أوضحت مصادر يمنية رسمية أن الفريق الركن «علي محسن الأحمر»، نائب الرئيس «عبدربه منصور هادي» في القيادة العليا للقوات المسلحة، زار أمس الأربعاء محافظة مأرب، شرقي اليمن، مرتديا الزي العسكري لأول مرة منذ مغادرته العاصمة صنعاء إلى العاصمة السعودية الرياض عند اجتياح المتمردين «الحوثيين» للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

وقال إن «الأحمر» قام بزيارة خاطفة صباح أمس الأربعاء إلى محافظة مأرب، برفقة قائد العمليات الخاصة لقوات «التحالف العربي» اللواء الركن «فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود»، وهو أحد أبناء الأسرة المالكة في السعودية ومن أبرز القيادات العسكرية فيها.

وذكرت المصادر أن هذا الوفد العسكري اليمني السعودي الرفيع الذي يمثل القيادة اليمنية وقيادة قوات «التحالف العربي» الذي يضم أكثر من 10 دول بقيادة المملكة السعودية، وصل إلى محافظة مأرب، التي تعد المقر الفعلي لمقر قيادة الجيش اليمني، والتي تتخذ منها رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش مقرا لها، كما تتمركز فيها أهم وأقوى الألوية العسكرية التابعة للحكومة اليمنية، فضلا عن أن محافظة مأرب تحتضن أقوى قوات «المقاومة الشعبية» وهي المحافظة الوحيدة التي لديها منفذا مباشرا إلى جنوب السعودية بالقرب من معقل «الحوثيين» الذي يتمركزون في محافظة صعدة.

وقالت «وكالة الأنباء اليمنية الرسمية» (سبأ) إن هذه الزيارة الرفيعة المستوى «تهدف للاطلاع عن كثب على الأوضاع العسكرية الميدانية وأحوال المقاتلين وزيارة الوحدات العسكرية المرابطة في محافظة مأرب».

وأشارت إلى أن نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقائد العمليات الخاصة المشتركة لدول «التحالف العربي»، اطلعا خلال هذه الزيارة على مستجدات الأوضاع الميدانية وما يحرزه الجيش الوطني و«المقاومة الشعبية» بمساندة قوات التحالف من تقدم عسكري ميداني.

من جانبه، قال «الأحمر» إن التاريخ سيسجل مواقف اليمنيين في مواجهة فلول الإمامة بماء الذهب، كما أن العدالة لن تغفل ما تسبب به هؤلاء من جراحات في جسد اليمن واليمنيين.

وأكد على إصرار القيادة الشرعية ودول التحالف في استعادة كافة مؤسسات الدولة في اليمن التي دمرها «الحوثيين» وأنصار الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، وأن القوات العسكرية والأمنية تبذل كل الجهود لأجل عودة الأمن والاستقرار في كافة ربوع اليمن، ووضع حد للمآسي والانتهاكات التي مارستها الميليشيا الانقلابية بحق أبناء الشعب اليمني.

ولفت «الأحمر» إلى أن محافظة مأرب والمحافظات المحررة من الميليشيا الانقلابية كانت السباقة في ردع التمرد وقدمت نموذجا رائعا للدولة التي يحلم بها اليمنيون، وهي دولة المؤسسات، ودولة العدالة والقانون والأمن.

وفي ختام كلمته، دعا «الأحمر» أبناء القوات المسلحة والأمن، من ضباط وصف وأفراد، إلى مساندة قوات الجيش الوطني والمقاومة في مختلف المناطق، والانضمام للشرعية بما يحقق وقف الانتهاكات التي مارستها ميليشيات «الحوثي» بحق المؤسستين الأمنية والعسكرية، وعودة الدولة التي بات بانتظارها كل أبناء الشعب.

وأشاد بالدور الايجابي الكبير الذي لعبته دول «التحالف العربي» وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية من خلال عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، موضحا أن هذا الدور الأخوي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على وحدة الصف العربي أمام المخاطر والطموحات الخارجية التي تسعى للنيل منه.

وبحسب صحيفة «القدس العربي»، فإن زيارة «الأحمر» إلى محافظة مأرب في هذا الوقت العصيب ليست بالاعتيادية وتحتل أهمية كبيرة في المنظور العسكري، وتتضمن رسائل في غاية الأهمية لما لها من انعكاسات إيجابية على الصعيد العسكري ومن رفع للمعنويات للمقاتلين في الميدان، سواء في محافظة مأرب أو في بقية المحافظات التي تخوض حربا ومواجهات شرسة مع الميليشيا «الحوثية» وقوات المخلوع «صالح» وفي مقدمتها مدينة تعز التي تحقق تقدما عسكريا بشكل مضطرد رغم الحصار الخانق عليهم وشح الإمكانيات لديهم.

وأوضح مصدر أن زيارة «الأحمر» إلى مأرب تحمل في طياتها العديد من الرسائل، وفي مقدمتها رسم خريطة الطريق لمعارك الحسم الآتية، سواء في العاصمة صنعاء أو في بقية المدن والمحافظات، بالإضافة إلى الاطلاع على الاستعدادات للمفاجآت العسكرية الكبيرة التي يتوقع أن يتم تفجيرها مع الذكرى الأولى لانطلاق «عاصفة الحزم» لقوات «التحالف العربي» في اليمن والتي توافق 26 من مارس/آذار الجاري.

وفي سياق متصل، أكد قائد العمليات الخاصة المشتركة لدول «التحالف العربي» على مساندة دول التحالف لليمنيين حتى استعادة دولتهم.

وقال خلال الاجتماع بقادة الجيش و«المقاومة الشعبية» والمكونات القبلية في مأرب: «نحن معكم في ميادين الشرف والعزة، وشاركتكم قوات التحالف الدم والروح لإحقاق الحق وتحقيق الأهداف المنشودة، ويجب ألا نعطي الجماعات الإرهابية المجال للتوسع داخل المجتمع اليمني».