استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

نيران الفتنة الطائفية تزحف نحو العمق السعودي .. ووزير الإعلام مجرد "كبش محرقة"

الخميس 6 نوفمبر 2014 06:11 ص

عملت السلطات السعودية جاهدة طوال الاعوام الماضية على تحصين جبهتها الداخلية من اعمال العنف الطائفي، متبعة اسلوبين اساسيين في هذا الخصوص، الاول تصدير الازمة الطائفية وذيولها إلى الخارج، وسورية والعراق بالذات، من خلال ضخ مليارات الدولارات في تمويل جماعات إسلامية متشددة وتسليحها تحت عنوان اسقاط النظام السوري "العلوي الكافر" ومحاربة الحكومة العراقية الطائفية، والثاني اتباع سياسة القبضة الحديدية ضد خلايا تنظيم "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" النائمة منها والنشطة، ومنع أي اعمال تمرد في المناطق الشيعية في منطقة الاحساء حيث تشكل الاغلبية في بعض مدنها وقراها وخاصة مدينة القطيف.

هذا التوجه بدأ يعطي ثمارا عكسية، فقد نجحت “الدولة الإسلامية” في اختراق العمق السعودي واقامة "امارة" لها هياكل تنظيمية داخل المملكة تضم اكثر من 75 شخصا، وكانت تخطط لحملة اغتيالات لكبار المسؤولين في الدولة، الامر الذي كان بمثابة جرس انذار للقيادة السعودية التي أدركت ان كل اجراءاتها الوقائية تقريبا، وعلى رأسها سياسة القبضة الحديدية ذات اثر محدود لان الخطر اكبر بكثير مما كانت تعتقد.

حالة "الفزع" التي رأينا ارهاصاتها في اليومين الماضيين كرد فعل على الهجوم المسلح الذي شنه ثلاثة ملثمين على حسينية شيعية في منطقة الاحساء كان روادها يحيون ذكرى “عاشوراء” واسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة عشرة آخرين، انعكست في “مسارعة” العلماء الرسميين (هيئة كبار العلماء) وغير الرسميين (سلمان العودة، عائض القرني، وعادل الكلباني) على ادانة هذا الهجوم، والتحذير من اخطاره، والفتنة الطائفية التي بدأت تطل برأسها بقوة في البلاد، والتأكيد على حتمية الوحدة الوطنية.

***

أدرك العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز حجم المخاطر التي تواجهها البلاد من قبل الجماعات الجهادية الإسلامية، وتنبه إلى الاضرار التي يمكن ان تنجم عنها على استقرار بلاده وأمنها اذا نجحت في نقل فكرها إلى المملكة، واصدر قوانين تجرم “الجهاد” خارج المملكة، وتعاقب كل سعودي يقاتل في سورية أو العراق أو غيرها بعقوبة سجن تصل إلى عشرين عاما، وفرض قيودا شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعقوبات اشد لمن يستخدمها للمطالبة بالاصلاحات السياسية، أو يحرض ضد الحكم.

هذه “الصحوة” على أهميتها جاءت متأخرة بعض الشيء، لان الآلة الإعلامية السعودية الجبارة، والمتمثلة في قنوات فضائية “إسلامية” غذت الفتنة الطائفية، والتشدد الديني في اقوى صوره، عندما ركزت الهجوم الشرس على الشيعة وتكفيرهم أو معظم فرقهم، وتحريض الشباب العربي والسعودي بالذات على الجهاد في سورية والعراق لاسقاط الانظمة “الكافرة” فيهما، ووفرت هذه القنوات التي تناسلت بسرعة غير عادية المنابر لدعاة متشددين وطائفيين ليصولوا ويجولوا دون حسيب، والتهجم بالسباب والشتائم البذيئة في بعض الاحيان ضد كل من لا يسلم بوجهة نظرهم وليس مخالفتهم الرأي فقط.

بعد ثلاث سنوات أدركت السلطات السعودية خطورة هذه القنوات على أمنها واستقرارها وبثها للفتنة الطائفية، واصدر وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة قرارا بإغلاق مكتب قناة “وصال” الإسلامية في المملكة لانها تهاجم الشيعة، وقال في بيان اصدره “ان وزارته لن تسكت على أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو رقيمة تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره”.

