من وراء إقالة أنجح وزير سعودي للثقافة والإعلام من منصبه؟

الجمعة 7 نوفمبر 2014 07:11 ص

فاجأ القرار الملكي السعودي بإعفاء وزير الثقافه والإعلام السعودي الناجح الدكتور «عبدالعزيز خوجه» من منصبه أمس السعوديين،لاسيما الإعلاميين والمثقفين منهم.

بدا أن وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور «عبدالعزيز خوجه»، لم يكن يدري أن لقاءه مع ولي العهد السعودي الأمير «سلمان بن عبد العزيز»، الذي تحدد له قبل ظهر أول أمس، سيكون هو اللقاء الذي سيعفى فيه من منصبه كوزير للثقافة والإعلام . 

فصباح أول أمس اتصل أحد ذوي العلاقة بالوزير خوجه طالبا أن يلتقيه فرد الوزير «لدي موعد عند سمو ولي العهد الساعة الحاديه عشرة، ولااعلم متى اعود على كل حال كلمني الساعة الثانية بعد الظهر اكون قد عدت إلى مكتبي».

وذهب الوزير «خوجة» إلى ديوان ولي العهد، ولكنه لم يعد لمكتبه وزيرا، وهو المنصب الذي شغله منذ فبراير/شباط 2009. ماذا دار بين ولي العهد الأمير «سلمان بن عبدالعزيز» وبين الوزير «خوجة»؟ لا أحد يعلم . ولكن الذين شاهدوا الدكتور، صاحب الابتسامة المشرق والدائمة ،رأوه أمس منزعجا.

فهل فوجئ خوجه بالقرار الملكي بإعفائه من منصبه «بناء على طلبه» مثلما فوجئ السعوديون بالقرار وهو يذاع بالتلفزيون السعودي عند ظهر أمس. حتى لو بلغه ولي العهد بالقرار حين التقاه؟

كل شيء اصبح موضع مفاجأة في السعودية، وفي ظل سياسة الصمت المعهودة يصبح من الصعب ان تجد مبررا لأي قرار يصدر، أو حدث يحدث.

ومثلما كان قرار إعفاء الوزير المثقف والشاعر الدكتور «خوجه» مفاجئا للسعوديين ،كان «صادما» لهم لاسيما الإعلاميين والمثقفين واهل الادب والفكر منهم ،ولا أحد يستطيع أن يصدق أنه طلب اعفاءه، فالرجل لازال نشيطا في عمله وفي منصبه الذي شغله منذ شباط/فبراير 2009 ،بعد النجاحات التي حققها في عمله كسفير للمملكة في بيروت منذ عام 2004 حتى عام 2005 وكان الدكتور ناجحا في عمله كوزير للثقافه والإعلام فهو المثقف والشاعر وصديق الوسط الثقافي والإعلامي، وهو ابن وزارة الإعلام التي تركها عام 1983 بعد ان كان وكيلا لها، ومن المؤكد انه كان انجح وزير للإعلام السعودي منذ اكثر من 30 عاما .وحقق الكثير من التطور والانفتاح في الإعلام السعودي الرسمي وغير الرسمي، وكذلك حقق نجاحات هامة على صعيد الانفتاح الفكري والثقافي في مجتمع محافظ كان يقوده متشددون يرفضون الانفتاح والمسرح والفنون وكانوا يفرضون رقابة على أي معرض للكتاب في الرياض وغيرها.

فواجه كل التشدد بتسامح، صحيح انه واجه رفضا له في البدايه من المتشددين الدينيين فحاربوه، ولكن وقوف الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» معه جعله يواجه معارضيه، ويستكمل مسيرة الاصلاح الإعلامي والانفتاح الثقافي بهدوئه المعهود. المقربون منه في أول رد فعل له يعتقدون ان الوزير «خوجه» قد أطيح به، ولكن من الذي اطاح به؟ وفي هذا الوقت بالذات الذي تخوض فيه السعوديه حربا ضروسا مع الفكر المتشدد واصحابه الذين يزودون التطرف والارهاب بالفكر والبشر؟

بالطبع لم يكن وراء إعفاء الوزير «خوجة»، قراره باغلاق القناة التلفزيونية القضائية «وصال» وهي قناة سلفية إسلامية تتهم بأنها أسهمت بتاجيج النزاعات المذهبيه والطائفيه. فإغلاق مثل هذه القناة اوغيرها لا يكون بتصرف شخصي من الوزير بل قرار من الدولة.

المهم أعفي انجح وزير للثقافة والإعلام في السعودية، وكلف وزير الحج والاوقاف «بندر حجار» بتولي مهام هذا المنصب مؤقتا إلى حين تعيين وزير جديد.

من سيكون الوزير الجديد؟ لا أحد يدري، وان راج تكهن في الرياض بان يعين نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور «عبدالله الجاسر» خلفا للدكتور «خوجه»، فهو إعلامي معروف وابن الوزارة منذ سنوات طويلة.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأحساء وزير الإعلام الثقافة خوجه إقالة إعفاء

حادثة الأحساء تثير تنديد واستنكار واسع بين مشايخ السعودية عبر «تويتر»

نيران الفتنة الطائفية تزحف نحو العمق السعودي .. ووزير الإعلام مجرد "كبش محرقة"

الأحساء.. نموذج التعايش الوطني

إقالة وزير الإعلام السعودي… وغموض حول أسبابها

وزير الإعلام السعودي (المقال) قرر إغلاق قناة «وصال» على خلفية «حادثة الأحساء»

السعودية: غرامة نصف مليون ريال وإيقاف عقوبة وسائل الإعلام «المثيرة للفتن»