أثارت تصريحات وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، التي أدلى بها أمس الأول الأربعاء، حالة كبيرة من الجدل بين نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
ولاقت تلك التصريحات تأييدا كبيرا من النشطاء الذين دشنوا وسما تحت عنوان «#تصريح_الجبير_ضد_الحشد_يمثلني»، وجاء في مرتبة متقدمة جدا في المملكة، وفي المقابل دشن معارضون لتلك التصريحات وإن عددهم قليل نوعا ما، وسما تحت اسم «#أوقفوا_ثرثره_ال_سعود»، والذي تفاعل معه البعض.
وعبر الوسم الأول، تناقل النشطاء بإعجاب عبارات الجبير» التي شدد فيها على أن «الحشد الشعبي طائفي وتقوده إيران»، وأن تلك المليشيات ارتكبت انتهاكات في الفلوجة «ويجب تفكيكها».
واشتعل الموقع بآلاف التغريدات بعد التصريحات التي أدلى بها «الجبير»، في ختام زيارة قام بها مع ولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» إلى باريس، حيث وصف المغردون تصريحاته بـ«النارية».
واستغرب بعض المغردين من غض المجتمع الدولي والدول الكبرى الطرف عن جرائم مليشيات الحشد التي أثبتتها الأمم المتحدة بتقارير رسمية، واستهجنوا عدم تصنيفه منظمة إرهابية رغم الانتهاكات الأخيرة بحق المدنيين في الفلوجة وغيرها من مدن العراق.
ولم يغفل المغردون ما وصفوه بالدور المتخاذل للجامعة العربية في هذا الملف، حيث لم يصدر منها أي تحرك ضد جرائم مليشيات الحشد بحق المدنيين وتجاهلها للتقارير والشهادات الميدانية التي وثقت ذلك.
«سمير البشيري»، قال في حسابه على «تويتر»: «الله على المنطق ... الله على الكلام ... ذيب (ذئب) قسما بالله».
فيما قال «أحمد الأحمد»: «أحد رجال سلمان الحزم بلا شك مايستغرب منه هذا المنطق»، في إشارة إلى وزير الخارجية السعودي.
أما «عبد العزيز الجدوع»، فتسائل: «هل بعد هذه الأفعال يشكك أحد في طائفية الجحش (الحشد) الشيعي المدعوم من إيران المجوسية».
«كلنا مع وزير الخارجية السعودي»
«عبد الله المنيفي»، من جهته قال: «الشعب السعودي جميعه مع السفير ثامر السبهان في تصريحه ضد ميليشيات الحشد الإرهابية».
فيما قال «جيفارا»: «ولكن يجب اتخاذ خطوات عملية لمواجهة وتفكيك هذا التجمع الطائفي الإرهابي».
وتساءل «سعيد الناجي»: «لماذا لم يتم تجريم هذا الحشد المجرم من قبل جامعة الدول العربية النائمة!!».
«تركطي الوجان»، قال من جانبه: «نعم تصريح يمثل كل مواطن عربي غيور على العراق ، والحشد أجرم بحق أهلنا السنه ويجب إيقافهم وتحييدهم عن المعارك».
فيما قال «عطا الله الشمري»: «طائفيون بحشدهم وحزب لاتهم (حزب الله) وحوثييهم (جماعة الحوثي) الروافض طائفيون تحت كل سماء وفوق كل أرض وقليل جداً تجد منهم من ليس طائفي».
الدكتور «محمد الدوسري»، قال إن: «تصريحات الجبير تمثل كل شخص لديه مثقال ذرة من الإنسانية إنها تمثل وجهة نظر كل عربي شريف».
هجوم على «الجبير»
في المقابل قال «خليل الرفاعي»، منتقدا تصريحات «الجبير»: «قسم اليهود الأدوار بالسعودية فجعلوا الحكم لآل سعود والفتاوى لآل الشيخ وهكذا تنعمت إسرائيل بالأمان».
ومتوافقا معه في الرأي قال «حين الفراتي»: «يجب أن نستذكر أن آل سعود باعوا فلسطين سابقا ومقبلين على بيع كل الدول العربية لتبقى الأسرة حاكمة».
حساب باسم «الحشد الشعبي المقدس»، قال إن «غنائم داعش بعد قصف الطيران العراقي البطل وهروب داعش وتم قتلهم وأسرعدد منهم».
أما «حنين»، فقالت: «آل سعود جرثومة أينما ذهبت أصابت الكل بالعدوى .. ومهما كانت صغيرة لذلك».
تصريحات «الجبير»
وكان وزير الخارجية السعودي، دعا إلى حل «الحشد الشعبي» العراقي، متهما إياه بتأجيج التوتر الطائفي، مطالبا بتشكيل حكومة عراقية تضم كل الفئات في البلد.
وفي حديث للصحفيين في باريس، في ختام زيارة قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» إلى فرنسا، قال «الجبير»: «الحشد الشعبي» طائفي وتقوده إيران.
وأضاف: «كانت هناك تجاوزات خلال معركة الفلوجة، ونعتقد أن هذه الميليشيات يجب تفكيكها وينبغي على الجيش العراقي محاربة تنظيم الدولة الإسلامية»، داعيا إلى تشكيل حكومة عراقية تشمل جميع الفئات والمجموعات في البلاد.
رد «العبادي»
وردا على «الجبير»، شدد رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» على أن الإساءة إلى مقاتلي «الحشد الشعبي» هي «إساءة لجميع العراقيين».
وقال «العبادي» خلال اجتماعه الليلة الماضية مع قيادات «الحشد الشعبي»: «نرفض الأصوات التي لا تسمح للعراقي بأن يقاتل ويحرر أرضه ويشارك في المعارك ومنها معركة تحرير الموصل المعركة هي التي تحدد ذلك».
وأضاف: «هناك أبطال ضحوا بأنفسهم وجاءوا للقتال في أرض ليس لهم فيها ملك أو شيء وأي خطأ يحدث هنا أو هناك لا يمكن تعميمه على الجميع».
ونفى نفيا قاطعا ادعاءات البعض بالسماح لإرهابيين بالخروج من الفلوجة ووجود حوار معهم، معتبرا هذا الأمر يعد جريمة بحق الشعب العراقي والنازحين والمقاتلين.
من جهتها، عبرت الخارجية العراقية عن رفضها وانزعاجها للتدخل المتكرر من قبل الخارجية السعودية في شؤون العراق الداخلية.
وقال «أحمد جمال» المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، في بيان نشره على الموقع الإلكتروني للوزارة الليلة الماضية: «تنصح وزارة الخارجية بعدم تناول قضايا العراق بخطاب ينقل خلافات المملكة مع بعض الدول أو يصدر أزماتها الداخلية».
وأضاف أن «الحشد الشعبي» هيئة رسمية تشكلت من متطوعين يمثلون كافة مكونات الشعب العراقي وهو جزء من منظومة الدفاع الوطني، يأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة ويحصل على تمويله من ميزانية الدولة، ويتصدى مع جيشنا الباسل وباقي تشكيلاتنا المسلحة البطلة للفكر التكفيري المتطرف الذي تمت تغذيته واحتضانه في حواضن باتت معروفة.
وقال: «من الأجدر ببعض الدول منع مواطنيها عمليا من اعتناق الفكر التكفيري المتطرف والالتحاق بالدولة الإسلامية».
