‏«هادي» يحذر أعضاء البرلمان من الاجتماع و«صالح» يهدد المتغيبين بالقتل

السبت 13 أغسطس 2016 07:08 ص

حذر الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، فجر اليوم السبت، أعضاء مجلس النواب (البرلمان) من تلبية دعوة الحوثيين والرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، للانعقاد اليوم، بعد توقف قرابة عامين، وهددهم بالمساءلة القانونية. 

وقال «هادي»، في رسالة وجهها إلى رئيس وهيئة مجلس النواب، ونشرتها وكالة سبأ الرسمية التابعة للحكومة، إن اجتماع البرلمان يعد انتهاكا للدستور وجريمة توجب العقاب، مشيراً إلى أن من يشارك فيها يعرض نفسه للمسؤولية.

ويسيطر حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) على أغلبية مقاعد البرلمان، لكن المبادرة الخليجية (اتفاق رعته دول الخليج تم بموجبه تسليم صالح» السلطه لنائبه عبدربه منصور هادي»، وتشكيل حكومة توافق بين جميع الأحزاب والإبقاء على البرلمان القديم) أقرت أن القرارات التي يتخذها المجلس تكون بالتوافق بين جميع الأحزاب الممثلة فيه وليس بحسب الأغلبية.

وذكر «هادي» أن المادة الثامنة من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، التي يتم بموجبها إدارة المرحلة الانتقالية لليمن، ألغت نصاب التصويت بالأغلبية، وصار التصويت محكوماً بالتوافق الجمعي لكل أعضاء مجلس النواب الأحياء، ما يجعل ذلك منسحبا على اجتماع هيئة رئاسة مجلس النواب التي لا يجوز طرح موضوع على المجلس أو دعوته للانعقاد إلا بدعوة من رئيس الجمهورية أو هيئة رئاسة المجلس بتوافق أعضائها الأربعة.

وخاطب «هادي» رئيس البرلمان قائلا: «أعلم أنكما كرئيس للمجلس وعضو هيئة الرئاسة أكرم عطية، اجتمعتما في غياب عضوي هيئة الرئاسة، محمد الشدادي، وحمير الأحم، وقررتما بعيدا عن الإرادة الجمعية التي تحكم عمل المجلس وهيئته، فأعلنتما، كما تداولت وسائل الإعلام، تأييدكما لما أسماه الانقلابيون (الحوثيين وصالح) بالمجلس السياسي لإدارة الدولة، ودعوتما مجلس النواب للانعقاد، الأمر الذي يجعل من عملكما هذا علاوة على أنه انتهاك للدستور المؤقت (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية) عمل معدوم الأثر الدستوري بالضرورة، فانه أيضا يشكل جريمة توجب عقاب فاعلها».

وذكر «هادي»، أنه وبناء على واجبه كرئيس للجمهورية، قضت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، بحقه في الفصل في أي إجراء أو موضوع لم يتم التوافق عليه، فإنني ومن خلال هذه المسؤولية وبهذه الرسالة أفصل في الموضوع بقراري بأن دعوتكما (لاجتماع المجلس) باطلة، وأدعوكما للتوقف عن هذا العبث.

والإثنين الماضي، أعلن البرلمان اليمني استئناف جلسات أعماله، ابتداء من مطلع الأسبوع المقبل (اليوم السبت)، وذلك بعد توقف نحو عامين، كأول القرارات المتخذة من المجلس السياسي الأعلى المشكل بين الحوثيين وحزب «صالح»، لإدارة شؤون البلاد.

وعقد البرلمان، المنتخب في 2003، وتم التمديد له عدة مرات بسبب الاضطرابات السياسية، آخر جلساته عند منح الثقة لحكومة «خالد بحاح»، في نوفمبر/تشرين ثان 2014.

وكان الحوثيون قد أعلنوا حل البرلمان عند إصدارهم ما يسمى بالإعلان الدستوري في فبراير/شباط 2015 وتشكيل ما يسمى بـاللجنة الثورية العليا التي قامت بمهام الدولة، لكن اتفاقهم الجديد مع حزب صالح»، جعلهم يلغون الإعلان الدستوري السابق، ويعيدون البرلمان.

