استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اليمن وإسماعيل ولد الشيخ ودول التحالف

الثلاثاء 12 يوليو 2016 07:07 ص

قام الرئيس عبد ربه منصور بزيارة مفاجئة إلى محافظة مأرب بصحبة نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر وقيادات عسكرية ومدنية عالية المستوى، وتعتبر تلك الزيارة بالمفهوم الديني فاتحة خير على أهل اليمن، وبالمفهوم السياسي نقطة تحول في إستراتيجية استعادة اليمن من قبضة البغاة. رافق تلك الزيارة تصعيدا على المستوى العسكري في محيط صنعاء.

* * *

ما يهمنا في هذه الزيارة المباركة ألا تكون كسابقتها في عدن بعد تحريرها من الباغين على أمن وسلامة اليمن، ولا ضير في بقاء القيادة العليا اليمنية برئاسة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي في مأرب قائدا أعلى للقوات المسلحة يشرف على المعركة ويديرها إلى جانب أركان حربه ومساعديه، حتى تكتمل ملحمة استعادة اليمن من خاطفيه. المواطن اليمني على وجه التحديد، والخليجي بصفة عامة، لا يريد غارات جوية وبرية من قبل دول التحالف بهدف تحريك المفاوضات، نريدها ملحمة تحرير واستعادة اليمن من خاطفيه بسرعة لا تقبل التباطؤ. إن كل يوم يمر لا تحقق قوات التحالف وقوات الشرعية اليمنية إنجازات على الصعد الميدانية وفي كل الجبهات يعتبر خسارة عسكرية كبيرة وتثبيطا لمعنويات المقاتلين. معنى ذلك أن الأمر يتطلب تكثيف المواجهة العسكرية بسلاح نوعي وذخيرة متطورة لا ينفد مخزونها، وسرعة إخلاء للجرحى والمصابين إلى الخطوط الخلفية، وتمويل وتموين، كل ذلك يؤدي إلى رفع الروح المعنوية للمقاتلين على الأرض. إن تحرير الحديدة والمخا وحجة وإحكام الحصار البحري ضرورة إستراتيجية عليا وليس هناك صعوبة عسكرية لتحقيق ذلك، فقوات التحالف البحرية المتواجدة في المنطقة وسلاح الجو المسيطر على ميادين المواجهات العسكرية قادران على تحرير هذه المواقع. إن الكلام المتداول في أوساط عربية واسعة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يجمع على القول بأن القوة العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي (قوات التحالف) مجهزة لمواجهات داخلية، وليست جيوش معدة لردع عدو أو استرداد حقوق أو شد أزر صديق، ومن هنا يطمع الطامعون في التوسع على حساب دول المجلس. إن حسم المعركة في اليمن لصالح الشرعية بمساعدة قوات التحالف يعتبر في حد ذاته رادعا لكل من يتربص بدولنا الخليجية.

* * *

لقد أخذت دول التحالف على عاتقها نصرة السلطة الشرعية في اليمن واستعادة مكانتها وسيادتها، ولا يوجد منصف في الساحة العربية لا يقدم الشكر والتقدير لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الدور الذي تقوم به في إعادة الحق إلى نصابه. استأذن قيادة التحالف في القول إن ما تقومون به من جهد عسكري يستحق الشكر والإشادة، ولكن ليكتمل ذلك الجهد لابد من إعداد ميزانية مستقلة للسلطة الشرعية، ولتكن سلفة طويلة الأجل، لكي تستطيع الحكومة اليمنية الاستجابة لحاجة الشعب اليمني من كهرباء ومياه ودواء وغذاء وطاقة، أعني البترول والغاز، ودفع مرتبات الجند ليتمكنوا من الإنفاق على أسرهم وهم في ميدان القتال. لا يستطيع وزير الدفاع أن يجند الناس للقتال دون أن يكون لديه من المال ما يكفيه لسد حاجات أسر الجند، ولا يستطيع وزير الداخلية أن يحقق الأمن في ربوع الدولة وهو بلا ميزانية، وقد يسهل اختراق الجهات الأمنية نظرا للحاجة وليس حبا في الخيانة. لا يستطيع وزير الخارجية أن يحقق ولاء أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين في الخارج وهو بلا ميزانية. المعركة يا ولاة الأمر تقوم على مال بيد الدولة وليس غيرها، وإعلام مؤثر، ودبلوماسية ماهرة إلى جانب القوة العسكرية بكل أنواعها.

