‏مسؤول عسكري يمني: القوات الحكومية جاهزة للحسم العسكري الذي بات وشيكا

السبت 23 يوليو 2016 07:07 ص

أكد قيادي عسكري يمني رفيع أن القوات الحكومية الموالية للرئيس «عبدربه منصور هادي» جاهزة للحسم العسكري في اليمن منذ العام الماضي ولكنها (كبّلت) بالمسار السلمي الذي فرضته الأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية، ولذا أصيبت التحركات العسكرية بالجمود.

وقال هذا المسؤول العسكري الذي فضل عدم ذكر اسمه لصحيفة القدس العربي «الانقلابيون من ميليشيا الحوثي وقوات صالح غير جادين في وضع حد للحرب والجنوح للسلم، ولذا تعمّدوا إضاعة كافة الفرص التي طرحت في جولات مباحثات السلام اليمنية السابقة في سويسرا وحاليا في الكويت».

وأضاف أن «الميليشيا الحوثية، نشأت وترعرعت خلف البنادق، مثل الأسماك لا تعيش إلا تحت الماء.. الميليشيا تشعر أن حياتها قائمة على حمل السلاح وأنها لا يمكن أن تعيش بدون ذلك».

 وقال «لا يرجى من الانقلابيين الحوثيين أن يجنحوا للسلام في مباحثات الكويت وواثقون بأنهم غير جادين في التوجه نحو تحقيق ذلك، وما تبقى من الوقت الذي لا يتجاوز أسبوعا من هذه الجولة التي وصفت بالفرصة الأخيرة لن يكون كافيا وكفيلا بتحقيق أي نتائج نحو إحلال السلام في اليمن». 

وأوضح أن «الانقلابيين الحوثيين وأتباع صالح يعتقدون أنهم يكسبون الرهان من خلال إضاعتهم للوقت في مباحثات السلام لإطالة أمد الأمر الواقع على الأرض بقوة السلاح، ويتوهمون أن القوات الحكومية لا تستطيع حسم المعركة عسكريا.. هم واهمون».

وكشف أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية للرئيس هادي «جاهزة للحسم العسكري منذ نهاية العام الماضي، بل وإنه كلما مر المزيد من الوقت كلما ازدادت قوة وصلابة، عبر المزيد من التدريب والتجنيد والمزيد من اكتساب الخبرة وكذا وصول المزيد من التعزيزات والآليات العسكرية الحديثة من دول التحالف العربي».

وذكر أن معطيات الوضع الراهن على الأرض وفي طاولة المفاوضات تعزز أن البلد يسير باتجاه الحسم العسكري والذي بات وشيكا أكثر من أي وقت مضى وقال «كل الدلائل والمؤشرات تتجه نحو الحسم العسكري، سواء في العاصمة صنعاء أو في غيرها، إلا إذا تدخل الخارج».

وأشار إلى أن الإرادة السياسية وصلت إلى قناعة بهذا التوجه، بعد أن بذلت جهودها الكبيرة لأكثر من عام من أجل استعادة الدولة ومقدراتها عبر مختلف السبل وفي مقدمتها المسار السلمي، رغبة منها في وضع حد لإزهاق أرواح اليمنيين من مختلف أطيافهم.

وتوقع نائب مدير مركز المعلومات التابع لرئاسة الجمهورية «محمد العمراني» لهذه الجولة من مشاورات الكويت اليمنية ان تلحق بسابقاتها، وقال لـ(القدس العربي) «مانسمعه من تصريحات للطرف الانقلابي وماجاء على لسانهم في كلماتهم في الجلسة الافتتاحية كان يشير بوضوح إلى أنهم قد اختاروا طريق إفشال المشاورات وإصرارهم على شرعنة وجودهم الانقلابي من خلال البحث عن الشراكة في السلطة والمطالبة بتشكيل مجلس رئاسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ما يجعل التوصل إلى الحلول يبدو مستحيلا».

وأضاف «لاشك أن الإصرار على هذه الأمور سيعني بالضرورة فشل مشاورات السلام، فالوفد الحكومي جاء إلى الكويت بناء على التزامات واضحة من الأطراف الدولية ومن الأمم المتحدة بأن تكون المشاورات تحت المرجعيات الثلاث ومن أجل تنفيذ القرارات الدولية وليس للانقلاب عليها وشرعنة الوجود الانقلابي». 

وشدد على أن القرارات الدولية واضحة وكاملة الوضوح في مطالبة الانقلابيين بتسليم الأسلحة والانسحاب من المدن واطلاق المعتقلين ولم تشر في أي منها لحكومة وحدة وطنية او تنتقص من شرعية الحكومة والرئيس «هادي». 

وأضاف «العمراني» «يعتقد الانقلابيون أنهم أمام فرصة لكسر الجمود السياسي أو العزلة السياسية التي تفرضها عليهم الدول باعتبارهم قوة انقلابية غير شرعية، فالكويت وفرت لهم فرصة للقاء السفراء والدبلوماسيين والناشطين وغيرهم، وهم يريدون لهذه الفرصة أن تطول وليسوا مهتمين بنتائج المشاورات بل بإطالة مدّتها إذا كانت ستمنحهم حضورا سياسيا وإعلاميا وهو ما دفع بوزير الخارجية الكويتي إلى التصريح الواضح بأن مدة المشاورات ستكون 14 يوما فقط أو ستعتذر الكويت عن الاستضافة في محاولة للقول إن الكويت تدرك هذه اللعبة».

