الادعاء العام التركي يتهم «كولن» بـ«العمل بإيعاز من ⁧‫أمريكا‬» وواشنطن تتسلم رسميا طلب تسليمه

السبت 23 يوليو 2016 05:07 ص

قبلت محكمة الجزاء الرابعة في العاصمة التركية أنقرة، الجمعة، لائحة الاتهام الموجهة ضد منظمة «الكيان الموازي» بزعامة «فتح الله كولن»، والتي جاء فيها أن المنظمة وزعيمها يعملان تحت إمرة الولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

وورد في اللائحة، التي أعدتها النيابة العامة بحق 73 مشتبها بينهم «كولن (المتهم بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا الجمعة الماضي)، أن «عملاء من CIA يعملون على التغلغل داخل دول مختلفة حول العالم، وجمع معلومات استخباراتية تحت ستار مدارس تابعة للمنظمة الإرهابية في تلك الدول».

وأكّدت اللائحة أن «فتح الله كولن لا يمكنه البقاء في ولاية بنسلفانيا، دون رعاية من أمريكا»، مشيرة إلى أن الأخيرة «لا تسمح لزعيم المنظمة الإرهابية بالبقاء داخل أراضيها، إذا لم تكن لديها مصالح وراء ذلك».

وأضافت أن «المنظمة الإرهابية (الكيان الموازي) تقوم بجمع أموال من المواطنين في تركيا عبر خداعهم باسم الله والدين، ثم تتبرع بتلك الأموال لدعم الكنائس، والانتخابات الرئاسية، وانتخابات مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية».

وأشارت اللائحة إلى «امتلاك المنظمة الإرهابية آلاف القضاة والمدعين العامين داخل السلك القضائي التركي، لاتخاذ قرارات مخالفة للقانون عند الحاجة، واستغلال السلطة العامة للدولة لتحقيق منافع شخصية، وعرقلة القرارات التي تستهدفها بشكل مباشر».

وحملت لائحة الاتهام، كل الحكومات السابقة، والمعارضة، والجماعات الدينية الأخرى، والمؤسسات العامة، ومنظمات المجتمع المدني، والجامعات، والجيش، وكل فئات المجتمع، مسؤولية نمو منظمة فتح الله كولن، وتغلغلهم في الدولة.

وتابعت أن «فتح الله كولن»، وجماعته، قاموا بمحاولة انقلابية حقيقية، للسيطرة على الدولة التركية، بهدف إدارتها من خلف الستار، عبر استخدام السلاح».

ولفتت اللائحة إلى أن إفادات الشهود أثبتت أن منظمة «فتح الله كولن (الكيان الموازي)، لها صلات برؤساء اللوبي الأرميني، واليهودي، و المحفل الماسوني، وأن كولن تبادل الهدايا معهم.

وببنت اللائحة أن الكيان الموازي تنصت بشكل غير قانوني (من خلال عناصره المتغلغلين في السلك الأمني)، على كبار المسؤولين الحكوميين، حيث استخدموا رمز (ديكان) لرئيس الجمهورية الحادي عشر، عبدالله غل، ورمز (مكير) لوزير الداخلية الأسبق، بشير أطلاي، ورمز (دورصون) لوزير الداخلية السابق، إدريس نعيم شاهين، ورمز (أوزان) لرئيس الوزراء خلال تلك الفترة، رجب طيب أردوغان».

وأوضحت اللائحة أن «هيكلية جماعة كولن في تركيا، هي نموذج جديد للوصاية، تفرضها على الشعب والدولة عبر كيان مواز، مشيرة إلى أن »المنظمة فعلت كل الإجراءات غير القانونية من خلال امتدادها في الشرطة، والقضاء، وضمن المدعين العامين في المحاكم الخاصة».

وذكرت أن «كولن بات يدير بشكل فعلي تنظيم الكيان الموازي، الذي أصبح لجماعته سيادة خاصة دون شروط في الكيان الذي تم تنظيمه بشكل أفقي داخل الدولة، مبيناً أن «منظمة كولن لم تترك منظمات المجتمع المدني بحالها، بل حولتهم إلى مؤسسات مرتبطة بها لخدمتها، حيث تمكنوا عبر تغلغلهم في صفوف السلك القضائي، والجيش، والأمن، والوزارات، ليتحولوا إلى سلطة إنفاذ القانون تحت إشراف المنظمة».

وأشارت إلى أن «كولن أسس علاقة صداقة مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية آنذاك، مورتون أبراموفيتش، وأجرى لقاءات معه مابين الأعوام 1983-1990، ورئيس رابطة مكافحة التشهير اليهودية أبراهام فوكسمان، وأجرى لقاءات أيضا مع بابا الكنيسة الكاثوليكية، يوحنا بولس الثاني».

وكشفت لائحة الإدعاء، أن «كولن وجماعته يتحكمون بثروة في تركيا والعالم تُقدر بـ 150 مليار دولار، تضم بنوكاً، وجامعات، ومدارس، ودور سكن للطلبة، ومعاهد للدروس الخاصة، ومؤسسات إعلامية، ومطابع، ودور نشر، وشركات شحن، وشركات أخرى».

