ذكرت صحيفة «دير شبيغ» الخميس أن الجيش الألماني يعد سيناريو لسحب طائراته للاستطلاع التي تشارك في التحالف المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» وتنشر في تركيا بسبب التوتر المتزايد بين ألمانيا وتركيا خصوصا بسبب الاعتراف بإبادة الأرمن.
وقالت الصحيفة الألمانية في نسختها الإلكترونية دون ذكر مصدر «أن الجيش الألماني يستعد للانسحاب من تركيا (…) يتم حاليا درس إمكانية نشر طائرت التورنيدو وطائرات التموين في قبرص أو الأردن».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع للصحيفة «نود مواصلة مهمتنا في تركيا في إطار التحالف (ضد تنظيم الدولة الإسلامية) لكن هناك خيارات في قاعدة إنجرليك» دون تأكيد بدء التحضيرات تمهيدا للانسحاب.
ودعا مسؤول برلماني كبير في الحزب الاشتراكي-الديموقراطي العضو في الائتلاف الحكومي بزعامة «انجيلا ميركل» إلى سحب الجيش الألماني من القاعدة إذا استمرت تركيا في منع النواب الألمان من التوجه اليها ردا على تبني قرار برلماني في يونيو/حزيران يعترف بإبادة الأرمن.
وقال «رينر أرنولد» المكلف قضايا الدفاع في الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي-الديمقراطي للصحيفة «إذا لم نتمكن من زيارة الجنود الألمان في تركيا فلن يتم تمديد المهمة».
إلى ذلك، عارضت وزيرة الدفاع الألمانية «أورزولا فون دير لاين» سحب قوات بلادها من قاعدة «إنجرليك» التابعة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» بتركيا.
وقالت «فون دير لاين» في تصريحات صحفية: «إن الجيش الألماني يفضل مواصلة المكافحة المشتركة لتنظيم الدولة الإسلامية من قاعدة إنجرليك».
وأكدت أن ذلك لا يزال يعد في إطار المصلحة المشتركة لألمانيا وتركيا.
وردا على سؤال عما إذا كان الجيش مستعدا لانسحاب سريع في حالة الطوارئ، قالت الوزيرة الألمانية: «إن الخطط العسكرية الذكية تنص دائما على بدائل».
وتنتهي ولاية المهمة الألمانية في ديسمبر/كانون الأول 2016 وعلى النواب اتخاذ قرار بشأن تمديدها. ومن الصعب التوصل إلى غالبية في غياب الحزب الاشتراكي-الديمقراطي.
وتوترت العلاقات بين برلين وأنقرة في الأشهر الأخيرة مع صدور قرار حول إبادة الأرمن ومنع الرئيس «رجب طيب أردوغان» في يوليو/تموز القاء كلمة عبر دائرة الفيديو المغلقة خلال تظاهرة لأنصاره في ألمانيا والخلافات حول إعفاء الأتراك من تأشيرات شنغن والتساؤلات حول مستقبل الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وكانت المانيا نشرت في يناير/كانون الثاني ست طائرات تورنيدو للقيام بمهمات استطلاع في العراق وسوريا وطائرة تموين في إطار مشاركة عسكرية دولية للتصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية».
وكانت «انجيلا ميركل» اتخذت قرار القيام بهذه المهمة دعما لفرنسا بعد اعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.