تلقت قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي في الجزائر والقوات الجوية التونسية أوامر قبل عدة أسابيع، بإسقاط أية طائرة تقترب من المجال الجوي للدولتين قادمة من ليبيا، وذلك على خلفية معلومات متداولة اتضح تأكيدها عن تدريب ثوار ليبيا وأعضاء في الجماعات السلفية على الطيران بطائرات ميغ 21 وطائرات ميغ 23.
وكشفت صحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر اليوم الأحد، عن مصدر أمني رفيع قوله إن القوات الجوية في الجزائر ومصر وتونس تتبادل المعلومات باستمرار حول النشاط في المجال الجوي الليبي الذي يخضع للمراقبة باستعمال الرادارات على مدار الساعة من قِبَل عدد من الدول الغربية في إطار دول منظومة الدفاع والأمن 5+5 وقيادة القوات الأمريكية في أوروبا، وذلك بهدف منع الثوار من استعمال الطائرات.
ونوه المصدر إن المشكلة تكمن في نقطتين أساسيتين في ذلك الإطار، هما عدم سيطرة حكومة «الثني» المعينة من قبل برلمان طبرق المنحل على أكثر من ثلث المطارات المدنية والعسكرية، وعدم وجود دليل قاطع على أن كل الطائرات الحربية في سلاح الجو الليبي السابق قد تم تدميرها بالفعل، أو أنها أصبح تحت سيطرة حكومة طبرق.
وتضاعفت احتمالات استعمال طائرات مدنية أو حربية ليبية في عمليات إرهابية في ليبيا أو في دول الجوار أو حتى ضد سفن تجارية، وهذا بعد تداول الآلاف من كتيبات التدريب الخاصة بطائرات ميج 21، ووجود العشرات من المدربين في مجال الطيران الذين يجهل مصير عدد كبير منهم في ليبيا.
وأشارت الصحيفة ذاتها أنه قد تقرر رفع درجة التأهب في أسلحة الجو وقيادات القوات الجوية في الدول القريبة من ليبيا مباشرة، بعد إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» عن تسيير أول رحلة جوية تدريبية لطائرة حربية في سوريا. حيث يأتي هذا بعد أشهر قليلة من استنفار وحدات الدفاع الجوي في دول جوار ليبيا، بعد تداول تحذير أمني بشأن احتمال تكرار استعمال طائرات مدنية ليبية في عمليات وُصِفَت بالـ«إرهابية»، وذلك في محاكاة لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
ونوهت الصحيفة أن الجزائر حصلت على معلومة أخرى «بالغة الخطورة»، تشير إلى احتمال حصول الثوار على طائرة تدريب عسكرية ليبية، واستعمالها في «استهداف مناطق إنتاج النفط والغاز». بحسب الصحيفة.
لتختتم نقلا عن مصدر مطلع إن قيادة قوات الدفاع الجوي الجزائرية تراقب الأجواء الليبية بالرادارات وطائرات الاستكشاف التي تنطلق من مطار الأغواط العسكري على مدار الساعة، وأن خطة التعامل مع أية طائرة مشتبه فيها، تتضمن إرسال طائرات قتالية لإجبارها على النزول أو تدميرها في الجو في حالة رفض طاقمها الرد على الاتصالات.