استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سقوط الموصل: المفاجأة .. الصدمة .. والحل

الاثنين 16 يونيو 2014 12:06 م

مشرق عباس، المونيتور، 11/6/2014

لم يكن احتلال تنظيم «داعش» مدينة الموصل نهار يوم 10/6/2014 وهي ثاني أكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان، مفاجئاً، خصوصاً ان عمليات مشابهة للتنظيم حصلت خلال الاسابيع الماضية، كانت تشير إلى متغيرات في استراتيجياته، والى نيته توسيع نفوذه باستثمار الفشل الرسمي في اجتذاب السكان المحليين في المناطق السنية.

لكن الانهيار السريع والانسحاب المرتبك للجيش العراقي من كل انحاء الموصل، ومن ثم في عدد من مناطق كركوك وصلاح الدين، شكل صدمة، سواء للشارع العراقي او للسياسيين، او حتى لكبار قادة الجيش العراقي الذي غادروا الموصل الى اربيل ومنها عادوا الى بغداد.

الحكومة العراقية التي اعترفت بانهيار الجيش، أعلنت عقوبات شديدة للمتخاذلين والهاربين من الضباط والجنود، لمحاولة اجبارهم على الثبات في اماكنهم، ودعت من اجل مواجهة الاحداث الى اعلان حالة الطواريء، ووعدت بتسليح كل من يقف بوجه "داعش"، واعلنت الاستنفار العام في البلاد.

في هذه الأثناء دعا المرجع الشيعي الأعلى «علي السيستاني» الجميع الى التكاتف لمواجهة التهديد.

كما ان حكومة إقليم كردستان دانت ما اعتبرته فشلاً أمنياً قاد الى سقوط الموصل، وأكدت أن الحكومة العراقية لم تطلب منها التنسيق.

واستقطبت الأحداث اهتماما اقليمياً ودوليا وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» عن قلقه في أعقاب سيطرة «داعش» على مدينة الموصل، فيما أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها للتعاون مع بغداد للقيام برد «قوي ومناسب».

المشهد برمته، يستدعي ثلاث أسئلة ضرورية:

 لماذا انهار الجيش العراقي بهذه الطريقة؟ ماهي خطط تنظيم «داعش» المقبلة؟ كيف ستتصرف السلطة الرسمية العراقية؟

الشهادات العديدة التي حصلت عليها «المونيتور» من جنود وضباط منسحبين من الموصل، كانت تجمع على أن التخبط الذي يلف القرار العسكري تسبب في الانهيار، فبعض الشهادات من ضباط تتراوح رتبهم بين نقيب ورائد، أكدت تلقي الجيش أوامر انسحاب في وقت مبكر من صباح يوم 11/6/2014، وأن الأوامر شملت ترك الأسلحة والمعدات، فيما أن قائداً عسكرياً بارزاً في الموصل أكد لـ«المونيتور» أن ماحدث هو عصيان شامل للضباط الصغار للجنود على تنفيذ الأوامر والمقاومة انتقل كالعدوى الى كل الوحدات العسكرية، ولم يكن أمام القادة أمام هذا الانهيار النفسي الا الانسحاب.

تضم الموصل حسب الشاهد فرقتين عسكريتين تابعتين للجيش يصل عددهما الى 25 ألف مقاتل، ووحدات تابعة للشرطة الاتحادية يصل عددها الى 10 الاف مقاتل، بالاضافة الى الشرطة المحلية التي تقدر بنحو 30 الف عنصر شرطة.

وتؤكد تقارير "التصويت الخاص" للانتخابات العراقية التي جرت في نيسان الماضي في الموصل أن المدينة كانت تضم 78 ألف عنصر أمن وعسكري شاركوا في الانتخابات.

في المقابل تتضارب الأنباء عن حجم القوة المقاتلة التي حشدها تنظيم «داعش» لاحتلال المدينة، وهي تتراوح بين 2000 – 3000 مقاتل.

أقرب تحليل لتفسير الانهيار العسكري العراقي الذي امتد في اليوم نفسه إلى مدن الصينية وبيجي في صلاح الدين، والحويجة وسليمان بك والرشاد في كركوك يشير إلى خلل جوهري في التخطيط والقيادة والتدريب، وهو خلل اقترن بالقوى الأمنية العراقية طوال السنوات الماضية، على رغم حصولها على تجهيزات وأسلحة متطورة.

لم تنجح بغداد طوال سنوات في انتاج جيش مهني، ولم تعمد إلى برامج تدريب كفوءة، وكان الناتج عدائية واضحة بين السكان في المناطق السنية عموماً وبين الجيش الذي ينتمي غالبية أفراده الى مناطق شيعية من وسط وجنوب العراق.

وبالطبع هذا الاخفاق يرتبط بالفشل في تحقيق توازن على مستوى تمثيل المكونات داخل الجيش، وهذه من ضمن الشكاوى التي استمر السنة في الحديث عنها لسنوات.

في مقابل كل ذلك، فأن الضغوط والانهاك التي تعرض لهما الجيش وقوات الشرطة خلال الشهور التي أعقبت اندلاع المعارك في الانبار، ترك أثره على كفاءة المؤسسة الأمنية.

