ولن نقبل بالإخلال بحقوق الفلسطينيين

بيان الرئاسة التركية يشير إلى فشل زيارة «سلمان» في المصالحة بين القاهرة وأنقرة

«أردوغان»: لا حديث عن المصالحة مع مصر قبل الإفراج عن «مرسي»

مصر ترحب بتصريحات «يلدريم» وتطرح نقطة انطلاق لتطوير علاقتها مع تركيا

‏تركيا: لم نتخذ خطوات بعد لتطبيع العلاقات مع مصر ⁦

وزير الاقتصاد التركي: لدينا مصالح مشتركة مع مصر لا يمكن الاستغناء عنها

«يلدريم»: شرعنة انقلاب «السيسي» غير واردة.. ونأمل تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية