أكد الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، مفتي المملكة العربية السعودية، أن إقامة الحدود رحمة من الله على المجرمين، مؤكدا أن إيقاف المفسدين عند حدهم نعمة من الله ليعيش المواطنون الأمن والاستقرار والاطمئنان.
وأشار «آل الشيخ» إلى أن الإمام يقيمها ليردع الظالمين والمجرمين؛ ليعلمهم أن من يتعدى حده يوقف عند حده، ولا يترك المجرم يعث في الأرض فسادا بل تتم معاقبته بإنزال الحكم الشرعي به.
وبين «آل الشيخ» أنه «من دعائم الأمن إقامة حدود الله والأخذ على أيدي المفسدين الذين جعلوا الفساد خلقا لهم»، مضيفا: «لا بد من أن يوقفوا عند حدهم؛ لأن الفساد في الأرض بلاؤه عظيم وشره مستطير فلا بد من إيقافهم عند حدهم ولا بد من إقامة شرع الله فيهم ؛ حتى يرتدع الآثمون والمجرمون ويوقف الشر والبلاء».
وأضاف المفتي أن من رحمة الله بعباده أن شرع الحدود والقصاص والتعازير الشرعية لإقامة العدل في الأرض فهي سبب لأمن الأمة واستقرارها، فمن رحمة الله أن تطبق عليها أحكام الشريعة في ذلك، فالرحمة بالعاصي إقامة حد الله عليه، فالقصاص حياة للنفوس. فحدود الله تقام ليصلح العباد وتستقيم أحوالهم.
وكان رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية، الدكتور «مفلح القحطاني»، قد أبلغ مطلع الشهر الماضي ممثلين لدول الاتحاد الأوروبي بأن القصاص «ورد نصاً في القرآن وموقف المملكة واضح من إلغائه»، وذلك بعد تجدد مطالباتها السابقة بإلغاء أحكام «القصاص».
وأوضح «القحطاني» أن موقف حكومة المملكة من إلغاء عقوبة القصاص «واضح، ومعروف لدى الجميع». مضيفًا: «نحن في الجمعية أكدنا للأوروبيين هذا الموقف.. كما تم إحاطتهم بأن مسألة القصاص عائدة ابتداء لولي الدم فإن عفا تم إيقاف الحكم»، وتابع: «كما أن القيادة السياسية كان لها مواقف كثيرة لصالح إفشاء ثقافة التنازل، وهي تشجع المبادرات الخاصة بذلك، بل إن كثيرا من الأمراء يتدخلون بجاههم في بعض القضايا لحقن الدماء للاكتفاء بمبلغ الدية والتنازل عن حق القصاص».