الخيار العسكري في اليمن .. الخطوة المقبلة عقب تعثر المشاورات

الأربعاء 29 يونيو 2016 02:06 ص

تتحرك القوات العسكرية على الأرض في الأراضي اليمنية، بوتيرة أسرع من ذي قبل، وترتفع أسهم الخيار العسكري على حساب الحلول السلمية.

وكلما تعثرت المفاوضات كلما زاد الخيار العسكري وارتفع أسهمه لحسم الأمر في اليمن. 

والإثنين الماضي، قال الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، إن «الحرب على ما تبقى من الجماعات الإرهابية لن تتوقف مهما كانت التضحيات، وأن استئصال شأفة الإرهاب أمر لا رجوع عنه مهما كان الثمن». 

وأشار خلال برقية عزاء بعث بها لأهالي ضحايا التفجيرات في «المكلا» شرقي البلاد، إلى جماعة «الحوثي» وتنظيم «القاعدة»، اللتين وصفهما بـ«الجماعات الدخيلة بأفكارها الدموية والتدميرية على اليمن لتنفيذ أجندات وأهداف خارجية». 

هذا التلويح باستمرار الحرب دون مواربة، جاء بعد لقاءات أجراها «هادي»، خلال الأيام القليلة الماضية مع مسؤولين دوليين، أكد خلالها أن بلاده متمسكة بالتوصل إلى سلام دائم وشامل يحقن الدماء وينهي مأساة اليمنيين. 

وخلال اليومين الماضيين، شهدت معظم جبهات القتال مواجهات عنيفة، حققت خلالها «المقاومة الشعبية»، وفقا لمصادر، إنجازات على الأرض، فيما انحسر تمدد «الحوثيين» والقوات الموالية للرئيس السابق «علي عبدالله صالح»، عدا تقدم محدود أحرزوه باتجاه قاعدة «العند» العسكرية، جنوبي البلاد. 

وتشهد أربع جبهات قتالية هي مأرب، الجوف، تعز، وحرض الحدودية، معارك شرسة بالأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، و«الحوثيين» والقوات الموالية لهم من جهة ثانية، ويتبادل الطرفان المسؤولية عن خرق الهدنة، وترفع التقارير بذلك من لجان التهدئة إلى الأمم المتحدة. 

وفي جبهة «نهم»، البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، تدور مواجهات عنيفة في ظل تقدم ملحوظ للجيش الوطني و«المقاومة الشعبية»، ضمن الخطط البديلة التي يضعها الجيش تحسبا لأي انهيار قد يحدث للمشاورات التي تعقدها الحكومة مع «الحوثيين». 

وعلى الرغم من التحركات الدولية المكثفة خلال الأيام الماضية، بغية التوصل لحل ينهي الأزمة اليمنية، إلا أن تلك الجهود أخفقت في مهامها.

وليل السبت الماضي، وصل الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، إلى الكويت، ضمن جهود المنظمة الدولية لتحقيق تقدم جوهري لحل النزاع المتصاعد في اليمن، منذ أكثر من عام. 

وكان الاعتقاد السائد أن «كي مون» قدِم إلى الكويت من أجل الضغط باتجاه التوقيع على الخارطة التي قدمها مبعوثه لليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، منذ ما يقارب أسبوع، ولم تسلم نصيا للمتفاوضين، لكن الأمين العام اكتفى بحث الأطراف اليمنية على ضرورة إقرار «خارطة الطريق»، التي تتضمن مبادئ لحل الأزمة اليمنية، والالتزام بالهدنة المعلنة في البلاد منذ أشهر. 

ولا يمكن التكهن بشأن التحفظ الذي تتعامل به المنظمة الدولية مع الخارطة الجديدة، لكن يبدو أن هناك قلقا كبيرا يساور «كي مون» و«ولد الشيخ»، من أن الخارطة قد لا تلق قبولا، وأن مصيرها سيكون الرفض، وبهذا سيستنفد المبعوث الأممي إلى اليمن فرص الحل السلمي، وربما تتوقف المشاورات نهائيا. 

ورغم مضي أكثر من شهرين على انطلاق المشاورات، إلا أنها لم تؤثر على سير المعارك القتالية، بل بالعكس، فكلما شعر مقاتلو الطرفين أنه لا جدوى من المشاورات، كان ذلك دافعاً لهم نحو المزيد من التحرك على الأرض بقوة السلاح.
وأصيب الشارع اليمني، بخيبة أمل جراء رفع مشاورات السلام المقامة في دولة الكويت منذ 21 نيسان/أبريل الماضي، دون إنهاء الحرب المتصاعدة منذ أكثر من عام، أو الالتزام بهدنة حقيقية، توقف نافورة الدم التي لا تهدأ، والتي أسفرت عن مقتل 6444 شخصًا، وفقًا لآخر احصائيات أممية.

ودخلت المشاورات التي كان اليمنيون يضعون أمالاً كبيرة عليها، اليوم الأربعاء، يومها الـ70، دون تحقيق أي تقدم جوهري في جدار الأزمة، نظرًا لاتساع الهوة بين طرفيّ الصراع (الوفد الحكومي والحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح).

وأكدت مصادر تفاوضية من كلا الوفدين، أن المشاورات سُتنهي الأربعاء آخر أعمالها، بلقاء يجمع رئاسة الوفدين مع المبعوث الأممي، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، للاتفاق على بعض التفاهمات، وسيبدأ المفاوضين بمغادرة الكويت، اعتبارًا من غدٍ الخميس.

ووفقًا للمصادر، فإن التفاهمات الأخيرة ستتضمن الاتفاق على استئناف المشاورات يوم 15 تموز/يوليو المقبل، بعد قضاء المتفاوضين اجازة العيد لمدة 15 يومًا فقط، وليس 3 أسابيع كما كان مقررًا لها.

كما ستتضمن ورقة التفاهمات الأخيرة، اتفاقًا على تمديد وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ منتصف ليل العاشر من نيسان/ إبريل الماضي، و العودة إلى الجولة المقبلة من المشاورات في الكويت، والتي سيتم تحديدها بسقف زمني، خلال جولة المشاورات الحالية التي تركتها الأمم المتحدة دون سقف زمني.
ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية، والرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء الانقلاب.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

اليمن مشاروات الكويت الخيار العسكري المكلا الحوثيون

خيبة أمل في الشارع اليمني جراء رفع مشاورات الكويت «دون سلام»

الخميس.. تعليق المشاورات اليمنية في الكويت والعودة بعد عيد الفطر

مصادر: تعليق المشاورات اليمنية في الكويت إلى ما بعد عيد الفطر

استعدادات لمعركة صنعاء و«كي مون» في الكويت الأحد للقاء وفدي المشاورات

مشاورات الكويت إلى مربع الصفر بعد حديث الحوثيين عن مؤسسة الرئاسة

تصاعد القتال بمدن يمنية تزامنا مع تعليق مشاورات الكويت للشهر المقبل

الحوثيون يتوقعون تصعيدا عسكريا خلال أيام

‏هدوء نسبي على الحدود السعودية اليمنية ⁦‪ومعارك في تعز

«المخلافي»: ثقتنا بولد الشيخ «اهتزت» .. و«عاصفة الحزم» مستمرة