نساء "داعش": لماذا تنجذب النساء للانضمام للتنظيم؟!

الأحد 26 أكتوبر 2014 10:10 ص

في الأسبوع الماضي فقط؛ حادثتان منفصلتان - تناقلتهما وسائل الإعلام - لنساء وبنات يحاولن مغادرة بلادهن الغربية إلى سوريا للانضمام إلى مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية».

ومن جانبها أيضًا نشرت «الدولة الإسلامية» فيديو من باب الدعاية التي تثبها لنفسها يُظهر تطبيق حد «الرجم بالحجارة» ضد امرأة متزوجة اقترفت الزنا.

وعلى الرغم من التقارير التي لا تتوقف بشأن ما تقوم به عناصر «الدولة الإسلامية» من سبيٍّ واغتصابً وتعذيب ورجمٍ بالحجارة، إلا أن النساء يواصلن سعيهن للانضمام إلى صفوف التنظيم المُسلح. فبحسب الإحصائيات فإن هناك حوالي 10% تقريبًا ممن ينضمون للتنظيم من دولٍ غربية نساء، ويبدوا أن «الدولة الإسلامية» تُوسّع من قاعدة مجنديها النساء. وفي الأسبوع الماضي؛ أعلن التنظيم حملة «الزوراء» التي تتضمن تعليم النساء الطهي والحياكة واستخدام السلاح.

«زينب سالبي» - مؤسسة (نساء للنساء الدولية) ومؤلفة كتاب: (بين عالمين: الهرب من الطغيان) تحدثت عن آليات التجنيد التي تقوم بها «الدولة الإسلامية» قبل أيام. تابعتُ ما قالت بعناية وتواصلت لأُفهم جيدًا ما الذي يجذب النساء لتنظيم «الدولة الإسلامية»، ويشجعهن على ترك بلادهن حيث الهدوء والاستقرار والتوجه لمناطق مضطربة.

«ويلا فريج»: أنا متأكدة أنك رأيت الصفحة الرئيسية لصحيفة نيويورك تايمز أمس. لقد كان عنوانها: في الغرب؛ داعش تكتشف أن النساء يرغبن في الانضمام لها. أريدُ أن انطلق من هذا العنوان كنقطة محورية لأصل لشيء تحدثتِ عنه يتناول قصة امرأتين انضمتا مؤخرًا للدولة الإسلامية.

«زينب سلبي»: هذا ليس سؤالاً عن نساءٍ من الغرب أو من الشرق انضممن للتنظيم، لكن السؤال: لماذا تنضم النساء لـ«الدولة الإسلامية».

الشبابية“....

«الدولة الإسلامية» تحاول جذب الشباب؛ لأنهم يشعِرُونهم بمعنى الغاية أو الهدف؛ بمعنى يوصلون لهم مفاهيم من قبيل: أننا نهدف إلى إنشاء الخلافة الإسلامية ليعيش المسلمون تحت لوائها. العديد من المسلمين تربى على معاني مثل أنه في يومٍ ما كنا أرباب المجد، وعشنا في عصور ذهبية عندما كانت العلوم والفنون وكل تلك الأمور في ذروتها بين أيدينا. لذا فإن هذا هو التاريخ من المنظور الإسلامي، وأنهم فقط لحقتهم الهزيمة خلال المائة عام الأخيرة. ومن ثمّ فإن ما تقوم به «الدولة الإسلامية» يقول: «انظر؛ لم يساعدنا أحد. هم قتلونا وعذبونا، لذا فإننا الآن نتولى مسئولية أنفسنا بنفسنا، ونحن عازمون على استعادة ما مضى».

لكن عندما يقومون بذلك؛ فإن ذلك يفتح مجالاً واسعًا من النقاش بين المسلمين أنفسهم؛ من حيث أن هذا الأمر يجلب حروبًا وقتل وسلب واغتصاب، ونحن لم ندرس ذلك في تاريخنا، لكننا الآن نُواجَه بهذا السؤال في الوقت الذي تقوم فيه «الدولة الإسلامية» بكل هذا.

مجموعة واحدة من المسلمين خائفة للغاية بينما مجموعة أخرى وجدت أن ذلك يقودهم إلى هدفٍ يتمثل في العودة إلى زمن المجد. الجانب الذي يرى الهدف فقط من خلال «الدولة الإسلامية» تمّ تجنيده، وقطاع كبير منه عادة في سن الشباب؛ سواءً أكانوا شبابًا من المنطقة أو من أي مكان.

من الأهمية بمكان أن نفهم السبب النفسي الذي استفادت منه «الدولة الإسلامية». من الضروري معرفة ذلك لتعزيز رؤية بديلة وتوصيلها لهم – وهي أن المستقبل ليس عن العودة إلى الماضي حيث الخلافة؛ لكن من أجل الحرية والرفاهية للجميع.

اللحظة التي بدأنا فيها البحث عن قصة الإسلام فإننا دخلنا في منطقة خطرة لأننا نضع الكلّ في سلّة واحدة تحت مسمّى مسلمين. من الأهمية بمكان للدولة الغربية والإعلام الغربي أن نتكلم عن مناحي متعددة الديناميكيات. كل المسلمين ليسوا سواءً؛ وهذه هي السيكولوجية التي تستغلها «الدولة الإسلامية». لدينا أزمة داخل الإسلام؛ وهذا يتبعه أزمة داخل العائلات نفسها بين الأجيال.

الوقوف بجانب الرجال!

«ويللا»: وماذا عن أنواع النساء الأخريات؟

«زينب»: هناك نوعٌ آخر من النساء أكبر في السن، وإحساسهم بالهوية ينبع مباشرة فقط من علاقتهم بالرجال. هذا النوع من النساء ينظر إلى الرجال على أنهم من يقوموا برعايتهن ورعاية أطفالهن.

دورهن كنساء هو الوقوف بجانب الرجال، والرجال لهن الحق في فعل ما يرونه؛ ويشمل ذلك حقه في تعدد الزوجات، وطاعتها المُطلقة له، وما يريده منهن. هذا النوع من النساء ليس لديهن أي فكرة عن استقلال الهوية؛ حيث يعتبرن أنفسهن امتدادًا لرجالهن. مثل هؤلاء النساء يصبحن جنودً البطريرك كما يصبحن جنودًا لـ«الدولة الإسلامية».

إيجاد بديل لمثل هذه النساء يكون بتعريفهن بما لديهن من إمكانيات، وأن لديهن هوية مستقلة، وعندهن من الحرية ما يجعلهن يقمن بكل ما يردن، وما في استطاعتهن.

«ويللا»: من المفترض أن هؤلاء الفتيات في مرحلة الشباب - خاصة الغربيات منهن – يعرفن الكثير عن «الدولة الإسلامية» من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. عندما أدخل على الإنترنت وأبحث في مؤشر البحث الشهير «جوجل» عن شيء مثل نساء داعش فإنه يظهر أمامي شيئان: الفيديو الدعائي الذي بثه التنظيم، ومقالات على مواقع غربية تنتقد هذا النشاط وتسرد قصص فتيات غربيات فررن للانضمام كرد فعلٍ على ما يقرأن أو يشاهدن. كيف يمكننا أن نسلط الضوء على هذا الجمع بين اختيارهن للانضمام لـ«الدولة الإسلامية» وبين ما يشاهدنه من الصورة السلبية تتبناها «الدولة الإسلامية» تجاه المراة؟

«زينب»: إنهن لا يتجاهلنها؛ بل يلومنَ النساء! بمعنى أنهن ينظر إلى «الدولة الإسلامية» على أنها شرطة أخلاق. على سبيل المثال؛ المرأة التي رجمها عناصر «الدولة الإسلامية» بالحجارة حتى الموت كانت جريمتها اقتراف الزنا. لقد اعترفت بالجريمة، وطلبت من كل الآباء بما فيهم آباها بأن يضعن أولادهن في ظروف قاسية بإجبارهن على الزواج. إنها أزمة الكرامة. لذا فإن معظم الفتيات وغيرهن من النساء الكبار ينظرن لذلك على أن الخطأ خطأهن؛ وأنهن بحاجة إلى التمسك بكل الأخلاق. وتنظر هذه النساء إلى تحرر المرأة كنوع من انعدام الأخلاق؛ وخاصة فيما يتعلق بالحرية الجنسية.

ما نريده هو تعزيز معنى كيف أن الإسلام بالفعل أعطى للمرأة الحق في التعلم والعمل وتكوين حريتهن الشخصية. لذلك الآن نقص في توضيح الصورة الإيجابية حول الطريقة التي تجعلها مرأة مسلمة.

«ويللا»: نوعًا ما؛ هذه النساء والفتيات صرن متحدثات باسم التنظيم.

«زينب»«الدولة الإسلامية» لمست وترًا حساسًا بتركيزها على سيكولوجية المسلمين. وهذا في كلامهم: «نحن جئنا لنساعدك للعودة إلى المجد». ولهزيمة ذلك؛ نحتاج إلى تشجيع المسلمين المعتدلين، نفتح معهم حوارًا ونسمعهم ونساندهم.

«ويللا»: أعتقد أن ذلك أكبر جزء يدعوا للتشاؤم؛ هناك ملايين وملايين منهن، لكن أصواتهن لا تخرج بسبب هيمنة الخطابات الماجنة السلبية.

«زينب»: هؤلاء هم نفس الأفراد الذين قُتلوا على يد «الدولة الإسلامية»! بإمكان الغرب أن يساعد بتسليط الضوء على تلك الأصوات وتحويلها لتصبح شعبية ومسموعة. أنا لا أقول تقويض أهمية «الدولة الإسلامية»؛ لأنه بالفعل على درجة من الأهمية، وتلعب دورًا هامًا بعد أن سيطرت على بقعة كبيرة من الأرض في المنطقة. أنا أقول لكي تتحقق هزيمتهم فإننا بحاجة إلى فتح المجال للأصوات المعتدلة لتستحث غيرها من المسلمين.

«ويللا»: هل ترين أن أفضل الوسائل لتحقيق ذلك هي الوسائل السياسية أم مزيد من الخطوات على المستوى المدني؟

«زينب»: كليهما مطلوب. السياسيون يحتاجون للعمل الآن، والمجتمع المدني يحتاج للبدء فورًا هو الآخر. والإعلام عليه دورٌ هام للغاية في الظرف الراهن للتأكد من أن أصوات الفتيات مثل «ملالا يوسف زاي» – باعتبارها امرأة مسلمة – مُهمة الآن، وعليها تغطية المزيد من المساحات لتغطي على أصوات «الدولة الإسلامية».

المصدر | ويلا فريج، إم إس إن بي إس

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية

عائلات بحالة صدمة بعد انضمام أبنائها لتنظيم «الدولة الإسلامية»

50 مواطنا فرنسيا قتلوا في المعارك في سوريا

لماذا ينضم مسلمو أوروبا لـ«الدولة الإسلامية»؟

افتتاحية نيويورك تايمز: خطر الجهاديين الأجانب

منشور منسوب لتنظيم «الدولة الإسلامية» يفتي بجواز اختطاف النساء كـ«سبايا»

3 روسيات يتحايلن على «الدولة الإسلامية» ويحصلن على 3300 دولار