أطلقت قوات الجيش الوطني الموالية للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، مسنودة بالمقاومة الشعبية، السبت، عملية عسكرية واسعة بمديرية نهم شرقي صنعاء، لتحرير بقية مناطقها من الحوثيين.
وقال المركز الإعلامي للقوات اليمنية إن «العملية التي تأتي تحت اسم (التحرير موعدنا)، جاءت ردا على خروقات الميليشيات الانقلابية»، في إشارة إلى قوات الحوثيين والعناصر التابعة للرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح».
والتحرير هو أشهر ميدان في العاصمة صنعاء، في إشارة لنية الجيش الوصول لقلب العاصمة اليمنية.
وأضافت القوات أنه تم تحرير قرية الحول، وتبة القناصين، ومواقع أخرى بمديرية نهم، كما تم تطهير جبل المنارة المطل على منطقة المديد مركز المديرية، وهو أكبر إنجاز حققته العملية حتى الآن.
ودعت المواطنين القاطنين في أمانة العاصمة صنعاء وضواحيها «للابتعاد عن مقرات ومواقع الميليشيات الانقلابية وأماكن تجمعاتهم وذلك حفاظاً على أرواحهم».
وحذرت «جميع المواطنين من مغبة التهاون أو السماح للميليشيات الانقلابية باستخدام منازلهم كمصادر للنيران أو أية أعمال عدائية ضد قوات الجيش»، مؤكداً أنه سيتعامل بحزم وقوة مع كل عمل عدائي أياً كان مصدره.
في السياق ذاته، تمكنت قوات «هادي» في وقت متأخر الليلة الماضية، من السيطرة على عدة مناطق جديدة كان يسيطر عليها مسلحو الحوثي وقوات «صالح» بمحافظة الجوف (شمالي اليمن).
وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف، «عبد الله الأشرف»، إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنا من السيطرة على عدد من المناطق شمالي مديرية الغيل، إضافة لسيطرتها على مركز أمن المديرية (شرق) إثر مواجهات عنيفة مع مسلحي الحوثي وصالح بدأت فجر الجمعة، نتج عنها سقوط عدد منهم (دون تحديد) من بينهم القيادي الميداني الحوثي أحمد علي ربيع».
وأوضح «الأشرف» أن هجوماً كبيراً يشنه الجيش الوطني والمقاومة تدور إثره معارك عنيفة على مشارف قرية العرضي أكبر معاقل مسلحي الحوثي وصالح في المديرية بهدف السيطرة عليها.
كما ذكر أن إصابة طفيفة تعرض لها قائد لواء النصر «أمين العكيمي».
ويسيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على أكثر من 80% من مساحة محافظة الجوف المحاذية لحدود المملكة العربية السعودية، بحسب تصريحات لقيادات في الجيش والمقاومة.
المجلس السياسي
على المستوى السياسي، أعلنت جماعة الحوثيين أسماء أعضاء المجلس السياسي الأعلى الذي شكل بتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه «صالح».
ونشرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الخاضعة لسيطرة الحوثيين أسماء أعضاء المجلس السياسي الأعلى، وهم «صادق أبو راس، نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وصالح الصماد رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، و خالد الديني قيادي في حزب المؤتمر، ويوسف الفيشي عضو المكتب السياسي للحوثيين».
هذا إلى جانب، «محمد صالح النعيمي رئيس الدائرة السياسية لحزب اتحاد القوى الشعبية وموال للحوثيين، وسلطان السامعي، قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني وعضو مجلس النواب عن الحزب وموال للحوثيين، وقاسم لبوزة رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة لحج الجنوبية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى غير معروفة بشكل كبير وهم جابر عبد الله غالب وناصر النصيري ومبارك صالح المشن».
جاء ذلك، قبل ساعات من إعلان مرتقب لرفع مشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية، والتي انطلقت في أبريل/نيسان الماضي برعاية الأمم المتحدة، دون التوصل إلى حل يقضي بإنهاء الصراع في اليمن.
ووقّع كل من (الحوثي/صالح)، الأسبوع الماضي، على اتفاق سياسي لتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة البلاد، يتكون من 10 أعضاء من كلا الطرفين وحلفائهم بالتساوي، وتكون رئاسة المجلس دورية بين هذه الأطراف.
وبدأت مشاورات الكويت في أبريل/نيسان الماضي، لكنها فشلت في ردم الهوة بين الطرفين بسبب تعنت المتمردين ورفضهم لتنفيذ قرارات دولية، تقضي بانسحابهم من المدن التي استولوا عليها وإلقائهم السلاح والإفراج عن المعتقلين.
والأربعاء أخفق مجلس الأمن في الاتفاق على إصدار بيان يدعم المبعوث الأممي «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، الذي يحاول الوصول إلى اتفاق سلام وإنهاء الحرب.