استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

دور الفساد والسياسة في انهيار الجيش العراقي

الأحد 15 يونيو 2014 11:06 ص

صورة: مركبة تركها الجيش العراقي في تكريت بعد استيلاء داعش على المدينة، 11/6/2014 - رويترز

ند باركر وميسي رايان، رويترز، 15 يونيو/حزيران 2014

كان الجيش العراقي الذي تداعى أمام هجوم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هذا الأسبوع قوة جوفاء يعصف بها الفساد وضعف القيادة والانقسامات الطائفية. شتان بينه وبين الجيش الذي كانت واشنطن ترجو أن تترك له مهمة حماية البلاد.

قامت الولايات المتحدة بتسريح جيش صدام حسين بعد أن اجتاحت قواتها العراق عام 2003، وأنفقت 20 مليار دولار لبناء قوة جديدة قوامها 800 ألف جندي وعولت على قدرتها على الحفاظ على السلم عند انسحاب القوات الامريكية عام 2011.

أدى قرار تسريح الجيش العراقي عام 2003 إلى حرب أهلية لكن كان الرأي ان القوات العراقية ستتمتع بالكفاءة بصفة عامة بحلول عام 2011، وكانت حدة القتال الطائفي قد خفت ما منح الرئيس الامريكي باراك أوباما الثقة باتخاذ قرار سحب القوات الامريكية كلها.

غير أن ضابطا في الجيش العراقي في محافظة الانبار السُنية التي ظلت أجزاء منها خارج السيطرة الحكومية منذ أكثر من ستة أشهر قال إن الفساد استنزف الأموال المخصصة لجرايات (مخصصات وتجهيزات ومؤن) الجنود ولصيانة العربات وللوقود.

وأضاف أن المناصب العسكرية العليا كثيرا ما تعرض للبيع وأن الجنود يلجأون للأسواق المحلية لشراء قطع الغيار لأن المخازن الحكومية خاوية.

وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد جيم دوبيك الذي قاد مساعي الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لتدريب القوات العراقية عامي 2007 و2008 إن الجيش العراقي اصطبغ بدرجة كبيرة بصبغة سياسية في ظل رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.

وأضاف دوبيك الذي يعمل الآن باحثا بمعهد دراسة الحرب في واشنطن «تآكلت القيادة ... إذا كنت مقاتلا وكنت تعتقد أن فريقك سيخسر فأنت لا تحارب حتى آخر رجل. بل تنقذ نفسك».

وقال مسؤول أمريكي سابق في العراق إن سوء معاملة الجنود من جانب رؤسائهم كان له دور في هروب جماعي من الخدمة.

وتابع «ضعفت الروح المعنوية لدى هؤلاء الأفراد وهذه الوحدات. فهم يتقاضون أجورا زهيدة ويستنزفهم ضباطهم الذين يسرقون مخصصاتهم ويستغلون مناصبهم القيادية كوسيلة لتكوين ثروة شخصية».

جيش أجوف

وقال المسؤول السابق إنه باستثناء عدد قليل من الوحدات مثل القوات الخاصة التي تحملت العبء الأكبر في القتال فإن «الجيش أجوف».

وكان أداء القوات العراقية أبعد ما يكون عن الأداء المثالي حتى قبل انسحاب القوات الامريكية.

ولم يستطع الجيش الامريكي حل مشاكل متجذرة مثل الاحتيال في التعاقدات العسكرية والابتزاز في نقاط التفتيش والسيطرة وملء قوائم الأجور بجنود لا وجود لهم بل كان يتجاهلها في بعض الأحيان.

بدأ الانهيار الاسبوع الماضي من القمة عندما هجرت القيادات العليا مواقعها في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء مع اجتياح مقاتلين يتشحون بالسواد من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق.

صمد المدافعون عن الموصل ثلاثة أيام حتى مساء يوم الاثنين لكن القوة المدافعة تهاوت خلال ساعات قليلة وهرب قائدها في محافظة نينوى اللواء مهدي الغراوي.

قال مسؤول عراقي وخبير أمني غربي إن كلا من قائد القوات البرية علي غيدان ونائب رئيس الاركان عبود قنبر ترك موقعه.

وانهارت البنية العسكرية الكاملة التي استخدمتها الحكومة الشيعية في بغداد لحماية شمال البلاد وغربها أمام المقاتلين السنة المسلحين تسليحا جيدا والذين يتقدمون منذ أسابيع على امتداد أراضي غرب العراق.

قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم وزارة الدفاع في واشنطن «ما من شك أن هناك انهيارا بنيويا في الموصل».

الاستيلاء على معدات أمريكية

طوى تقدم المقاتلين السنة مدنا مدينة تلو الأخرى ما سمح لهم بالاستيلاء على أسلحة ومعدات أخرى جانب كبير منها من الولايات المتحدة. وبعد يومين من سقوط الموصل نظم مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام استعراضا لعربات الهمفي الأمريكية.

وقال شهود عيان إنهم شاهدوا طائرتي هليكوبتر استولى عليهما المقاتلون تحلقان فوق المدينة. وأبدى الرئيس أوباما شعوره بالاحباط يوم الجمعة.

منذ انسحاب القوات الامريكية كان الدعم الامريكي للقوات العراقية متواضعا وتمثل في أغلبه في عدد صغير من المستشارين ملحقين بالسفارة الامريكية في بغداد بعضهم يتعاون في جمع المعلومات وفي شحنات أسلحة محدودة.

وتغير ذلك بعد أن تفجرت الحرب في سوريا في 2013 وغذت تصاعد العنف من جديد. وبدأت قوات أمريكية خاصة تدريب أعداد صغيرة من القوات العراقية الخاصة في الأردن كما عجلت واشنطن بمبيعات السلاح.

وشملت هذه الصفقات طائرات هجومية من طراز أباتشي وصواريخ من طراز هلفاير وطائرات استطلاع دون طيار لكن أغلب هذا العتاد لم يصل بعد إلى العراق.

وامتنع وارن المتحدث باسم البيت الابيض عن مناقشة احتمال سقوط أي أسلحة باعتها الولايات المتحدة إلى العراق في أيدي مقاتلي داعش لكنه قال إن المقاتلين بالغوا في تقدير مكاسبهم.

كعب أخيل

من الممكن تتبع خيوط الانهيار العسكري إلى إخفاق المالكي في وقت سابق في صد مقاتلي داعش بمحافظة الأنبار الغربية التي أصبحت معقلا للمتشددين مع احتدام القتال في سوريا.

وتقول مصادر طبية عراقية إنه بعد استيلاء مقاتلي الدولة الاسلامية على الفلوجة ومناطق أخرى في الأنبار في أواخر العام الماضي لقي نحو ستة الاف جندي حتفهم هناك. ويقول دبلوماسيون أجانب يعملون في العراق إن 12 ألف جندي هربوا من الخدمة. ولم تتمكن القوات العراقية من استعادة الفلوجة أو استعادة السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة المحافظة بالكامل.

ويقدر خبراء حكوميون أمريكيون أن قوات الجيش العراقي كانت أكثر عددا بفارق كبير من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في معركة الموصل. ومع ذلك استولى المقاتلون بسهولة على المدينة.

وقال ضابط عسكري أمريكي كبير سابق إن كبار المسؤولين العسكريين في العراق: «يقع عليهم الاختيار لأن المالكي يقدر ولاءهم له قبل أي نوع من المهارات القتالية. وهم لا يدركون المطلوب للتصدي لتمرد كهذا».

وأضاف: «فشلوا في تنظيم تدريب جيد (للجنود). وفشلوا في استثمار الصيانة واللوجستيات كما قلنا لهم. وحذرناهم من أن هذا سيكون كعب أخيل لهم» أي نقطة ضعفهم.■

  كلمات مفتاحية

العراق: عزل 36 قائدا عسكريا لأسباب مرتبطة بالفساد

الولايات المتحدة تبارك قرار «العبادي» بإعفاء عدد من قادة الجيش العراقي

الجيش العراقي يستعيد موقع أسلحة كيماوية من «الدولة الاسلامية»

«العبادي» يقر بوجود 50 ألف جندي «وهمي» في الجيش العراقي

«العبادي»: سأمضي فى محاربة الفساد ولو كلفني الأمر حياتي

السنة في العراق بين مطرقة «داعش» وسندان «الميليشيات الشيعية»

«بول بريمر»: ما نراه الآن هو انهيار الهيكل السياسي للمنطقة بالكامل!

برلماني عراقي: «هروب» 75% من قوات الجيش في الأنبار!