اللافت ان الخطوة جاءت بعد يوم واحد من الهجوم على حسينية الاحساء، ويظل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن اسباب صمت وزارة الإعلام، والدولة السعودية، وسكوتها على هذه المحطة طوال السنوات الثلاث الماضية ما دامت “تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره”.

الدكتور خوجة قال ان هذه المحطة ليست سعودية، وهذه مغالطة كبيرة وغير مقنعة، لأن جميع برامجها تبث من مكتبها في المملكة، وتمول من خزينة الدولة، و"نجومها" يقيمون في المملكة، واصبحوا مصدر تأثير كبير في الشباب السعودي ويتابعهم وصفحاتهم وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي الملايين.

وزير الإعلام السعودي ليس صانع قرار، وإنما اداة تنفيذية، يتم إملاء القرارات عليه “من فوق” ولذلك استغربنا إعفاءه من منصبه “بناء على طلبه” لأن الرجل لم يرتكب أي خطأ، ووجود هذه القناة أو تلك امر يتعلق بالسياسة السعودية وتوجهاتها، ونعتقد انه كان “كبش فداء” يدفع ثمن “اخطاء غيره” وسياسات لا نعتقد انه كان مقتنعا بها.

السلطات السعودية قالت في بيان على لسان اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بإسم وزارة الداخلية ان “الخلية” التي هاجمت الحسينية الشيعية تنتمي إلى تنظيم “القاعدة” بعد اقل من يوم واحد من الهجوم، ولا نعرف كيف توصلت إلى هذه النتيجة بهذه السرعة، ولكن حتى لو كان هؤلاء المهاجمين من تنظيم “القاعدة” فإن هذا امر يدعو إلى القلق، خاصة ان الانطباع السائد لدى المواطن السعودي، وبسبب البيانات الرسمية، انه تم القضاء على هذا التنظيم وانصاره قضاء مبرما من خلال الحملات الأمنية المكثفة وسياسة القبضة الحديدية.

***

ما يميز هذا الهجوم عن غيره من هجمات تنظيم “القاعدة” السابقة انه استهدف ابناء الطائفة الشيعية هذه المرة وليس قوات الأمن أو المقيمين الغربيين مثلما كان عليه الحال في مرات سابقة، وآخرها الهجوم على موظفين امريكيين في شركة أمنية تدرب عناصر من الحرس الوطني السعودي، واذا تبين ان المنفذيين يمثلون خلايا داخلية، أي لم يأتوا من الخارج، فإن خطورتهم ستكون اكبر، لان هذا يعني ان تنظيم “القاعدة” أو ربما “الدولة الإسلامية” قد وصلوا باختراقهم الأمني إلى العمق السعودي، ويريدون اشعال فتيل “فتنة طائفية” لا تتحملها الممكلة المحاطة حاليا بأخطار الوضع اليمني المتفجر، حيث الحوثيين و”القاعدة” في الجنوب (اليمن) و”الدولة الإسلامية” في الشمال (العراق وسورية).

حذرنا مرارا، وفي هذه الصحيفة من ان النيران الملتهبة في سورية والعراق، ستصل حتما إلى طرف الثوب السعودي، ويبدو ان هذا التحذير كان في محله، والسؤال الاهم هو عما اذا كانت السلطات السعودية تملك اجهزة اطفاء الحرائق القادرة على اطفاء هذا الحريق قبل ان يلتهم الثوب كليا أو جزئيا.

المصدر | رأي اليوم

  كلمات مفتاحية

الأحساء الشيعة المنطقة الشرقية القطيف عاشوراء

الأحساء.. نموذج التعايش الوطني

وزير الإعلام السعودي (المقال) قرر إغلاق قناة «وصال» على خلفية «حادثة الأحساء»

إقالة وزير الإعلام السعودي… وغموض حول أسبابها

من وراء إقالة أنجح وزير سعودي للثقافة والإعلام من منصبه؟

السعودية: غرامة نصف مليون ريال وإيقاف عقوبة وسائل الإعلام «المثيرة للفتن»

وزير الإعلام السعودي المقال قدم استقالته للعاهل السعودي قبل شهرين ”لأسباب صحية“

في السعودية .. طائفيون في مواجهة الطائفية!

«الراشد» يستقيل من إدارة «العربية» ونشطاء يتوقعون توليه وزارة الإعلام

إيران تغلق مكاتب 17 قناة فضائية منعا لـ«بث القتنة» بين المسلمين