صوت النواب الألمان بغالبية ساحقة اليوم الخميس على قرار يعترف بإبادة الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية، في نص نددت به أنقرة بشدة.
وصوت نائب واحد ضد النص وامتنع آخر وفق ما أعلن رئيس مجلس النواب الألماني «نوربرت لامرت».
وبما أن التصويت جرى برفع الأيدي، لم يتم احتساب الأصوات المؤيدة، بحسب ما نقلته وكالات الأنباء.
ونددت تركيا بالقرار، معتبرة أنه يشكل خطأ تاريخيا وقرار باطل ولاغي، واستدعت سفيرها في ألمانيا للتشاور، بحسب مواقع تركية.
وقال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن قرار البرلمان الألماني سيؤثر سلبا على العلاقات بين البلدين.
وكان الرئيس التركي قد أكد في 31 مايو/أيار الماضي أنه في حال أقر البرلمان الألماني، مشروع قرار حول الادعاءات الأرمنية بشأن أحداث العام 1915، فإن ذلك لن يكون له أي طابع إلزامي لأنقرة وفق القانون الدولي.
وقبل التصويت كان «أردوغان» قد اتصل هاتفيا بالمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، داعيا إلى التعامل بمنطق سليم حيال مزاعم إبادة الأرمن، مشيرا إلى حساسية بلاده في هذا الخصوص.
وفي أول رد لها، رحبت أرمينيا بقرار مجلس النواب الألماني الاعتراف بإبادة الأرمن، وقال وزير الخارجية الأرميني «ادوارد نالبانديان» «أرمينيا ترحب بتبني مجلس النواب لهذا القرار».
وأشاد الوزير بالقرار ووصفه بأنه «مساهمة ألمانية قيمة ليس فقط في الاعتراف والتنديد الدولي بإبادة الأرمن وإنما في النضال العالمي لمنع ارتكاب إبادات وجرائم ضد الإنسانية».
ويتهم مسيحيو الأرمن الدولة العثمانية بارتكاب مذبحة في حقهم وسقوط ما يزيد عن المليون قتيل فيها، بحسب مزاعمهم، وهو ما تنكره السلطات التركية.
ويقف وراء القرار كتل الأكثرية البرلمانية أي محافظو تكتل الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي إضافة إلى حزب الخضر المعارض.
وهناك مخاوف من أن يؤدي الاعتراف بالإبادة إلى تصعيد التوتر في العلاقات مع أنقرة، خصوصا فيما يتعلق بتطبيق الاتفاق المثير للجدل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لخفض أعداد المهاجرين القادمين إلى أوروبا والذي هدد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بعرقلته ما لم يتم إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات دخول إلى منطقة شينغن.
واعتبر رئيس الوزراء التركي «بن علي يلديريم» الخميس أن تصويت مجلس النواب الألماني على قرار يعترف بإبادة الأرمن التي ترفضها أنقرة بشكل قاطع سيشكل اختبارا فعليا للصداقة بين أنقرة وبرلين وذلك قبل ساعات من إجرائه.
وقال «يلديريم» في خطاب في أنقرة «هذا النص لا يعني شيئا بالنسبة إلينا، وسيشكل اختبارا فعليا للصداقة» بين البلدين.
وأضاف خلال اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي يرأسه «بعض الدول التي نعتبرها صديقة، وحين تكون في محنة على صعيد السياسة الداخلية تحاول تحويل الانتباه عنها، وهذا النص يشكل مثالا على ذلك».
وامتنع رئيس الحكومة التركية عن تهديد ألمانيا برد سياسي أو اقتصادي لكنه حرص على التذكير بأن 3,5 مليون تركي يقيمون في ألمانيا ويساهمون بشكل كبير في الاقتصاد».
وتعترف أنقرة رسميا بمقتل أعداد كبيرة من الأرمن في المواجهات والمعارك التي بدأت عام 1915 مع الجنود العثمانيين، حين كانت أرمينيا جزءا من الإمبراطورية العثمانية التي تحكم من إسطنبول، لكنها تنفي مقتل مئات الآلاف منددة بوصف المعركة بالإبادة الجماعية.