نائب رئيس الوزراء اليمني: «ولد الشيخ» لم يكن منصفا

الاثنين 8 أغسطس 2016 07:08 ص

اعتبر نائب رئيس الوزراء اليمني رئيس الوفد الحكومي في مشاورات الكويت «عبدالعزيز جباري» أن المبعوث الأممي إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» لم يكن منصفا، وأرجع ذلك إلى أن المبعوث لم يسم الطرف الانقلابي بأنه خلف إفشال مشاورات السلام في الكويت التي علقت أول أمس السبت، حتى إشعار آخر.

وبين أن الورقة التي قدمها «ولد الشيخ» ووقع عليها الوفد الحكومي أصبحت بعد رفض الانقلابيين التوقيع عليها ملغاة بالنسبة إلى الشرعية.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن «جباري» قوله، إن طرف «الحوثيين» و«صالح» أفشل مشاورات الكويت، رغم قبول رؤيته والأخذ بها على حساب رؤية الوفد الحكومي الذي قدم تنازلات كبيرة لحقن دماء الشعب اليمني وتحقيق السلام.

وأوضح «جباري» أن «ولد الشيخ» أخذ برؤية «الحوثيين» و«صالح» في الجانب العسكري والأمني، التي قدموها في فترة سابقة، وتتحدث عن تشكيل لجنة مقبولة من قبل جميع الأطراف، مضيفا: «هذه رؤيتهم وليس رؤيتنا، ومع هذا قبلنا بهذه الخطة والوثيقة، وأكدنا أننا مستعدون للتوقيع عليها رغم الملاحظات الكبيرة والكثيرة عليها، وفضلنا مصلحة اليمن واليمنيين ووقف نزيف الدم اليمني على كثير من القضايا».

وأشار نائب رئيس الوزراء اليمني إلى أن الانقلابيين لا يريدون السلام؛ لأنه يعريهم أمام الشعب اليمني والعالم، قائلا: «إنهم يعتبرون السلام عدوهم؛ لأنهم يريدون إيهام الشعب اليمني أنهم يدافعون عن اليمن، ومن يعتدي عليها، وبالتالي يريدون الحرب ليستمر مشروعهم، فإذا كان هناك سلام عادل ومنصف، وكانت هناك دولة مؤسسات سينتهي مشروعهم؛ لأنه مبني على العدو الوهمي لليمن وتحقيق البطولات للشعب اليمني، لكنهم في الحقيقة يقودون الشعب اليمني للكارثة والهلاك، مشروعهم للأسف الشديد مشروع تدمير».

ورأى «جباري» أن المبعوث الأممي لم يكن عادلا؛ لأنه لم يشر بشكل واضح إلى أن الانقلابيين هم من عرقلوا وأفشلوا مشاورات الكويت.

وأضاف: «كان من المفترض أن يقول ولد الشيخ إن الطرف الآخر هو المتعنت، وكان من المفروض أن يشير إلى أن وفد الحوثيين وصالح جاءوا للمشاورات على أساس تنفيذ القرارات الدولية والمرجعيات، لكن عندما تأتي للمواقف والتطبيق نجدهم يختلقون الأعذار ويتنصلون مما يؤدي إلى فشل هذه المفاوضات، كان من المفترض لولد الشيخ أن يشير وبصريح العبارة إلى هذا الموضوع».

ورجح «جباري» أن يكون المبعوث الأممي كان يراعي الانقلابيين لترك مساحة للحوار، وتابع: «لكن لا أدري ما تقييمه، هو يراعيهم كثيرا على أساس أن يترك مساحة للحوار، وهم دائمًا يتهمونه حتى لا يشير إليهم بأصابع الاتهام، هم يتهمونه بالانحياز دائما، ولذا يحاول أن يثبت أنه على مسافة واحدة من الكل لكنه ليس كذلك، للأسف الشديد على حسابنا وعلى حساب إدانتهم؛ لأنه كان من الواضح أنهم هم من عرقلوا المشاورات».

وعلق «جباري» على الورقة التي قدمها «ولد الشيخ» ووقع عليها للوفد الحكومي بالقول إنها «أصبحت بعد رفض الانقلابيين التوقيع عليها كأن لم تكن»، مبينا أن أي مشاورات مقبلة في حال لم تكن هناك استعدادات حقيقية للسلام لن تنجح، وستكون نسخة مكررة للمشاورات السابقة. وأضاف أن «السلام له ثمن واستحقاق، لا يمكن أن يتحقق سلام والانقلابيين مسيطرين على اليمن والمؤسسات وأسلحة الدولة منهوبة لديهم، السلام الذي سيتحقق لا بد أن تعاد مؤسسات وأسلحة الدولة ويعاد الاعتبار لصنعاء واليمن بشكل عام، وقتها نستطيع القول إننا قادرون على تحقيق السلام، إذا وصلنا إلى هذه القناعة، ووجدنا أننا سنصل مع الطرف الآخر إلى هذا المستوى أعتقد قد تكون هناك مشاورات ناجحة، أما إذا ظلوا الأشخاص أنفسهم، والآلية نفسها والمواقف نفسها، فأي مشاورات مقبلة ستكون نتائجها لا تختلف عن مشاورات الكويت».

وأوضح «جباري» أن الوفد الحكومي وقع الوثيقة بشرط أن تصبح ملغاة خلال سبعة أيام في حال لم يوقعها الطرف الآخر.

وقال: «هذه الورقة المقدمة من المبعوث لنا عليها عدة ملاحظات جوهرية؛ لأنها لم تؤخذ برؤيتنا، وعندما وقعناها كان لاعتبارات كثيرة أولها حقن دماء الشعب اليمني، واحتراما وتقديرا للدولة المستضيفة وأصدقائنا في العالم وأشقائنا في دول الخليج الذي أبدوا رغبتهم أن نكون إيجابيين ونوقع، لكن وقعناها بشرط أنه بعد سبعة أيام إذا لم يوقعها الطرف الانقلابي تعتبر كأن لم تكن، ومن الطبيعي الآن أننا رجعنا إلى وضعنا السابق ملتزمين بالقرارات الدولية والمرجعيات، وأصبحت هذه الورقة كأنها لم تكن».

من جهة أخرى، قال مصدر في الفريق الأممي: «إن المبعوث معروف بحياديته، مصلحة اليمن واليمنيين هي الأهم وهي ما ركز ويركز عليه المبعوث».

ومن المرتقب أن يعقد «ولد الشيخ» مؤتمرا صحفيا، اليوم الاثنين، مع أمين عام «منظمة التعاون الإسلامي»، «إياد مدني» بجدة، بعدما يقودان اجتماعا كان من المفترض أن يقعد سابقا في القمة العربية بنواكشوط، وتأجل بعد ذلك.

وكان «ولد الشيخ» قال، أول أمس السبت في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه نهاية مشاورات السلام اليمنية اليمنية في الكويت، إنه سيعاود رحلاته المكوكية للاجتماع بالأطراف، كل على حدة، تاركا 9 نقاط للطرفين تضمن استمرار فرصة إجراء المشاورات في وقت لاحق سيحدد بعد شهر واحد.

يذكر أن اللواء «أحمد عسيري» المتحدث باسم «التحالف العربي» أشار إلى أنه لمس نوعا من المجاملة من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» للطرف المعطل لمشاورات الكويت.

وذكر «عسيري» أن أفعال الانقلابيين تؤشر على أنهم الطرف المعطل للمشاورات، إذ لم يقدموا على مدار ثلاثة أشهر -هي عمر المشاورات- أية نقطة إيجابية تؤدي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، في حين تجاوبت الحكومة الشرعية مع جميع ما طرحه المبعوث الأممي.

وقال «عسيري» إن المبعوث الدولي لم يذكر نتيجة نهائية لمفاوضات الكويت، وإن الحكومة الشرعية هي المخولة باتخاذ القرار المناسب بشأنها، مضيفا أن حكمها على المفاوضات يبقى أدق من غيرها من الأطراف الأخرى.

  كلمات مفتاحية

اليمن مشاورات الكويت إسماعيل ولد الشيخ أحمد الحوثيين منظمة التعاون الإسلامي

أمير الكويت يستقبل «ولد الشيخ» ويؤكد ضرورة مواصلة المشاورات اليمنية

«عسيري» يتهم المبعوث الأممي إلى اليمن بمجاملة الانقلابيين

«التحالف العربي» يعلن استئناف عمليات «إعادة الأمل» بعد توقف المفاوضات اليمنية

انتهاء مشاورات الكويت اليمنية دون سلام

«ولد الشيخ» يؤكد لمجلس الأمن رفض «الحوثيين» و«صالح» مسودة الاتفاق

نائب رئيس الوزراء اليمني يتهم إيران ودولة أخرى بدعم انقلاب الحوثيين

المبعوث الأممي لليمن: الإرهاب يستفيد من الفراغ السياسي في اليمن

نائب رئيس الوزراء اليمني: مجلس «الحوثيين» السياسي باطل دستوريا

عقب تصاعد الغارات .. ‏«ولد الشيخ» يدين خرق التهدئة ويجدد دعوته للحل السياسي

مقتل قائد عسكري كبير موال لـ«صالح» و3 من مرافقيه بقصف شرقيّ صنعاء