أمير قطر ينهي زيارته لبريطانيا ويزور الصين الأسبوع المقبل

الخميس 30 أكتوبر 2014 10:10 ص

تطرقت الزيارة الأولى للأمير القطري إلى العديد من القضايا الهامة والمحورية للمنطقة، وبخصوص العلاقات والتعاون بين البلدين التي لطالما عُرفت بالقوية نظرًا لإستثمارات متبادلة يمكن وصفها بـ"الهائلة".

بحث أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» مع رئيس الوزراء البريطاني «ديفد كاميرون» في لندن تطورات الأوضاع في المنطقة، وذلك ضمن برنامج الزيارة الرسمية التي يقوم بها أمير قطر إلى المملكة المتحدة على مدار ثلاثة أيام، منذ يوم الثلاثاء الماضي، وجرت المباحثات في مقر رئاسة الحكومة البريطانية، حيث وقع وزيرا خارجيتي البلدين على مذكرة تفاهم لتأسيس منتدى وزاري للحوار بين حكومة دولة قطر ونظيرتها البريطانية.

كما التقى الأمير ملكة بريطانيا «إليزابيث الثانية» في قصر «باكنغهام» بلندن، وتطرق اللقاء إلى التعاون بين البلدين وسبل تعزيزه. 

وفي هذا السياق تعهد رجال أعمال ومسؤولون بريطانيون وقطريون بزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين بلديهما. جاء ذلك خلال المنتدى الاقتصادي القطري البريطاني الذي انعقد على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها أمير قطر إلى بريطانيا.

وذكرت وسائل إعلام قطرية أن كثيرا من الملفات المعنية بتعزيز العلاقات الثنائية بين الدوحة ولندن كانت حاضرة في كل المقابلات واللقاءات بين الشيخ «تميم» والمسؤولين البريطانيين، في أول زيارة يقوم بها أمير قطر إلى بريطانيا منذ أن تسلم الحكم العام الماضي.

شراكة متنوعة

ورأت هذه الوسائل أن مجالات الشراكة بين الدولتين متنوعة، سواء على المستوى الاقتصادي حيث انطلق المنتدى الاقتصادي القطري البريطاني الذي يبحث شراكات في مجالات الطاقة وتعزيز الاستثمارات المشتركة، علاوة على آفاق التعاون في مجالات البحث والتطوير والابتكار، أو على المستويين العسكري والسياسي.

وأكدت أن القضايا العربية والعالمية كانت حاضرة بقوة أثناء زيارة أمير قطر، وفي صدارتها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب، وإرساء مبادئ العدالة الإنسانية في العالم

وتأتي هذه الزيارة في وسط مزاعم من دول خليجية وغربية بأن قطر تستخدم أموال النفط والغاز في دعم المتشددين الإسلاميين في الشرق الأوسط، فقد اتهم مسؤول في الحكومة الألمانية في أغسطس/آب قطر بتمويل تنظيم الدولة الإسلامية، بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من حصول التنظيم على أموال من أفراد ومنظمات خيرية في الدول العربية.

ولكن الأمير «تميم» نفى في لقاء مع المستشارة الألمانية، «أنجيلا ميركل»، في سبتمبر/ أيلول دعم بلاده لتنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن أمن بلاده مهدد من قبل المتشددين.

وأكد المتحدث باسم «ديفيد كاميرون» أن المحادثات مع أمير قطر شملت التعامل مع قضايا التطرف.

بدوره قال رئيس الوزراء القطري، «عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني»، إن بلاده لم تغض الطرف عن الإرهاب وما يمثله من تهديد، وإنها ترفض تصور وأسلوب «الجماعات المنبوذة».

جدير بالذكر أن قطر قد انضمت مؤخرًا إلى الحلف، الذي تقوده الولايات المتحدة، في قصف مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.

أما اقتصاديا، فتفيد المصادر القطرية بحسب وكالة الأنباء القطرية «قنا»، بأن حجم المبادلات التجارية بين قطر وبريطانيا تخطى سقف 10 مليارات دولار سنويا، يتركز جانب كبير منها في قطاع الطاقة، حيث تعتبر قطر المزود الرئيسي لبريطانيا بالغاز الطبيعي المسال.

كما أن لقطر استثمارات تتجاوز قيمتها 40 مليار دولار في بريطانيا، بينما تستقطب السوق القطرية نحو 450 شركة بريطانية، من بينها عملاق صناعة النفط «شل» البريطانية الهولندية التي تتجاوز استثماراتها وحدها في قطر 21 مليار دولار. إضافًة إلى مذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين البلدين، في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين قطر وبريطانيا.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية، «فرح دخل الله» أكدت أول أمس، خلال حوار صحفي، أن العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة وقطر الآن «أقوى من أي وقت مضى»، مشيرة أن المملكة المتحدة تعتبر «شريكا هاما لقطر بمجالات التدريب والخبرات خاصة التدريب العسكري، وهناك أيضا طلب كبير على الاستعانة بالخبرات البريطانية بمجال الخدمات المالية والقضاء والهندسة المدنية والاستشارات والمجالات الثقافية كذلك». لافتًة أن المملكة تشجع الاستثمارات القطرية فيها.

وأضافت «دخل الله» أن «قطر تُعتبر واحدة من أقرب حلفائنا، وأحداث منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السنوات الأخيرة زادت عمق مجالات التعاون بين بلدينا. ولدينا اهتمامات مشتركة بالسياسة الخارجية، وفي مقدمة مجالات التعاون بيننا الأوضاع في سوريا واليمن والصومال، وسنواصل التعاون عن قرب لمعالجة التحديات الأمنية التي تواجهنا».

أمير قطر يزور بكين

ومن المقرر أن يبدأ الأمير «تميم بن حمد» زيارة للصين الأسبوع المقبل فى الفترة من 2 إلي 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ووصف سفير الصين بالدوحة «قاو يوتشن» الزيارة المرتقبة بالبالغة الأهمية والتاريخية والفارقة في العلاقات، باعتبارها الأولي منذ توليه الحكم، وتأتي بعد مرور 15 عام من زيارة والده الشيخ «حمد بن خليفة» إلي العاصمة بكين.

كما أكد «يوتشن» للصحفيين أن الزيارة سترفع مستوى التعاون بين البلدين إلى مرحلة قياسية في جميع المجالات السياسية منها والاقتصادية والثقافية والتعليمية. كما ستشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات متنوعة، فضلاً عن التباحث حول كيفية دعم التعاون الثنائي في شتى المجالات، وفي مقدمتها العمل على رفع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الدولتين. بحسب السفير

 

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

قطر بريطانيا تميم بن حمد كاميرون لندن

الخارجية البريطانية: علاقاتنا مع قطر الآن «أقوى من أي وقت مضى»

أمير قطر يبدأ زيارة رسمية لبريطانيا الثلاثاء المقبل

أدلة جديدة تؤكد تورط الإمارات بتقرير «صنداي تلغراف»

الإمارات تمول حملة في صحف بريطانية بملايين الدولارات لتشويه قطر

أمير قطر يؤكد لميركل أن بلاده لا تمول المتشددين في سوريا والعراق

صندوق الثروة السيادي القطري مهتم بالاستثمار في الصين

الصين توقع اتفاقا مع قطر لمقايضة عملات بقيمة 6 مليار دولار

قطر والصين توقعان اتفاقية استثمار مشترك بقيمة 10 مليارات دولار

وقفة مع زيارة أمير قطر إلى الصين

قطر تستثمر 50 ملياراسترليني في مشروعات سكك حديد في بريطانيا