أعربت وزارة الخارجية التركية اليوم الاثنين، عن استيائها من استخدام بابا الفاتيكان «مصطلح الإبادة العرقية» لوصف «أحداث عام 1915» المتعلقة بالمزاعم الأرمنية.

وجاءت تصريحات البابا في مستهل زيارته إلى أرمينيا، الجمعة الماضية، لتؤكد الخارجية التركية أن تلك التصريحات تُظهر ارتباط البابا الوثيق وتمكسه بالادعاءات الأرمنية التي تتعارض مع القانون والحقائق التاريخية.

وفي بيان لها، أكدت الخارجية أنّ تصريحات البابا في أرمينيا، ولّدت خيبة أمل كبيرة لدى الشعب التركي، مبينةً أنّ «المعاناة التي شهدتها أعوام الحرب العالمية الأولى، يتم التمييز بينها على أساس ديني».

وأضافت الوزراة أنّ تصريحات البابا الأخيرة، تتناقض مع دعوته المستمرة إلى السلام والمصالحة، وتأسيس جسور الصداقة بين الشعوب، وتنافي ما جاء في بيان الفاتيكان الصادر في 3 شباط/ فبراير الماضي، والذي دعم فيه مقترح أنقرة حيال تشكيل لجنة لتقصي حقائق تلك الفترة. بحسب وكالة «الأناضول».

وليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها البابا هذا الوصف، حيث سبق وأن قاله العام الماضي، في قداس نظم من أجل الأرمن، في 12 أبريل/نيسان من العام ذاته، ووصف أحداث عام 1915 بـ«الإبادة الجماعية»، فقامت أنقرة على إثرها باستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان في اليوم نفسه لمدة 10 أشهر، وخفضت مستوى علاقاتها معه إلى درجة القائم بالأعمال.

ويطلق الأرمن بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى «تجريم تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية إبادة وتهجير على يد الدولة العثمانية» أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بـ«أحداث عام 1915»، كما يقوم الجانب الأرمني بتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضدهم.

وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة «الإبادة الجماعية» على تلك الأحداث، بل تصفها بـ«المأساة» لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور «الذاكرة العادلة»، الذي يعني التخلي عن نظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي «نورالدين جانيكلي» رد يوم السبت الماضي على تصريحات البابا بشدة، ووصفها بأنها «مؤسفة»، وأضاف: «من الممكن أن نرى جميع البصمات أو الانعكاسات لعقلية الحروب الصليبية في أنشطة البابا»، في إشارة إلى الحملات الصليبية ضد المسلمين في العصور الوسطى.

وأنهى البابا زيارته لأرمينيا أمس الأحد بإقامة قداس في الهواء الطلق وجولة إلى حدود البلاد مع تركيا.