ومن المقرر أن تبدأ الجلسة الأولى للمحاكمة في إطار هذه القضية، في 22 نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.

طلب رسمي لتسليمه

من جهة أخرى، قال السفير التركي لدى الولايات المتحدة الأمريكية، «سردار قليج»، إن بلاده «قدمت لواشنطن، بشكل رسمي، الوثائق اللازمة كافة، لإعادة فتح الله كولن».

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده السفير التركي، بمقر سفارته في العاصمة واشنطن الجمعة، أوضح فيه أن «وزيري عدل البلدين (تركيا وأمريكا) يعملان سويا في هذا الإطار».

وأفاد «قليج، أن «الدلائل الكاملة تشير إلى ضلوع الكيان الموازي في محاولة الانقلاب الفاشلة، فضلا عن اعترافات الانقلابيين بذلك».

وأكد أن «المتهمين سيحاكمون وفق النظام القانوني التركي، بشكل عادل»، مفندا نية الحكومة التركية إجراء تصفيات في هذا الصدد.

ودعا «قليج»، الإعلام الأمريكي، إلى عدم تصديق أية ادعاءات مغايرة لحقائق الأمور فيما يخص ما يجري في تركيا، والوقوف إلى جانب الشعب التركي، وديمقراطيته.

والثلاثاء الماضي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، «جوش إرنست»، إن «الإدارة الأمريكية تلقت طلبا تركيا رسميا لتسليم كولن»، مشيرا إلى أن الطلب جاء بموجب اتفاقية تبادل المطلوبين بين البلدين الموقعة قبل 30 عاما.

وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، بخصوص الطلب من واشنطن تسليم «فتح الله كولن»، إن «مطلبنا واضح، في حال كان هناك تعاون ضد الإرهاب بجميع أشكاله، فلابد من الحصول على نتائج ملموسة من هذا التعاون».

وأضاف «جاويش أوغلو» «طالبنا الولايات المتحدة قبل وقت طويل بتسليم زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية (كولن)، وكان ذلك بعد (حملة الاعتقالات بذريعة الفساد) التي حدثت بين 17 و25 ديسمبر/ كانون أول 2013، والتي نفذها أتباع تلك المنظمة في الشرطة والقضاء، وقمنا بعدها بتطهير شرطتنا من هؤلاء، ولو لم نكن فعلنا ذلك لكانت نتيجة المحاولة الانقلابية الأخيرة وخيمة أكثر، كان الشعب سيقف في كل الأحوال في وجه محاولة الانقلاب ولكن كنا سنقدم عددا أكبر من الشهداء».

وأشار «جاويش أوغلو» إلى وجود اتفاق بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية لتسليم المطلوبين، مضيفا أن الولايات المتحدة عندما تقدم طلبا لدولة أخرى لتسليم عضو في منظمة إرهابية، لا ترفق هذا الطلب بأدلة وقرارات محكمة، مؤكدا في الوقت ذاته على أن دليل إدانة «كولن» موجود ويتمثل في المحاولة الانقلابية الفاشلة نفسها.

وأضاف أن التعاون بين تركيا والولايات المتحدة لابد أن يكون وثيقا باعتبارهما حليفيين، وأشار إلى أن الجانب التركي سبق له أن قدم اقتراحات بإنشاء لجان عمل مشتركة للتعامل مع الأمر.

في المقابل، أكد الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الجمعة، أن طلب أنقرة تسليم «كولن»، سيتم التعامل معه وفق القوانين الأمريكية.

وقال «أوباما» في مؤتمر صحفي أعقب لقاءه الرئيس المكسيكي «إنريكي بينيا نييتو»: »علينا أن نتّبع آلية قانونية» للرد على هذا الطلب.

ونفى تلقي معلومات استخباراتية مسبقة حول محاولة الانقلاب في تركيا في 15 يوليو/تموز.

وقال إن «أي معلومات مفادها أننا علمنا بمحاولة انقلاب، أن هناك ضلوعاً ما للولايات المتحدة، إننا قمنا بشيء آخر مغاير للتأييد التام للديمقرطية التركية، هي خاطئة تماما».

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

 

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا فتح الله كولن

«كولن» يدعو أمريكا لرفض تسليمه إلى أنقرة.. وواشنطن: الأمر سيستغرق وقتا

«أوباما» و«أردوغان» بحثا هاتفيا تسليم «فتح الله كولن» إلى السلطات التركية

موقع إسرائيلي: «كولن» زار الإمارات مؤخرا وتركيا تحقق في صلات عربية بالانقلاب الفاشل

«كيري»: تسليم «كولن» إلى تركيا يتطلب أدلة تتوافق مع المعايير المتبعة

«أردوغان» يدعو الولايات المتحدة لتسليم «كولن» ويشدد على ضرورة تطهير الجيش

تركيا تغلق آلاف المؤسسات التابعة لـ«كولن» وتفرج عن 1200 عسكري

ضبط عملات نقدية وزعها «كولن» على الانقلابيين بعد تلاوة أدعية عليها

«بي بي سي» تفشل في استضافة أتراك يدعمون الانقلاب

صحف تركية: خطة الانقلاب تمت بـ«البنتاغون» و«إنجرليك»