أورد لقادتنا الميامين تجربة ميدانية، عندما كنت أعمل في الأمم المتحدة وكنا نحتاج إلى أكبر عدد من المصوتين لصالحنا في قضية من قضايانا في الجمعية العامة أو مجلس الأمن أو أي جهاز من أجهزة الأمم المتحدة، فهناك بعض الوفود نعرف حاجاتهم فنلبيها لهم ومن هنا تنضم إلى قائمة المصوتين لصالح قضايانا، ليس ذلك سرا، الدول الكبرى تلجأ إلى الترغيب والترهيب، ومن هنا أقول إنه لابد من إيجاد ميزانية للدولة اليمنية تعينها في كل المجالات الداخلية والعسكرية والخارجية، فهل نحن مدركون لهذه المسألة؟

* * *

نتابع جهود الوسيط الدولي في اليمن إسماعيل ولد الشيخ ولم نجد ما يقنعنا بأنه يمتلك مهارة التفاوض واقتراح الحلول للوصول بالمتفاوضين إلى نقاط محددة يجب على الفرق المتفاوضة تنفيذها. يلاحظ الكاتب أن الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ همه الأكبر إطالة زمن التفاوض بين الأطراف اليمنية، لأنه يحقق في ذلك عددا من المكاسب، أولها بقاؤه في دائرة الإعلام العالمي، وهذا يعتبره مكسبا معنويا، الأمر الثاني الطموح في ترقيته وزيادة أعضاء فريقه ومن ثم ميزانيته وقد حصل على الترقية مؤخرا.

* * *

في جلساته الخاصة يتحدث عن أن مكتب وميزانية فريق دي ميستورا الوسيط الدولي في الشأن السوري أكبر من مكانة ولد الشيخ وكذلك جمال بن عمر أو الأخضر الإبراهيمي. في المجال المهني يتركز اهتمامه على إرضاء مندوبي الدول الكبرى في مجلس الأمن أو سفرائهم المعتمدين في المنطقة بهدف التجديد له في مهمته في نهاية كل فترة مقررة له. إنه يقرأ المؤشرات الدولية في الشأن اليمني قراءة خاطئة وعلى ذلك يقرر فيكون قراره خاطئا.

يقترح إسماعيل ولد الشيخ مثلا جدول أعمال فيتم الموافقة عليه، في اليوم التالي إذا اعترض أحد المتفاوضين على جدول الأعمال فإنه لا يحسم ذلك الاعتراض بل ينتقل إلى بند آخر، إنه ينتقل من مشروع إلى مشروع، ولا يحسم الأمر في ذلك، إنه يعمل تحت مظلة الخوف من الفشل، فيقع في براثن الفشل ولا يستطيع الخروج منه. وبتشتته في الأفكار وتضييع فرص الإنجاز يبدو أنه لم يعد ملزما بالقرار الأممي 2216 الذي عُين من أجل تنفيذ بنوده. إنه يعمل منفردا وبدون فريق مهني إلى الحد الذي يناديه أعضاء مكتبه الصغار منهم والكبار باسمه دون ألقاب كما هو معتاد في أدبيات الوظائف الدولية. الأمر الأخطر من ذلك أن إسماعيل ولد الشيخ لم يصارح فريق الانقلابيين بما يجب الالتزام به في جلسات التفاوض. من هنا تبقى المسألة اليمنية على جدول أعمال الأمم المتحدة بيد ليست مؤهلة لإيجاد الحلول.

آخر القول: مطلوب وعلى عجل تقدير ميزانية للدولة اليمنية. إنجاز عسكري في الميدان. اعتبار إسماعيل ولد الشيخ وسيطا دوليا غير نزيه وغير مهني والعمل على إنهاء مهمته.

  كلمات مفتاحية

اليمن إسماعيل ولد الشيخ عبد ربه منصور هادي المبعوث الأممي إلى اليمن

تعذر لقاء «ولد الشيخ» بوفد الحكومة اليمنية التفاوضي في الرياض

«المخلافي»: ثقتنا بولد الشيخ «اهتزت» .. و«عاصفة الحزم» مستمرة

خارطة الطريق.. هل يبيع «ولد الشيخ أحمد» الوهم لليمنيين؟

مصادر بالرئاسة اليمنية تؤكد اقتراب «ساعة الصفر» لاستعادة العاصمة صنعاء

بيان حول اليمن يثير الخلاف مع روسيا في مجلس الأمن

الانقسام يعصف بوفد الحوثيين و«صالح» والوفد الحكومي يتغيب عن المشاورات

قيادة التحالف العربي واليمن والوسيط الدولي

الأحزاب اليمنية من الفشل الوطني إلى التبعية العسكرية

عقب تصاعد الغارات .. ‏«ولد الشيخ» يدين خرق التهدئة ويجدد دعوته للحل السياسي