أعلنت شركة «غاز بروم» الروسية، أمس الثلاثاء، استعدادها لاستئناف المحادثات مع تركيا بخصوص مشروع خط أنابيب «السيل التركي».
وأوضح المتحدث باسم الشركة، «سيرغي كوبريانوف»، استعداد الشركة لاستئناف المحادثات مع أنقرة بخصوص تنفيذ المشروع الهادف لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى دول القارة الأوروبية عبر الأراضي التركية، وفقا لوكالة «إنترفاكس» الروسية.
يأتي ذلك بعد يوم من الرسالة التي بعث بها الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إلى نظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، والذي أعرب فيها عن «حزنه العميق حيال حادث إسقاط المقاتلة الروسية» العام الماضي.
يذكر أن روسيا أعلنت أوائل ديسمبر/كانون الأول 2014 عن إلغاء مشروع خط أنابيب «السيل الجنوبي» أو «ساوث ستريم»، الذي كان ينبغي أن يمر تحت البحر الأسود وعبر بلغاريا لتوريد الغاز إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، وتم التخلي عن المشروع بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكارا للمشروع من شركة الغاز الروسية «غازبروم»، وبدلا عنه قررت مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا «السيل التركي»، يصل حتى الحدود مع اليونان على أن يتم هناك إنشاء مجمع للغاز لتوريده فيما بعد للمستهلكين جنوب أوروبا.
ويهدف المشروع لنقل الغاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنويا، من خلال فرعين إضافيين لخط الغاز «نورد ستريم»، بطول 1200 كم، ليربط بين روسيا وألمانيا عبر بحر البلطيق، وبالتالي يزود كل من فرنسا، وبريطانيا، وهولندا، والدنمارك، بإمدادات الغاز الطبيعي.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في أنبوب «السيل التركي» 63 مليار متر مكعب، 47 مليار متر مكعب منه سيضخ للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي.
وشهدت العلاقات الروسية التركية أزمة دبلوماسية، على خلفية حادث إسقاط الطائرة الروسية، التي اختراقت المجال الجوي التركي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية، قطع موسكو علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض قيود على البضائع التركية المصدرة إلى روسيا، كما بادرت موسكو بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة.
وكانت 8 دول أوروبية، وقعت في 17 مارس/ آذار الماضي، خطاب اعتراض، وجهته للمرة الثانية إلى رئيس المفوضية الأوروبية، «جان كلود يونكر»، على مشروع «نورد ستريم 2»، الذي يهدف إلى زيادة شحنات الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي.