قال الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كي مون»، إن النظام السوري منع الخميس، قافلة مشتركة تحمل مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، من دخول مدينة داريا بريف دمشق، مشيرا إلى أن شروط النظام لإدخال المساعدات «غير مقبولة».
وأضاف الأمين العام في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسمه «استيفان دوغريك»، في وقت متأخر من يوم الخميس «إن الشروط التي وضعتها الحكومة السورية لدخول القافلة غير مقبولة، وتتعارض مع الضمانات المتوافق عليها سابقًا».
وتابع الأمين العام «لقد تم منع القافلة(من دخول داريا) بسبب احتوائها على إمدادات طبية وغذائية».
ومنعت قوات النظام السوري، أمس الخميس، دخول أول قافلة مساعدات إنسانية إلى مدينة داريا المحاصرة، غربي العاصمة دمشق (تتبع محافظة ريف دمشق وتسيطر عليها قوات المعارضة منذ عام 2012)، رغم وصول القافلة إلى أطراف المدينة بعد حصولها على موافقة النظام.
الصليب الأحمر يعتذر لسكان داريا
وقال «تمام عبد الرحيم»، المسؤول الإعلامي للواء شهداء الإسلام (أحد فصائل المعارضة في داريا) إن «القافلة مرّت في طريقها إلى المدينة عبر عدد من حواجز النظام، إلا أنه تم رفض إدخالها في اللحظة الأخيرة، رغم وجود موافقة مسبقة».
وأضاف أن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعثت رسالة اعتذار للمعارضة في داريا، لفشلها في إدخال المساعدات، مرجعة ذلك إلى المعاملة السيئة لقوات النظام على الحواجز».
وكانت المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولي، «كريستا أرمسترونغ»، قالت الخميس، إن «خمس شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية ستُرسل إلى مدينة داريا، لأول مرة، منذ حصار النظام السوري للمدينة، عام 2012»، موضحة أن المساعدات التي ترسلها لجنة الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة، ستشتمل على مواد طبية وحليب للرضع ومستلزمات مدرسية.
تجدر الإشارة أن سكان داريا يعانون ظروفًا إنسانية صعبة جرّاء الحصار، حيث لم تدخل لهم أية مساعدات إنسانية أممية أو غيرها منذ بداية الحصار وحتى اليوم.
وانخفض عدد سكان داريا من حوالي 80 الف نسمة قبل الحرب بنسبة 90%، ويعاني من تبقى من السكان نقصا حادا في الموارد وسوء التغذية.
وتقول الأمم المتحدة أن أكثر من 400 الف شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا أغلبهم في مناطق تحاصرها قوات النظام.
وتشكل داريا معقلا هاما لمقاتلي المعارضة المسلحة لأنها خارجة عن سيطرة نظام الأسد منذ نحو أربع سنوات، وكانت من أولى المدن السورية التي تظاهرت ضد النظام السوري، وطالبت باسقاطه.
وفي 16 أبريل/نيسان الماضي، زار وفد اممي داريا المحاصرة بريف دمشق لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، بهدف «معاينة الواقع الإنساني»، دون إدخال أية مساعدات.
وكانت هذه الزيارة الأممية الأولى إلى داريا منذ شهر يونيو/حزيران 2012، وفقا لمصادر معارضة.
وتعاني داريا من تدهور في الأوضاع الإنسانية بسبب الحصار، وتم تسجيل حالات وفاة وإعياء وهزال خصوصا بين الأطفال والمسنين بسبب نقص الدواء والغذاء.