تسجيلات مسربة تفضح الدعم العسكري الغربي لـ«حفتر» في الشرق الليبي

السبت 9 يوليو 2016 06:07 ص

نشر موقع «ميدل إيست آي» تسجيلات صوتية مسربة تكشف دعما بريطانيا فرنسيا أمريكيا إيطاليا للواء المتقاعد «خليفة حفتر» في عملياته المنطلقة من قاعدة قرب مدينة بنغازي، شرقي ليبيا.

وزود الموقع الإخباري البريطاني تقريره المنشور الجمعة بتسجيلات لحركة الملاحة الجوية قال إنه حصل عليها من قاعدة «بنينا» العسكرية الجوية، وهي واحدة من أهم القواعد التابعة لـ«حفتر» في بنغازي.

وتكشف هذه التسريبات أن القوات الغربية الموجودة في ليبيا لا تقوم فقط بمهام المراقبة والاستطلاع كما هو معلن في التصريحات الرسمية لتلك الدول، لكنها تشارك في تنسيق وتنفيذ الضربات الجوية إلى جانب قوات «حفتر» لمساعدته في السيطرة على شرق ليبيا.

وتتضمن التسريبات محادثات الحركة الجوية بين طيارين ومراقبين جويين باللغتين العربية والإنجليزية، ويمكن سماع لكنات بريطانية وأمريكية وفرنسية وإيطالية.

وحمل أحد التسجيلات الصوتية عملية التنسيق لضربة جوية استمرت ساعة، ويمكن تمييز بوضوح أصوات الطيارين والمراقبين الجويين يتحدثون بلهجات عربية وبريطانية وفرنسية وإيطالية وأمريكية.

ويُسمع صوت طيار بريطاني بوضوح في أحد التسجيلات وهو يقول: «بنغازي، صباح الخير، أسكوت 9908، أسكوت 9908، نعلمكم بأننا على اتصال مع المجال الجوي في بنغازي».

وفي تسجيل صوتي آخر: «أسكوت 9908 معكم مجددا من قاعدة بنينا الجوية (في بنغازي)».

ويتضح من خلال التسجيلات أن الناطقين باللغتين الفرنسية والإيطالية هم من يوجهون الحركة الجوية من غرفة القيادة، واستخدم الأمريكيون إشارتين هما «برونكو71» و«موستانج 99» وهي طرز سيارات أمريكية كلاسيكية.

وظهرت، أيضا، عدة أصوات تنطق باللهجة الليبية؛ إذ جاء في أحد التسجيلات: «لقد تم التعامل مع الهدف الأول، الهدف كان في سوق الحوت»، وتابع: «تعاملنا مع الهدف الثاني، ونسعى خلف الثالث بإذن الله».

وجاء رد غرفة القيادة: «تقدموا خلف الهدف».

تأكيد لتقارير سابقة

وقال الموقع الإخباري البريطاني إن الأشرطة المسربة تؤكد تقارير سابقة تشير إلى وجود مركز للعمليات الدولية يساعد حفتر في حملته للسيطرة على شرق ليبيا.

واعتبر أن هذه التسريبات تضر الأطراف الدولية المعنية؛ لأن «حفتر» مناهض لـ«حكومة الوفاق الوطني» في طرابلس، برئاسة «فايز السراج»، المدعومة دوليا، ويقاتل جماعات شاركت في الحملة على تنظيم «الدولة الإسلامية».

ومنذ عام 2014، يقود «حفتر» عملية عسكرية أطلق عليها اسم «معركة الكرامة» ضد ثوار سابقين مناهضين لمعمر القذافي من توجهات إسلامية شكلوا ما أسموة «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وفي وقت لاحق تحالف مع الحكومة الشرقية التي تتخذ من مدينة طبرق (شرق) مقرا لها.

وتحدثت تقارير عديدة منذ زمن عن تلقي «حفتر» الدعم من قوى خارجية، لا سيما مصر والإمارات، اللذين يُعتقد أنهما مسؤولان عن غارات جوية ليلية على مواقع تسيطر عليها قوات «مجلس شوري ثوار بنغازي».

