«لونج وور جورنال»: كسر حصار حلب «انتكاسة» لإيران

الاثنين 8 أغسطس 2016 10:08 ص

تناول تقرير لمجلة «لونج وور جورنال» تفاصيل عن بعض الخسائر التي تكبدتها إيران والحرس الثوري في معارك حلب، وسقوط قادة عسكريين كبار منهم قادة ما يسمي «لواء الفاطميون». فيما تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن قتل قرابة 300 من العسكريين الإيرانيين في سوريا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت الصحيفة إن التدخل العسكري الإيراني في حلب يؤكد الأهمية الاستراتيجية للمدينة بالنسبة لطهران، وأن نجاح جيش الفتح في كسر الحصار حول المدينة سيكون «نكسة» لإيران، وأن إيران وحلفاءها مصرون على النصر في حلب، أو على الأقل التوصل إلى حل سياسي من خلال الوسائل العسكرية.

كانت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية كشفت في تقرير لها عن سقوط ما يقارب 1200 مقاتل من حزب الله في سوريا، فيما كشفت تقارير صحفية غربية أخري عن سقوط 400 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني بينهم ستة قياديين.

وشن جيش الفتح هجوما موسعا من ثلاث مراحل في حلب لفك الحصار الذي تفرضه قوات «الأسد» وإيران وحزب الله وروسيا، ونجح في فك الحصار، واعترفت إيران بتزايد الضحايا مع تقدم المعارك.

خلال الهجوم الأخير في جنوب غرب حلب، أعلن المسؤولون الإيرانيون حتى الآن عن مقتل خمسة جنود إيرانيين علي أيدي ثوار سوريا، كما أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل قائد ميداني إيراني وعضو آخر من قوات التعبئة المعروفة بـ«الباسيج» خلال معارك في سوريا.

وأوردت تقارير أن «صادق محمد زادة»، وهو أحد قادة اللواء المعروف باسم «فاطميون» قتل في معارك قرب حماة، كما قتل «محمد حسن قاسمي» وهو أحد أفراد قوات الباسيج خلال ما وصفته تقارير إيرانية «بالدفاع عن حرم السيدة زينب بسوريا»، وبهذا يرتفع عدد قتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى 295 شخصا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015.

واعترفت طهران مؤخرا بمقتل 1200 عسكري لها في سوريا منذ تدخلها هناك في عام 2012، لكن مراقبين يشيرون إلى أن الرقم الحقيقي أكثر من ذلك بكثير.

وقد أظهرت تعليقات على مواقع التواصل الإيرانية في الأوساط الموالية للحرس الثوري على الانترنت مراسم استقبال عدد من القتلى الإيرانيين منهم قائد كتيبة الإمام الحسين 102 من الحرس الثوري يوم 31 يوليو/تموز. أيضا أكدت وسائل إعلام إيرانية أن قيادي في ميليشيا «لواء فاطميون» الذي يقاتل إلى جانب قوات «الأسد» في سوريا، قد قتل في محيط تدمر، ويدعى «محمد حسين حسيني» الملقب بـ «سيد حكيم». وجاء مقتله إثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في الطريق شرق تدمر وسط سوريا، حين كان يحاول إبطال مفعولها.

ويعد «سيد حكيم» الشخصية الأبرز في «لواء فاطميون»، وهي ميليشيا من الشيعة الأفغان استخدمتهم إيران في حربها إلى جانب نظام «الأسد» في سورية، ويشرف عليها الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر.

وكان قائد ومؤسس «لواء فاطميون»، «على توسلي»، قد قتل في معارك في ريف درعا الشمالي، في مارس/أذار 2015.

وتزامن إعلان مقتل «سيد حكيم» مع كشف إيران عن خسائرها في سوريا في الأيام الماضية خلال المعارك التي اندلعت في ريف حلب الجنوبي، حيث قتل العميد «رضا رستمی مقدم» الملقب بـ «مدهني» ومرافقه الملازم أول «قدرت عبدیانی».

