تجدد الجدل مرة أخرى، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في السعودية، حول قيادة المرأة للسيارة، حتى صعد وسما بعنوان «قيادة المرأة للسيارة «»، للمركز الأول بالمملكة، والثاني عالميا، في التغريدات الأكثر مشاركة.

الوسم الذي حصد عشرات الآلاف من التغريدات، لاقي جدلا بين المغردين، بين مؤيد للفكرة ومطالب بتطبيقها لأسباب اقتصادية في ظل عدم وجود تحريم ديني، وبين معارض لها لأسباب اجتماعية.

المؤيدون كانوا الفئة الأكبر من المشاركين في الوسم، فكتب «ناصر السهلي»: «المرأة في أمريكا يصوت لها الشعب لقيادته، والمرأة في السعودية يحاربها الشعب كي لا تقود سيارة».

وتساءل «تركي السدحان»: «متى بتسوق؟.. في ٢٠٦٠.. الله يسهل أمرهم في هذا الوقت.. كل شي بيتغير.. عندي إحساس ماعاد في سيارات».

وأضاف «بدر الزارع»: «تخيل امرأتك وهي تحضر أولادك وبناتك من المدرسة وليس السائق الذي لا تعلم ماذا يكون مصيرهم معه.. القيادة حق للمرأة».

وتابعت «نورا»: «جعلتمونا كالمتسولات على الطرق.. الأجانب من حولي بسياراتهم، وأنا بنت البلد أفاصل في التكاسي».

وغرد «عبد الرحمن»، قائلا: «قيادتها أفضل من خروجها مع سائق أجره بدون محرم.. وتكون قيادتها داخل المدن فقط.. ولا تسوق في الطرق السريعة».

وقال «فيصل العتيبي»: «شرعاً: مو حرام.. طيب والعادات والتقاليد: طز فيها دامها ترجعنا لوراء بسبب أصحاب الفكر المتحجر والمتشدد».

وأضافت «هاجر الإبراهيم»: «عندك مو ضروري بس عند غيرك ضروري.. القيادة حق ولا يوجد حق أهم من الأخر.. كفاية تصنيف الحقوق على حسب احتياجاتكم الشخصية».

وتابع «عبد الرحمن آل فائع»: «ضرورة لأن بلدنا سيتخلص من أكثر من ٤٠ ألف سائق أجنبي.. كما أنه ضرورة لأن السائق الأجنبي يمثل خطر على نساء بلدي».

ونشرت «سمر»، صورا لطفل يقود سيارة، وكتبت: «نحن مجتمع أعرج يمنع النساء البالغات القيادة.. ولا يبالي بقيادة طفل.. أهم شيء ذكر وليس امرأة».

رافضون

أما الرافضون، وإن كانوا هم الفئة الأقل مشاركة بالوسم، إلا أن أسبابهم كانت متعددة، فكتب «أبو متعب المرشد»: «عدم قيادة المرأة للسيارة هذا قرار جميع أفراد المجتمع السعودي ولا في مجال للنقاش فيه فهذه رغبة الشعب كله».

وأضاف «أحمد الرحيلي»: «المرآة تقول: إذا سقنا السيارة نستغني عن مليون سائق أجنبي.. طيب اشتغلوا في مطابخكم واستغنوا عن مليونين خادمة أجنبية».

وتابعت «ودق»: «لا نحتاج القيادة.. لكن نحتاج الوظيفة وإغلاق ملف البطالة ونحتاج السكن».

وتابع «عبد العزيز»: «أنا ضد قيادة المرأة بسعودية.. لما فيها من سلبيات كثير».

وأعرب «خالد الشرفي»، عن تخوفه حين قال: «الحقيقة مش الموضوع موضوع قيادة المرأة للسيارة الموضوع تأجيج أمور أخرى.. ولا نستبعد يأتي من يقول للمرأة حق مثل الرجل».

فيما قالت «غادة الرحيمي»: «حتى لو سمحوا ما راح أسوق.. وش أبي بالتعب والشقا.. يا زين الراحة بس».

وأضاف «بدر البقمي»: «يا من تطالبين ويا من تطالب.. أقسم بمن أحل القسم من يأيدونك في هذا الأمر.. لا يريدون بك ولا لبلدك إلا شرا».

وتابعت «سهير العتيبي»: «غزانا الغرب فكريا وسياسيا واقتصاديا والآن يريدون تفشي ظاهرة القيادة ليثعو في البلد فسادا.. وفي النهاية إحنا الضحية».

ويحظر على المرأة في المملكة قيادة السيارة، حيث تعتبر السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يحظر قيادة المرأة للسيارات، رغم أن عددا متزايدا من الشخصيات العامة يضغط من أجل إلغاء هذا الإجراء.

وكان الأمير «محمد بن سلمان»، ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قال في مؤتمر صحفي، في أبريل/ نيسان الماضي، بعد إقرار مجلس الوزراء «رؤية السعودية 2030» ردا على سؤال حول المرأة: «المرأة عملها مهم جداً، وهي نصف المجتمع وفعالة ومنتجة في وطننا، وموضوع قيادتها للسيارة ليس قيادة دينية بقدر ما هي قيادة لها علاقة بالمجتمع نفسه يقبلها أو لا يقبلها».

وأضاف أن «المجتمع غير مقتنع بقيادة المرأة، ويعتقد أن لها تبعات سلبية جداً إذا سُمح بها»، مؤكداً أن هذه المسألة لها علاقة بشكل كامل برغبة المجتمع السعودي، ولا نستطيع أن نفرض عليه شيء لا يريده، لكن المستقبل تحدث فيه متغيرات، ونتمنى أن تكون متغيرات إيجابية».

ولا يوجد في المملكة، قانون يحظر قيادة المرأة للسيارة، لكن لا يسمح لها باستخراج ترخيص القيادة، كما ألقي القبض في أوقات سابقة على نساء بتهمة الإخلال بالنظام العام بعد ضبطهن وهن يقدن سيارات.

يحدث ذلك بينما يشهد المجتمع السعودي منذ عام 2005، جدلا واسعا حول قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة، والتي تعد مطلبا ملحا لعدد من السعوديات.