وأوضح أنه في حال فشل مشاورات الكويت فإنه على يقين أن «الشعب اليمني مصمم تماما على استرداد دولته ومصمم أيضا على دحر الانقلاب، وسيستمر الشعب اليمني في مقاومة الانقلاب بكل الوسائل الممكنة عسكريا وسياسيا وثقافيا وإعلاميا، لأنها بالنسبة للشعب اليمني معركة وجود والشعب سيخوضها بالسلم او بالحرب». 

وذكر أن الحكومة الشرعية حرصت على التعاطي بإيجابية مع كل المقترحات التي طرحت وتطرح للحل السلمي «لكن حالة التعنت لدى الانقلابيين ستقودهم إلى المحارق التي يحاولون أن يقودوا الشعب اليها». 

وشدد على أنه ليس هناك أي شيء يمكن أن يثني الشعب اليمني عن الحصول على حقه واستعادة دولته ولعل الجميع يلاحظ حجم التخوفات الشعبية من مآلات المشاورات فالشعب في أغلبه يتطلع لسلام مستدام على أسس واضحة وإلا فإن الخيارات كلها ستكون مفتوحة.

معارك عنيفة

من جهة أخرى، احتدمت المعارك بشكل عنيف في محافظات حجة والجوف ومأرب وشرق العاصمة صنعاء وتعز وإب ولحج، بالإضافة إلى الجبهات على الحدود مع السعودية، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء عن مصادر عسكرية.

وتواصلت العملية العسكرية التي بدأتها القوات الموالية للرئيس «هادي»، الخميس بمساندة قوات التحالف العربي وغطاء مكثف للطيران الحربي للسيطرة على مدينة حرض الحدودية مع السعودية.

وأكد مصدر عسكري مقتل أكثر من 50 مسلحا من الحوثيين في اليوم الأول لانطلاق العملية العسكرية لتحرير المدينة، فيما قتل 9 من قوات «هادي».

واستبعد وفد الحكومة الموالية للرئيس «هادي» في مشاورات الكويت أن تكون فترة الخمسة عشر يوما كافية لإبرام اتفاق نهائي للسلام في اليمن.

وقال رئيس الوفد وزير الخارجية «عبد الملك المخلافي» إن «تحديد الكويت سقفا للفترة الزمنية للمفاوضات اليمنية مع الحوثيين غير كاف لتوقيع معاهدة سلام.

وأضاف أنه «على الأرجح سترفع المفاوضات للمزيد من التشاور الثنائي، الذي يقوم به المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إذا لم يغير الحوثيون موقفهم ويوافقون على مناقشة ورقة ولد الشيخ أحمد».

وكان نائب وزير الخارجية الكويتي «خالد الجارالله» صرح بأن الكويت حددت مهلة مدتها 15 يوما للأطراف اليمنية لحسم مشاورات السلام التي تستضيفها البلاد برعاية الأمم المتحدة، مؤكدا أن الكويت ستعتذر عن مواصلة المشاورات، إذا لم يتحقق ذلك في الموعد المحدد.

 وتستضيف الكويت المشاورات اليمنية منذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، بعد تأخرها 3 أيام عن موعدها الأصلي، بسبب عدم وصول وفد الحوثيين- صالح حينها.

واستمرت الجولة الأولى من المشاورات 70 يوما، لكنها لم تحقق أي تقدم جوهري تجاه حلحلة الأزمة، لتضطر الأمم المتحدة لرفعها أواخر يونيو/ حزيران الماضي بسبب إجازة عيد الفطر، والبدء بجولة ثانية منذ السبت الماضي، تم تزمينها لمدة أسبوعين فقط.

ومرت 5 أيام من الجولة الجديدة مع هيمنة الانسداد على مجريات المشاورات، حيث يرفض الحوثيون وحزب «صالح» الدخول في أجندة المشاورات التي طرحها «ولد الشيخ»، والتي تنص على الانسحاب من العاصمة صنعاء ومدينتي تعز والحديدة، وتسليم السلاح الثقيل للدولة، ويشترط حل سياسي كامل بما فيه تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأسفرت الأزمة اليمنية المتصاعدة منذ 26 مارس/ آذار 2015، عن مقتل 6 آلاف و444 شخصاً، ونزوح 2.8 مليون نسمة داخليا، فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بشكل غير مسبوق.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيون مشاورات الكويت

الحكومة اليمنية تعلن العودة مجددا لمشاورات الكويت

«عسيري»: لا مفر من الحسم العسكري في اليمن إذا تعسر الحل السياسي

«الأحمر» يزور مأرب للترتيب لعمليات الحسم العسكرية المقبلة

«عسيري»: على الحوثيين تطبيق قرار مجلس الأمن أو مواجهة الحسم العسكري

«عاصفة الحزم» بين الحسم العسكري والحل الدبلوماسي

«محمد علي الحوثي»: لن نسلم السلاح لمن يقاتلنا والحوار يحل المشاكل