ويسعى الحوثيون وحزب «صالح»، بإحياء البرلمان من جديد، إلى شرعنة خطوتهم الجديدة بإعلان مجلس سياسي لإدارة شؤون البلاد، والذي اعتبرته الحكومة الشرعية بمثابة الانقلاب الجديد، بعد الانقلاب الذي حدث في 21 سبتمبر/أيلول 2014 عند اجتياحهم للعاصمة صنعاء.

وقالت مصادر مقربة من الحوثيين للأناضول إن جلسة اليوم، ستناقش مشروع التصويت على المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد واعتماده بدليا عن السلطة الحالية، وستقوم بقبول استقالة الرئيس «هادي» التي قدمها لرئيس البرلمان أواخر يناير/كانون ثان 2015 بعد محاصرة الحوثيين لمنزله في صنعاء، وأعلن تراجعه عنها بسبب الإفلات من الإقامة الجبرية والانتقال إلى عدن، جنوبي البلاد، أواخر فبراير/شباط 2015، قبل أن ينعقد البرلمان.

في السياق ذاته، كشفت مصادر برلمانية يمنية لـ«الشرق الأوسط»، عن سعي عدد من النواب إلى الهروب من صنعاء، تجنبًا لحضور جلسة البرلمان التي دعا إليها صالح، بعد تهديدات مباشرة بالقتل تلقوها في حال عدم حضورهم الجلسة المزمع عقدها اليوم.

وتأتي الجلسة البرلمانية في إطار سعي الانقلابيين (الحوثي وصالح) إلى شرعنة الانقلاب، بتأسيس مجلس سياسي أعلى للحكم، وتمرير تصويت برلماني بإقرار المجلس، تحقيقًا لهدفين سياسيين يتمثلان في اتهام قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بضرب مبنى البرلمان، والآخر تصفية عدد من النواب الموالين للحكومة الشرعية، وآخرين من أحزاب أعلنت رفضها إعلان المجلس في وقت سابق.

وقال برلمانيون إنهم يسعون من خلال التواصل مع قيادات في الحكومة اليمنية إلى إيجاد وسيلة تمكنهم من الخروج، لضمان سلامتهم، والوصول إلى أقرب المدن المحررة التي يسيطر عليها الجيش الوطني.

تهديدات «صالح» للنواب، الذين سيحرجه عدم حضورهم لعدم اكتمال النصاب، لم تقتصر على القتل وفقًا لمصادر برلمانية، بل يعتزم بتهديداته، في الساعات الأولى من عقد الجلسة، بعد التأكد من عدم اكتمال نصاب المجلس المقدر بنحو 151 نائبًا، قصف مقر البرلمان.

في غضون ذلك، قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، في بيان أمس: «إن الخروقات الحاصلة غير مقبولة ولا تخدم مسار السلام»، مضيفًا أن «الحل الكامل لن يكون إلا سياسيًا».

  كلمات مفتاحية

اليمن صالح هادي الحوثيون

المجلس السياسي اليمني.. صالح في الواجهة مجددا

نائب رئيس الوزراء اليمني يتهم إيران ودولة أخرى بدعم انقلاب الحوثيين

«عبداللهيان»: السعودية وراء فشل مفاوضات الكويت حول اليمن

«الحوثي» يهاجم السعودية ويتحدى الجميع: اقبلوا «مجلس الحكم» أو انطحوا أصلب صخرة برؤوسكم

«الحوثي» و«صالح» يشكلون «مجلس حكم» للبلاد ووزير يمني: «انقلاب رسمي على الشرعية»

الانقلابيون يفشلون في تأمين النصاب القانوني للبرلمان اليمني رغم تهديد الأعضاء

«الإصلاح اليمني» يقاضي نائبين ويجمد عضويتهما لحضورهما برلمان «الحوثي صالح»

جناية صالح والحوثي على مجلس النواب