أوضح تقرير صادر عن «بنك أوف أمريكا–ميريل لينش» إلى إن انهيار الإنفاق الرأسمالي العالمي أدى إلى تسارع تراجع حقول النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» إلى 5%، وهي المستويات التي اعتبرها المصرف الأمريكي الأعلى من مستويات عام 2009، مشيرا إلى قدرة السعودية على تعويض الطلب.
وذكر البنك أن بعض اللاعبين في «أوبك» مثل فنزويلا، وأنجولا، والجزائر تضررت، الأمر الذي يتيح الفرصة للسعودية وإيران والعراق لسد الفراغ، مشيرا إلى أن السعودية لم تبدأ بعد في زيادة معدلات الحفر لتعويض النقص في الدول الأخرى، ولذا فالمصرف يحافظ على توقعاته بأن يصل سعر البرميل من الخام 61 دولارا في العام المقبل.
وبين البنك أن آخر الأرقام لديه تشير إلى تراجع الإنفاق الرأسمالي العالمي على النفط والغاز 41% أي 285 مليار دولار عن ذروتها عام 2014، وهذا الانهيار في الإنفاق بدأ يؤثر في الإنتاج، حيث وصلت معدلات الانخفاض خارج «أوبك» إلى 5%، ويتجاوز معدل التراجع الذي سجله في عام 2009، 4.87%.
ورأى المصرف الأمريكي أن الإنتاج في فنزويلا هو الأكثر خطرا نظرا لمناخ الاستثمار، ولكن هنالك دول أخرى مثل الجزائر وأنجولا قد تواجه تراجعا حادا في الإنتاج.
وتساءل المصرف عن الدول التي يمكن أن تملأ هذه الفجوة، معتبرا أن دول الخليج الأخرى إلى جانب العراق وإيران ستحاول الاستفادة من هذه الظروف للحصول على حصة أكبر في السوق، مشيرا إلى أن النمو في إمدادات النفط العالمية في العام الماضي، كانت معظمها من دول «مجلس التعاون الخليجي» والعراق وإيران.
وتوقع المصرف نموا في الإنتاج من هذه الدول يقدر بـ1.2-0.5 مليون برميل في اليوم في العام الجاري والمقبل على التوالي، ولكن على الرغم من ذلك فقد يكون من الصعب ملء الفجوة في العرض في ظل اتساع الفجوة واتجاهات الاستثمار الحالية.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع أن محللي أسواق النفط ما زالوا يتوقعون ارتفاع أسعار الخام هذا العام بفضل تحسن نمو الطلب الذي سيساعد على تبديد أي أثر نزولي للفائض في المعروض من الخام.
وبحسب وكالة «رويترز» فقد توقع 29 من متخصصي الاقتصاد والمحللين في الاستطلاع، أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 45.51 دولارا للبرميل في 2016 بارتفاع طفيف عن توقعات الشهر الماضي البالغة 45.20 دولارا للبرميل وبزيادة قدرها نحو 3.55 دولارا عن متوسط السعر البالغ 41.96 منذ بداية العام.
وتوقعت «لوانا سيجفريد» المحللة لدى شركة «رايموند جيمس» نمو الطلب العالمي بقوة في 2016 (1.4 مليون برميل يوميا) ونموا معقولا في 2017 (1.1 مليون برميل يوميا) تقود السواد الأعظم منه الصين والهند وأفريقيا، وبذلك سيساعد الطلب على ارتفاع الأسعار هذا هو التعديل الصعودي الخامس على التوالي في التوقعات الخاصة بخام برنت.
ومازالت أسعار النفط مرتفعة نحو 60% عن أدنى مستوياتها في نحو 13 عاما التي سجلتها في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها تراجعت عن المستويات المرتفعة التي تجاوزت 50 دولارا للبرميل في 2016، إذ إن الوفرة المتزايدة في معروض المنتجات المكررة قد تؤدي إلى تخزين المزيد من الخام الزائد على الحاجة حسبما يقول محللون.
وأشار المحلل لدى «تومسون رويترز»، «أويل ريسيرش آند فوركاستس»، «جيورجوس بيليريس» إلى أن المعروض العالمي من الخام ما زال أكبر من الطلب، لكن تعطل الإنتاج الذي يحدث في أغلب الحالات بسبب القلاقل الجيوسياسية ساعد على تقليص الفائض في الإمدادات.
وأظهر الاستطلاع أن المحللين يتوقعون أن يبلغ متوسط سعر برنت في العقود الآجلة نحو 51.15 دولارا للبرميل في الربع الأخير مع تحسن آليات العرض والطلب.
وأكد «كارستن فريتش» المحلل لدى «كومرتس بنك» أن المخاطر الجيوسياسية ما زالت العامل الداعم للأسعار .