السعودية والكويت تحتجان لدى الأمم المتحدة على اختراق الزوارق الإيرانية لسيادتهما

الخميس 28 يوليو 2016 09:07 ص

أكد السفير السعودي لدى الأمم المتحدة «عبد الله المعلمي» أن الاحتجاج الذي قدمته السعودية والكويت الثلاثاء إلى الأمم المتحدة بشأن القرصنة الإيرانية في المنطقة المغمورة المقسومة بينهما كان بمثابة إشعار للمنظمة الدولية، مشيرا إلى احتمال أن يكون هناك طلب بالتدخل الأممي لوقف هذه الاختراقات في وقت لاحق.

وأوضح «المعلمي»، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من نيويورك، أن السعودية والكويت قدمتا الاحتجاج إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، وعبرتا عن خطورة الاختراقات الإيرانية لسيادة البلدين، مضيفا أن «رسالة الاحتجاج لم تكن الأولى، بل كانت هناك رسائل قبلها، وقد عبرنا عن خطورة اختراق الزوارق الإيرانية لسيادة المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وتهديدها للأمن والسلم في المنطقة، وأنه يجب ردعها».

وأكدت السعودية والكويت في رسالة الاحتجاج، التي قدمت عبر مندوبي الدولتين في المنظمة، تكرار اعتداءات وتجاوزات الزوارق العسكرية الإيرانية على مياه المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين السعودية والكويت، التي تعود حقوقها السيادية للسعودية والكويت فقط، لغرض استكشاف واستغلال الثروات الطبيعية فيها

ووفقًا للرسالة، فإن آخر هذه التعديات تجاوز سفينة إسناد وقاربين سريعين يرفعون الأعلام الإيرانية وعلى متن كل قارب ثلاثة أشخاص مسلحين في 2 أبريل (نيسان) الماضي، وتجاوز آخر لسفينة إسناد إيرانية من نوع هنديجان 1401 في 21 أبريل/نيسان الماضي.

وأشارت الرسالة إلى اقتراب السفينتين والقاربين من بئر الدرة 3 في حقل الدرة الواقع في المنطقة، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مواجهات تهدد الأمن والسلم في هذه المنطقة.

وشددت الرسالة على أن للسعودية والكويت وحدهما دون غيرهما حقوقًا سيادية خالصة في التنقيب عن الثروات الهيدروكربونية واستغلالها في حقل الدرة والمنطقة المغمورة المقسومة.

كما أكدت أنه طلب من الحكومة الإيرانية البدء في مفاوضات - بين حكومتي السعودية والكويت كطرف والحكومة الإيرانية كطرف آخر - لتعيين الحدود البحرية التي تفصل بين المنطقة المغمورة المقسومة وبين مياه إيران، لأحكام القانون الدولي، إلا أن الطلب لا يلقى أي استجابة من الحكومة الإيرانية رغم تكرار دعواتهما للمفاوضات لتعيين تلك الحدود.

وقال محلل كويتي إن الجانب الإيراني ربما يسعى لفصل الكويت عن السعودية في موضوع التفاوض مع إيران لترسيم الجرف القاري الذي تتقاسمه الدول الثلاث.

وقال «عايد المناع»: «لا يمكن للكويت أن تنفصل عمليًا عن السعودية في موضوع المفاوضات مع إيران».

وترفض إيران الاعتراف بحق الكويت في الاستثمار في حقل «الدرة»، الذي تعتبره امتدادًا لأراضيها، لكنها تعهدت في السابق بوقف الاستثمار أحادي الجانب في هذه المنطقة المتنازع عليها.

وقبل عام تقريبًا (في 25 أغسطس (آب) 2015) اعترضت الحكومة الكويتية على خطوة إيرانية، باستدراج عروض دولية لتطوير حقل «الدرة» المشترك مع الكويت أمام الشركات الأجنبية، واستدعت القائم بالأعمال الإيراني حسن زرنكار، وأبلغته احتجاجها الرسمي على الخطوة الإيرانية التي تأتي بنحو مفاجئ وأحادي.

 وأبلغ وكيل وزارة الخارجية الكويتية، «خالد الجار الله»، القائم بالأعمال الإيرانية «حسن زرنكار»، اعتراض الحكومة الكويتية على هذه الخطوة، واحتجاجها الرسمي.

ويمتلك حقل «الدرة» مخزونًا من النفط والغاز، وهو يقع في المنطقة البحرية المتداخلة التي لم يتم ترسيمها بين الكويت وإيران، وتقع أغلب مساحة الحقل في المياه الكويتية والسعودية.

ويحتوي الحقل، الذي اكتشف عام 1960، على مخزون كبير من الغاز يقدره خبراء بنحو 11 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، إضافة إلى أكثر من 300 ملايين برميل نفطي.

 وكانت الحكومة الإيرانية بدأت التنقيب عن النفط والغاز في حقل «الدرة» الذي تسميه «أراش» عام 2000، مما سرّع اتجاه الكويت والسعودية لترسيم الحدود البحرية بين البلدية والتخطيط لتطوير الحقول النفطية المشتركة.

ومنذ اكتشافه في الستينات كان الحقل محل تنازع بين إيران والكويت، بشأن استغلال ثرواته من النفط والغاز، ومنحت إيران امتياز التنقيب والاستغلال للشركة الإيرانية - البريطانية للنفط، في حين منحت الكويت الامتياز لشركة «رويال داتش شل»، وقد تداخل الامتيازان في الجزء الشمالي من حقل «الدرة».

وفي عام 2012 قامت شركة «الخفجي» بإرساء حق التطوير والإنتاج على شركة «شل» النفطية.

  كلمات مفتاحية

السعودية الكويت إيران قرصنة

صحف المملكة: احتجاج سعودي كويتي للأمم المتحدة ضد قرصنة إيران البحرية

شكاوي من قرصنة إيرانية على قوارب سعودية.. والسلطات في المملكة: لم نتلق بلاغات رسمية

«الخارجية العرب» يدعو لتشكيل مجموعة عمل لعرض «تجاوزات إيران» على الأمم المتحدة

إيران: السعودية وراء «التلاعب» باسم «جبهة النصرة» للخروج بها من «لائحة الإرهاب»

برلماني إيراني: طهران قامت بمحاولات حثيثة من أجل فتح صفحة جديدة مع الرياض

تدشين المبادرة العربية الخليجية لمواجهة التهديدات الإيرانية من البحرين

طهران: السعودية أوقفت 4 زوارق إيرانية وقادتها إلى جهة غير معلومة

الكويت توقف 10 إيرانيين حاولوا التسلل إلى البلاد بحرا

السعودية تنفي احتجاز زوارق صيد إيرانية