وفي الأسابيع القليلة الماضية، تصاعد القتال للسيطرة على حلب -المقسمة بين الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات الحكومة والأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة- مما تسبب في مقتل المئات وحرمان مدنيين كثيرين من الكهرباء والماء والإمدادات الحيوية.
وأبلغ «بان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أحدث تقاريره الشهرية عن وصول المساعدات والذي اطلعت عليه رويترز «في حلب نحن نواجه مخاطر بأن نرى كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أكثر من 5 سنوات من إراقة الدماء والمعاناة في الصراع السوري».
وأضاف قائلا «القتال للسيطرة على الأرض والموارد يُباشر من خلال هجمات عشوائية على مناطق سكانية بما في ذلك من خلال استخدام البراميل المتفجرة وقتل مئات المدنيين ومن بينهم عشرات الأطفال».
وأضاف أن «جميع أطراف الصراع تفشل في التقيد بما عليها من التزام لحماية المدنيين».
وجدد «بان» دعوة الأمم المتحدة لهدنة إنسانية لمدة 48 ساعة على الأقل في القتال في حلب من أجل تسليم المعونات وحث أيضا موسكو وواشنطن على التوصل سريعا إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية «سيرغي لافروف» ونظيره الأمريكي «جون كيري» ناقشا يوم الثلاثاء تنسيق العمل في سوريا من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار.
واستخدمت روسيا إيران كقاعدة لشن ضربات جوية ضد مسلحي المعارضة السورية للمرة الأولى يوم الثلاثاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -وهو جماعة مقرها المملكة المتحدة تراقب الحرب في سوريا- إن ضربات جوية مكثفة يوم الثلاثاء أصابت أهدافا كثيرة في حلب ومحيطها ومناطق أخرى في سوريا مما أوقع عشرات القتلى.
وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا منذ حوالي عامين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشف «معاذ الخطيب»، الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض، أن أطراف المعارضة السورية تقوم حالياً بطرح رؤية شاملة لحل سياسي للأزمة السورية، بما يساهم في الوصول إلى حل عادل لها.
وأكد «الخطيب» على ضرورة الالتزام بنقطة محورية وأساسية للبدء في حلحلة القضية وهي وقف استهداف وقصف المدنيين بخاصة في حلب وبقية المدن السورية بشكل عام.
والإثنين الماضي، أوضح نائب المتحدث باسم الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، «فرحان حق» أن الوضع الإنساني في حلب مزر للغاية، بما في ذلك في الجزء الشرقي من المدينة، حيث يوجد ما بين 250 ألف إلى 275 ألف شخص عالق في أعقاب إغلاق طريق الكاستيلو، آخر طريق للوصول والخروج من المنطقة.
وفي 10 أغسطس/آب الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستوقف جميع العمليات العسكرية والضربات الجوية وضربات المدفعية في حلب لمدة 3 ساعات يوميا، وذلك لإتاحة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة التي تشهد معارك عنيفة منذ أيام بين مقاتلي المعارضة من جهة وقوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها من الجهة الأخرى.