دلالات زيارة «السيسي» لإيطاليا وفرنسا

الخميس 27 نوفمبر 2014 12:11 ص

بغض النظر عن تداول مواقع التواصل الاجتماعي لهفوات قائد الانقلاب العسكري في مصر «عبدالفتاح السيسي» وخروجه عن قواعد البروتوكول الدبلوماسي في لقاءاته مع الزعماء الأوروبيين وتجاهلهم له خلال المؤتمرات الصحفية وأمام كاميرات وسائل الإعلام العالمية فإن هناك دلالات مهمة حول توجه النظام المصري في الفترة الحالية نحو أوروبا.

لا شك أن الانقلاب منذ حدوثه في يوليو/تموز 2013 يعيش أزمة حقيقية على مستوى الشرعية الدولية وتحديدا في أوروبا فان الصورة لدى الشعوب الأوروبية صورة قاتمة تماما بسبب ارتكاب النظام المصري لفظائع بحق المعارضين له.

لذا فإن أحد أهداف زيارة «السيسي» لأوروبا هي محاولة لتغيير الصورة المنطبعة في الذهنية الأوروبية عن الانقلاب في مصر، وقد تشجع «السيسي» لهذه الخطوة بعد مشاركة مصر للنرويج في مؤتمر إعادة إعمار غزة، واتفاقه مع اليونان وقبرص اليونانية على عدة مشاريع من منطلق الخصومة مع تركيا.

لا تقتصر زيارة «السيسي» على موضوع الشرعية على أهميته بل يحاول تكريس ذلك من خلال سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية مع ايطاليا وفرنسا ويأتي في هذا السياق إعادة الحياة لملف السياحة المتوقف في مصر بسبب الأحداث التي تسبب فيها الانقلاب.

ولا يمكن تخيل أن خطوات «السيسي» نحو أوروبا تمت بدون التنسيق مع الرعاة الرسميين للانقلاب في السعودية والإمارات، خاصة أن ذلك ربما يندرج بدرجة كبيرة في إطار الهجوم الإماراتي الذي تم شنه على المؤسسات الإسلامية الخيرية في أوروبا والتي تم تصنيفها على أنها منظمات إرهابية حيث لا يستبعد أن الاستراتيجية الخليجية تتضمن عدة خطوات للعمل في الساحة الأوروبية منها تصنيف هذه المؤسسات على قائمة الإرهاب ثم حث «السيسي» والتنسيق له لزيارة أوروبا.

كما يندرج في هذا السياق رغبة  هذه البلدان في التخفف من أعباء الانقلاب المالية من خلال توزيع الحمل على الدول الأوروبية وهنا يتجسد ذكاء الانقلاب في تسويق نفسه في أوروبا وما هي الخدمات التي يمكن أن يقدمها لأوربا التي بنيت عقليتها منذ العهد الروماني على قاعدة ماذا سأربح وعند من سأربح أكثر بغض النظر عن المواقف الأخلاقية.

وهذا ما يجعل مروجي الديمقراطية الأوروبيين يفتحون الآفاق ويستقبلون قائد انقلاب عسكري في قصورهم الرئاسية.

وفي سياق الفوائد فإن كل من إيطاليا وفرنسا لا ترغبان بوجود حكم إسلامي في كل من مصر أو ليبيا ويستشعرون بذلك خطرا كبيرا على سياساتهم ومصالحهم في المنطقة وبالتالي من المتوقع أن يكون هناك تعاون وتنسيق مكثف في الفترات القادمة بين هذه الدول والانقلاب فيما يتعلق بليبيا تحديدا.

كذلك الحال بخصوص العمل اليوناني المصري المشترك فإنه يأتي في إطار العداء المشترك والخصومة الكبيرة مع الحكومة التركية في الفترة الحالية لذا فإن أهداف الانقلاب تتركز في الحصول على الشرعية من رعاة الديمقراطية وتحقيق انجازات اقتصادية من خلال تقديم الخدمات فيما يتعلق بمصالح أوروبا الاقتصادية والأمنية.

إن وصول «السيسي» للقاء زعماء أوروبا يعني أن الانقلاب آخذ في التمدد من ناحية العلاقات الدولية ويسير بتقدم في هذا المستوى لكن الدلالة الأخرى أن الزيارة سبقت الدعوات للتظاهر يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني لإعادة إحياء التظاهرات ضد الانقلاب بزخم أقوى وهذا يعني أن «السيسي» استبق هذا الحدث حتى لا يحرج الزعماء الأوروبيين وحتى لو تم هذا بالفعل فإن نجاح تظاهرات 28 نوف+مبر/تشرين الثاني سيكون لها اثر كبير على العلاقة من أوروبا فكما تبحث أوروبا عن مصالحها فإنها أيضا تعيش حالة من الاحترام لشعوبها وهنا يكمن دور معارضي الانقلاب في الداخل من حيث التخطيط الناجح لفعالياتهم وفي الخارج من حيث إقناع الرأي العام الأوروبي بعدالة مطالبهم وبشاعة الانقلاب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فرنسا إيطاليا فرنسوا أولاند مصر الانقلاب السيسي الإمارات السعودية ليبيا قائمة الإرهاب في الإمارات تظاهرات احتجاجات

الولايات المتحدة تطلب ”تسهيلات عسكرية“ من جارات ليبيا لمواجهة «الدولة الإسلامية»

فوكس نيوز: إخفاق «تشاك هيغل» في منع الانقلاب في مصر أحد أسباب إقالته

«السيسي» يعلن استعداده إرسال قوات إلى فلسطين لطمأنة إسرائيل

«السيسي» يدعو الغرب إلى دعم ليبيا لتجنب تدخل على غرار سوريا والعراق

«السيسي» بين طاغية كوريا وخليفة «الدولة الإسلامية»

طبيعة الدور الإيطالي في ليبيا

مصر تقترب من شراء 24 مقاتلة «رافال» من فرنسا بقيمة 6 مليار يورو