وبصرف النظر عن أسباب الانهيار الأمني، فأن تنظيم «داعش» الذي لم يكن بكل يتصور سهولة السيطرة على مناطق شاسعة من دون حتى قتال فعلي، لابد أنه سيطور استراتيجياته، لاستثمار انهيار الجيش، خصوصاً بعد حصوله على معدات وأسلحة وذخائر تخص فرقتين عسكريتين، ومخازن أسلحة أساسية في مطار الموصل الذي يعتقد أن المسلحين حصلوا على بعض المروحيات فيه.

وبالفعل تقدم «داعش» الى مدينة بيجي التي تضم أحد اكبر مصافي النفط في العراق، والى كركوك حيث الآبار النفطية، كما أنه حرص على السيطرة على الحدود السورية خصوصاً في معبر اليعربية، الذي يسيطر عليه من الجانب السوري الجيش السوري الحر.

الواقع أن «داعش» لن يحتاج الى نقل كل القوات التي دخلت الموصل، لمسافات طويلة، خارجها، لأنه يمتلك في الاساس خلايا نائمة وناشطة في مناطق جنوب الموصل وصولاً إلى حدود بغداد الشمالية، ويمتلك خلايا مشابهة في حدود بغداد الغربية والشرقية والجنوبية، ما يجعل بغداد التي تضم داخلها خلايا للتنظيم هدفاً رئيسياً له.

لكن التوجه الى حرب كبرى على أبواب بغداد، لايمكن أن يكون ضمن المخططات السريعة لتنظيم «داعش» خصوصاً أنه سيحتاج أولاً الى استيعاب المناطق التي تمكن من السيطرة عليها، ومحاولة استمالة سكانها للحصول على مقاتلين ودعم لوجستي، وهذا الأمر سيتطلب المزيد من الوقت.

رد الحكومة العراقية والقوى السياسية عموماً على تطورات الأحداث، يجب بدوره أن يكون منهجياً ويعمد الى استثمار كل مايحدث، لأحداث نقلة تتمكن من معالجة الأخطاء الجسيمة التي ارتكبت خلال المراحل الماضية وضربت صلب السلم الاجتماعي، والتوافق السياسي.

إعادة الجيش وتدعيم حالته المعنوية يجب أن يرتبط بعمليات إصلاح هيكلية في بنية الجيش، تبدأ ببعض القيادات الرئيسية، التي أثبتت فشلها على أكثر من مستوى، وإحداث توافق سياسي شامل لمحاربة الارهاب، بما يضمن اجتذاب السكان المحليين في المناطق التي سيطر عليها «داعش» والمناطق السنية عموماً، ما يشمل معالجة "شجاعة" للمطالب التي تعبر عنها باستمرار القوى السنية، وهي مطالب متاحة للتنفيذ خصوصاً تلك التي تضمن إحداث حدود دنيا من التوافق السياسي والاجتماعي المفقود، ولا تطعن في جوهر العملية السياسية أو الدستور.

كما أن معالجة القطيعة على المستوى السياسي وعلى مستوى التنسيق العسكري بين الحكومة المركزية في بغداد، وبين إقليم كردستان، بات ضروريا، فقوة البيشمركة الكردية، يمكن ان تكون عاملاً مهماً في الحرب على الإرهاب، ومن غير المفيد إهمال هذه القوات بخبراتها الكبيرة التي تفوق في كثير من منافذها خبرات الجيش العراقي.

في الخلاصة، فإن سقوط الموصل ومدن أخرى بيد داعش، سبقته مقدمات سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، وأن الوصول الى هذه النقطة المعقدة اليوم، يتطلب اجراءات بحجم الازمة، وهي معالجات تخص إعادة رص الصف الوطني، والتخلي عن السياسات التي أثبتت فشلها سابقاً والتي قادت إلى قطيعة بين الحكومة من جهة والسنة والأكراد من جهة اخرى، إضافة الى القطيعة مع الشيعة أنفسهم.

  كلمات مفتاحية

كيف سقطت الموصل؟ ضابط عراقي كبير يشكك في رواية بغداد

كيف هي الحال في الموصل؟

«الدولة الإسلامية» يعتقل 11 شخصا من أقارب وزير الدفاع العراقي بالموصل

«العبادي» يقر بوجود 50 ألف جندي «وهمي» في الجيش العراقي

مساعٍ عراقية لإشراك قوات أمريكية في معركة الموصل

البرلمان العراقي يُحقق فى أحداث سقوط الموصل بيد «الدولة الاسلامية»

60 يوما قابلة للتجديد لكشف المسؤولين عن سقوط مدينة الموصل بيد «الدولة الإسلامية»

برلماني عراقي: «هروب» 75% من قوات الجيش في الأنبار!

لجنة التحقيق في «سقوط الموصل» تعتزم استدعاء «المالكي» للإدلاء بشهادته

برلماني عراقي يطالب بتقديم «المالكي» إلى المحكمة الجنائية الدولية

لجنة التحقيق في سقوط الموصل: ضغوط سياسية كبيرة لمنعنا من كشف «الحقيقة»