وكان «رستمي» أحد القادة العسكريين للحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية، وقد قتل خلال معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، كما قتل قائد كتيبة القوات الخاصة «جهانجير جعفري نيا» وكذلك العسكري المتعاقد «محمد زلفي»

ويقول تقرير «لونج وور جورنال» أن وفاة ضابط مدفعية بالجيش الإيراني يشير إلى أن عناصر من الجيش النظامي الإيراني شاركت في الحرب كجزء من قوة التدخل السريع بقيادة الحرس الثوري الإيراني.

وأكد قادة الجيش الإيراني رسميا في أبريل/نيسان نشر القوات الخاصة، وتعرضت هذه القوة إلي هزيمة قاسية في واحدة من أولى المعارك الكبرى في حلب في أيدي مقاتلي جبهة النصرة، وقد اعترفت إيران بمقتل سبعة من القوات الخاصة في الجيش، في أبريل/نيسان الماضي.

خطة إيران لاحتلال حلب

يذكر أن الحرس الثوري الإيراني يعمل على تنفيذ خطة لاحتلال محافظة حلب، منذ حوالي 8 أشهر، وذلك بأوامر من المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي»، وهو ما فشلت فيه إيران حتى الآن.

وتحدث الجنرال «محسن رضائي»، القيادي في الحرس الثوري في وقت سابق عن أن معركة حلب «فاصلة» بين ما سماها «جبهة المقاومة» ويقصد القوات الإيرانية وحلفاءها وبين من وصفهم بـ «المعتدين»، ويقصد فصائل المعارضة السورية المسلحة التي سيطرت على مناطق جديدة بريف حلب.

وبدأت الخطة الإيرانية مع التدخل الروسي في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2015 حيث نفذ الحرس الثوري عملية واسعة بغطاء جوي روسي سميت باسم «عملية محرم»، ولكنها فشلت بعد مقتل الجنرال «حسين همداني»، الذي كان القائد العام لقوات النظام الإيراني في سوريا، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2015 في محيط حلب، وكذلك مقتل عدد كبير من جنرالات وقادة الحرس في تلك المنطقة.

وعادت إيران إلى استئناف الخطة في يناير/كانون الثاني 2016 عندما قام الحرس الثوري بمضاعفة قواته في سوريا. لكن رغم الهجوم المتكرر على ريف حلب الجنوبي ووجود عناصر نخبة من اللواء 65 بالجيش الإيراني المعروفة بـ «القبعات الخضراء» منذ بداية إبريل/نيسان الماضي، لم تتمكن القوات الإيرانية من إحراز أي تقدم بهدف السيطرة على المنطقة، بل تكبدت وتتكبد خسائر فادحة حتى اللحظة.

وتعد المعركة الحالية في حلب هي ثالث هزيمة للقوات الإيرانية هناك، حيث يتولي قيادة هذه القوات بعد مقتل الجنرال «حسين همداني»، مجلس مشترك يقوده العميد «حسين قائاني»، نائب «قاسم سليماني» في قوة القدس، والعميد «جعفر أسدي» (بالاسم الحركي سيد أحمد مدني).

وصرح قادة النظام الإيراني مرات عديدة أن سقوط «بشار الأسد» سيعني سقوط النظام الإيراني من الداخل، ولذلك تحاول طهران نقل معاركها الداخلية إلى الخارج على حساب إراقة دماء الشعوب واستمرار القتل والتشريد والإرهاب في سوريا وغيرها من الدول العربية، حسب ما يقول مراقبون.

لماذا تعد سوريا مهمة لإيران؟

وسبق لمركز«جورج تاون للدراسات الأمنية»، أن نشر في المجلد 4، العدد 2، يونيو/حزيران 2016 تقريرا بعنوان: (الدفاع المقدس، سياسة إيران الدفاعية خلال الحرب الأهلية السورية) أكد فيها أن الحرب الأهلية السورية تعتبر تحديا معقدا للسياسيين الإيرانيين، بسبب العلاقة التاريخية الوثيقة مع سوريا وحاجة إيران إلى العمق الاستراتيجي، ولهذا فإن إيران تبدي التزاما بالحفاظ على سيادة حكومة «بشار الأسد»، عدا عن نظرتها للصراع على أنه حاسم لمصالحها الأمنية في الشرق الأوسط.

ولهذا سعت إيران لتقديم دعم كبير للحكومة السورية بمختلف المستويات، بداية من التدخل العسكري السري من القوات الخاصة الإيرانية وصولاً إلى نشر ميليشيات شيعية مدعومة من إيران لتقاتل بجانب القوات السورية التقليدية.

ونظراً للمخاطر الوجودية التي لا تزال تحدق بحكومة «الأسد» وبالتالي نسبة المخاطر العالية التي تتعرض لها المصالح الإيرانية في المنطقة، فمن المرجح أن تحافظ إيران على مستوى الدعم للحكومة السورية أو ربما تلجأ إلى زيادته وتعزيزه في أكبر مشاركة عسكرية إيرانية منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات.

وأوضحت الدراسة أن «الدين لعب دوراً رئيسياً أيضاً في تحفيز المتطوعين الأجانب من الطائفة الشيعية للقتال بالنيابة عن حكومة الأسد، سواء أكانوا من العراق أو باكستان أو حتى من بين اللاجئين الأفغان المتواجدين في إيران»، وأن إيران تعتبر أن النظام السوري ساعد على تشكيل «بيئة صديقة للشيعة».

كما أوضحت أن الخوف من نظيم الدولة الإسلامية انتشرعلى نطاق واسع في إيران، وأبدى القادة الإيرانيون خشيتهم من قدرة التنظيم على تقويض محور المقاومة الذي أسهمت إيران وسوريا وحزب الله في تأسيسيه.

ولم تشارك القوات الإيرانية في المعارك في جنوبي سوريا أو قرب مدينة دمشق وضواحيها، ولم تساهم كثيراً في محاولات النظام السوري استرجاع البنية التحتية النفطية والغاز من أيدي تنظيم الدولة، وشكلت حلب وضواحيها محور التدخل العسكري الإيراني في سوريا، وشكل ذاك المسرح التحدي الأصعب أمام النظام السوري.

وقد وقعت جل انتصارات إيران في سوريا في أوائل عام 2016، وشملت الاستيلاء على مساحات واسعة من الريف الذي يسيطر عليه الثوار جنوب مدينة حلب، فضلاً عن كسر حصار الثوار على القرى الشيعية في المنطقة (نبل والزهراء) في مناطق شمال وغرب حلب.

  كلمات مفتاحية

سوريا حلب بشار الأسد إيران جيش الفتح الحرس الثوري

معركة حلب: كرّ القيصر وفرّ التابع

بالصور.. حلب تكسر حصارها

المعارضة السورية تعلن فك الحصار عن حلب بعد السيطرة على حي الراموسة بالكامل

المعارضة السورية تحقق نصرا استراتيجيا بالسيطرة على كلية المدفعية جنوبي حلب

حلب وما تقوله معركتها وما قبلها وبعدها

حلب تغير المعادلة

واشنطن وباريس تطالبان بإيصال المساعدات إلى حلب قبل استئناف مفاوضات جنيف

«المعلمي»: المجتمع الدولي أهمل استغاثات حلب والسعودية ستبذل جهدها لرفع المعاناة عنها

كسر حصار حلب يكشف هشاشة النظام

صحفي موال للنظام..المعارضة انتصرت لأنها باغتت «جنود بشار» أثناء «الصلاة»

مكاسب المعارضة السورية في حلب تعقد استراتيجيات «الأسد» وروسيا

هيئة إغاثية قطرية وأخرى تركية ترسلان أول مساعدات إلى حلب عقب فك الحصار

«بان كي مون» يحذر من «كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل» في حلب

قادة عسكريون بالمعارضة السورية: معركة حلب ستكون طويلة وصعبة وسنخوضها