يبدأ الجمعة تنفيذ اتفاق بين جيش النظام السوري ومسلحي المعارضة يسمح بإجلاء المسلحين والمدنيين من مدينة داريا، الواقعة في الغوطة الغربية للعاصمة دمشق، التي تحاصرها القوات الحكومية منذ عام 2012.
ويحاصر الجيش السوري مسلحي المعارضة والمدنيين في داريا منذ أربع سنوات ومنع وصول شحنات الطعام إلى المدينة التي تتعرض أيضا لقصف بشكل منتظم.
وتبعد داريا عن دمشق بنحو 7 كيلومترات فقط.
وينص الاتفاق على السماح لـ700 مقاتل بمغادرة داريا والتوجه إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة بينما سيتوجه المدنيون ويقدر عددهم بنحو 4 آلاف شخص لمناطق إيواء حكومية.
وتعد مدينة داريا أولى المناطق التي شهدت احتجاجات سلمية ضد «بشار الأسد» في مارس 2011.
ويقول محللون إن انسحاب مسلحي المعارضة من داريا يعد نصرا للقوات الحكومية.
ونقلت وكالة «أسوشيتدبرس» للأنباء عن «حسام عياش»، أحد النشطاء الموجودين في المدينة، قوله: «لقد أُجبرنا على الرحيل، ولكن حالنا تدهور حتى أصبح البقاء في المدينة لا يمكن تحمله».
وأضاف «عياش»: «لقد صمدنا لأربع سنوات ولكن لا نستطيع الاستمرار».
ويأتي اتفاق داريا في الوقت الذي وافقت فيه روسيا على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في مدينة حلب السورية المقسمة للسماح بتوزيع المساعدات.
ولكن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة لضمانات أمنية من الأطراف الأخرى التي تقاتل على الأرض.
وشهدت مدينة داريا المحاصرة، يومي الأربعاء والخميس، جولات تفاوض بين ثوار داريا وممثلين عن نظام «الأسد» أثمرت عن اتفاق يقضي بخروج المدنيين والثوار منها خلال أيام قليلة.
وتأتي هذه المبادرة، بعد صمود المدينة المحاصرة منذ قرابة أربع سنوات، التي تحولت إلى أيقونة للثورة السورية، في حين لم يعد هذا الصمود ممكناً، وبات يشكل خطراً حقيقياً على حياة أكثر من 1000 عائلة في المدينة (8000 مدني).
وتعيش مدينة داريا حصاراً خانقاً لأكثر من 1370 يوماً، منذ عام 2012، قاوم خلالها أهل داريا كل آلة القتل والتدمير التابعة لنظام «الأسد» وحلفائه، وتعرضت لأكبر حملة إبادة جماعية طوال السنوات الأربع الماضية، من قصف جوي بالبراميل المتفجرة والنابالم الحارق المحرم دولياً، والقصف الصاروخي بصواريخ الأرض أرض، ودمرت غالبية أحياء المدينة بنسبة تتجاوز 90%، وكل حياة فيها، قبل أن تطبق قوات «الأسد» على آخر ما بقي لهم من معين غذائي بالسيطرة على أراض زراعية كانت تستغل للصمود في وجه الحصار.
ويتحدث نشطاء الثورة السورية عن حالة «خذلان» من فصائل الثورة السورية في جنوب دمشق، عن نصرة داريا، التي قاومت البراميل المتفجرة ومئات محاولات الاجتياح، وتركت وحدها في حين أن جبهات الجنوب راكدة.