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اعترف «حفتر» بأن قواته تلقت الدعم من قوى أجنبية.

التناقض الغربي في ليبيا

من جهته، قال محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «غارديان» البريطانية، «إيان بلاك»: «هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها ادعاءات عن تورط بريطانيا وفرنسا وإيطاليا في تقديم الدعم لحفتر».

وأضاف أن وسائل إعلام عربية نقلت تقارير تؤكد ذلك قبل أسابيع، مضيفا أن ذلك يؤكد وجود تناقض بين الجهود الدبلوماسية التي تبذل لتحقيق استقرار ليبيا وبين الدعم العسكري غير المعلن لـ«حفتر».

من جانبه، يرى خبير الشؤون الليبية والباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، «ماتيا توالدو»، إن تصدي «حفتر» لتنظيم «الدولة الإسلامية» ليس مبررا لتقديم الغرب الدعم له.

ويشرح ذلك قائلا: «ما من شك في أن تنظيم الدولة قد مر خلال الشهور القليلة الماضية في ظروف عسيرة في بنغازي، ولكن لا ينبغي أن يكون الدرس المستخلص من ذلك هو أنه يتوجب علينا أن ندعم حفتر، صحيح أن الدعم الخارجي لقوات حفتر صعب الأمور على تنظيم الدولة في بنغازي، إلا أن ذلك يعزى من جهة أخرى أيضًا إلى الشقاق القائم بين تنظيم الدولة ومجلس شورى ثوار بنغازي».

ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، تمت إبادة تنظيم الدولة عن بكرة أبيه في مدينة درنة الساحلية (شمال شرق)على أيدي «مجلس شوري المجاهدين»، وهي مجموعة إسلامية أخرى، وبينما تنشغل الحكومة المدعومة من قبل الأمم المتحدة منذ شهور في العمل على إخراج تنظيم «الدولة الإسلامية» من معقله الليبي في سرت (شمال غرب)، يشن «حفتر» حربه الخاصة به، ولكن ضد نفس الجماعة التي تمكنت من إخراج تنظيم «الدولة الإسلامية» من درنة. 

ويتابع «توالدو»: «ليس هذا أمرًا طارئًا على استراتيجيته؛ فحفتر هو ببساطة لا يرغب في أن يكون له منافسون في الشرق، ويعتبر أي إنسان له أي ارتباط مهما كان بسيطًا بالإسلام السياسي إرهابيًا، وهو في ذلك لا يشذ عن رعاته المصريين».

ويضيف «توالدو» متحدثًا عن العواقب بعيدة المدى للتسريبات: «أعتقد أن من شأنه أن يبدل الأمور في أوروبا أكثر من ليبيا؛ لأنه سيكون صعبًا على الحكومة الفرنسية إنكار تورطها في بنغازي، سيتوجب عليها أن تشرح لماذا تدعم حكومة الوحدة بالكثير من الجهود الدبلوماسية بينما تقوم قواتها العسكرية بدعم المنافس لتلك الحكومة».

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن موقع «ميدل إيست آي»

  كلمات مفتاحية

ليبيا بنغازي خليفة حفتر دعم غربي أمريكا فرنسا بريطانيا إيطاليا

«حفتر» يصل إلى القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا

فرنسا تقود قوات دولية بمشاركة إماراتية لدعم «حفتر» في ليبيا

لقاءات «سلبية» لـ«السراج» بالإمارات تشير إلى استمرار دعم أبو ظبي لـ«حفتر»

«القدس العربي»: القاهرة تستخدم «حفتر» لمنع التسوية الليبية

خبراء: السلاح الخارجي إلى «حفتر» يغذي الانقسام الليبي ويعرقل حكومة الوفاق

مقتل 25 من ميليشيات «حفتر» في مواجهات عقب إسقاط طائرة تابعة لقواته في بنغازي

إدانات حكومية وحزبية وشعبية للتدخل الفرنسي في ليبيا

الولايات المتحدة ودول أوروبية تطالب «حفتر» بالانسحاب من منطقة الهلال النفطي