أعلن اليوم في صنعاء عن تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، في خطوة اعتبرها المراقبون «انقلابا جديدا» في صنعاء على سلطة الدولة الشرعية وتكريسا للانقلاب الذي قام به الحوثيون بدعم من الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، وتمثل تحديا للشرعية الدولية واستهانة بقراراتها تجاه الأوضاع في اليمن.
وستؤدي بالنتيجة إلى إنهاء كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لأجراء أي محادثات مع الانقلابين.
فقد أعلنت جماعة الحوثي، التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء ومؤسسات الدولة، اليوم الخميس، توقيع كل من حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ويمثلهم نائب رئيس المؤتمر، «صادق أمين أبو راس»، وجماعة الحوثي ويمثلهم رئيس المجلس السياسي، «صالح الصماد»، على الاتفاق السياسي الذي بموجبه ستتحدد مسئولية قيادة البلاد وتسيير أعمال الدولة، بحسب بيان الجماعة، اليوم الخميس.
وتضمن الاتفاق بين جماعة الحوثي والمخلوع «علي عبدالله صالح» تشكيل «مجلس سياسي» لإدارة البلاد مكون من 10 أعضاء من جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام بالمناصفة.
وأوضح موقع «يمن برس» أن نقاط الاتفاق بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام تتمثل في:«تشكيل مجلس سياسي أعلى يتكون من عشرة أعضاء من كلٍ من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم بالتساوي، بهدف توحيد الجهود لمواجهة ما أسمته العدوان السعودي وحلفائه ولإدارة شئون الدولة في البلاد سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا وإداريًا واجتماعيًا وغير ذلك وفقًا للدستور.
وتضمن الاتفاق «أن تكون رئاسة المجلس دوريةً بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم ويسري الأمر ذاته على منصب نائب رئيس المجلس، وأن تكون للمجلس (سكرتارية عامة / أمانة عامة) يحدد مهامها واختصاصاتها بقرارٍ منه».
وتضمن أيضا أن يتولى المجلس تحديد اختصاصاته ومهامه اللازمة لمواجهة العدوان وإدارة البلاد ورسم السياسة العامة للدولة وفقًا للدستور وذلك بقرارات يصدرها المجلس.
هذا وذكرت سكاي نيوز أن وزير شؤون مجلسي النواب والشورى باليمن «عثمان المجلي» أكد أن إعلان «الحوثي» و«صالح» تشكيل مجلس لحكم البلاد هو انقلاب رسمي على المشاورات، وأضاف نحن ماضون في تحرير أرضنا وشعبنا من الانقلابيين.
في حين قال وزير الخارجية اليمني أن «الانقلابيين أضاعوا فرصة السلام، ونحن نطالب بإدانة الانقلاب الجديد على الشرعية الدستورية والأممية، وتحميل الحوثي وصالح فشل المشاورات».
الرصاصة الأخيرة في نسف المشاورات
وقال وزير حقوق الإنسان اليمني أن ميليشيات الحوثي و«صالح» لم تأت إلا بالدمار والنهب لليمنيين.
أما في الكويت فقد قال نائب رئيس وفد الشرعية «أننا سنغادر الكويت بعد غد، وأكد أن الجيش الوطني يبعد كيلو مترات عن صنعاء.
وأكد أن خطوة الأنقلابيين هذه أطلقت الرصاصة الأخيرة في نسف المشاورات.
وقال وفد الشرعية أن إيران وراء قرار تشكيل المجلس السياسي الذي أعلن عنه الحوثي وصالح اليوم.
جاء ذلك بعد أن صرح الناطق الرسمي باسم المتمردين «الحوثيين» ورئيس وفدهم التفاوضي في مشاورات الكويت، «محمد عبدالسلام»، 18يوليو/تموز، بأنهم مع اتفاق سياسي شامل للأزمة اليمنية، دون أي تجزئة.
وقال «عبدالسلام» في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن وفدهم (المشترك مع حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح) أكد لوزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، خلال لقائه مساء الأحد 17 يوليو/تموز أنهم مع اتفاق سياسي شامل وكامل في الكويت دون أي تجزئة أو ترحيل لبعض مضامينه».
وجاء موقف المتمردين «الحوثيين» كمؤشر على الانسداد المبكر ورفض لأجندة الجولة الثانية من مشاورات الكويت التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد».