«كرمان» تتوقع موجة ثورية جديدة في اليمن وتصف «صالح» بـ«مهندس الخراب»

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 10:12 ص

اتهمت الناشطة اليمنية «توكل كرمان» في حوار مع صحيفة «العربي الجديد»، رئيس جهاز الأمن القومي اليمني السابق «عمار محمد عبد الله صالح»، ابن شقيق الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»، بتدبير عملية اقتحام منزلها التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي باستخدام مليشيات «الحوثيين» المتحالفة مع عمه.

وقالت «كرمان» التي عادت أخيراً إلى صنعاء للمرة الأولى بعد سقوط العاصمة في أيدي مليشيات «الحوثيين»، إنها لم تتلق تطمينات من أجل العودة إلى بلدها، لافتة إلى أن أعضاء حزب «الإصلاح» الذي تنتمي إليه ليسوا وحدهم المستهدفين.

وتوقّعت الناشطة الحاصلة على جائزة «نوبل للسلام» موجة ثورية جديدة رداً على ممارسات الثورة المضادة التي قام بها «صالح» و«الحوثيون».

وأوضحت «كرمان» أن مقر إقامتها الدائم هي العاصمة اليمنية صنعاء، وأن وجودها خارج البلاد كان للمشاركة في الفعاليات والأنشطة المتقطعة، مشيرة إلى أنها توائم بين نشاطها الداخلي والخارجي عبر برامج زيارات خارجية تعود بعدها إلى اليمن فور انتهاء مدة برنامج الزيارة وهو ما حدث قبل أيام.

وأوضحت أن «الإصلاحيين» ليسوا وحدهم المستهدفين من الثورة اليمنية، مشيرة إلى أن اغتيال رموز اشتهرت بدفاعها عن المدنية ودولة القانون أياً كانت معتقداتها ورأيها السياسي يؤكد أن اليمنيين وأحلامهم في التغيير هم المستهدفون، حيث تم اغتيال السياسي اليمني «محمد عبدالملك المتوكل» وهو ليس من «الإصلاح»، وقبل عدة أيام تم اغتيال «صادق منصور» أحد قيادات «الإصلاح» في تعز.

وبينت «كرمان» أن دورها في ظل سطوة السلاح، وانحسار سيطرة الدولة، سيكون مواجهة العنف والقتل والحرب، والعمل على تحقيق بسط سيطرة الدولة وسيادتها، من خلال المساهمة والشراكة مع الشباب اليمني ومنظمات المجتمع المدني وبقية مكونات الشعب السياسية والاجتماعية، لوقف هذا الانحدار والعبور باليمن إلى مستقبل حر وكريم، موضحة أن إحلال السلام وبناء تنمية شاملة في ظل دولة وطنية لكل اليمنيين مسؤولية كل يمني ويمنية، ومهمتي ستكون في هذا السياق.

وقالت «كرمان» إن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» وأعضاء حكومته يفتقرون إلى القوة العامة، خاصة في ظل فشل هيكلة الجيش والأمن، وهو الإجراء الذي لم يتخذ «هادي» بشأنه شيئاً، في حين كان يُفترض به أن يقوم بذلك في الأشهر الأولى لبدء توليه رئاسة الفترة الانتقالية وفق ما نصت عليه اتفاقية نقل السلطة، لافتة إلى أنه من الطبيعي أن ألوية الجيش وأجهزة الأمن لا تدين له بالولاء بقدر ما تدين بالطاعة لصالح ومن يشتري ولاء قياداتها.

ووصفت «كرمان» الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» بـ«مهندس الخراب»، حيث أشارت إلى أنه لم يتوقف يوما عن إثارة المشكلات في وجه نظام «هادي» وحكومة الوفاق، وقد ساعده في تنفيذ مخططاته بإشاعة الفوضى في البلاد، أن «هادي» والحكومة كانا يعملان ضد بعضهما البعض، وتعاملا بسطحية وأنانية تجاه كثير من القضايا والملفات.

وأكدت أن «صالح »جذّر الموبقات في اليمن، وأن ما فعله خلال ثلاثة عقود من حكمه هو خلق وصناعة الإشكالات والمعضلات التي من شأنها أن تعيق أي تغيير في اليمن، وتم خلق تلك المعضلات ومصادرها وآلية توالدها بطريقة شيطانية، تجعل من فرص نجاح أي ثورة على نظامه العائلي الجهوي قليلة للغاية أو مرهونة بدفع كلفة باهظة للتغيير.

وقالت «كرمان» إن «في اليمن كان هناك سباق دائم بين السلام والحرب، بين الدولة واللادولة، وكنا نفكر في كل الاحتمالات، ما هو أشد سوءاً مما يحدث الآن، هو النظام الذي استهدفته الثورة والذي صنع كل العوامل التي تؤدي فقط إلى فشل دولة اليمنيين وتقويض أي إمكانية لقيام دولتهم الوطنية، وكل المعوقات والأخطار التي ستعترض التغيير كانت متوقعة، لكن ما لم يخطر في بالنا هو هشاشة السلطة وضعف مؤسساتها إلى الحد الذي يمكن القول فيه إنها لم تكن إلا أشباحا، وعصابات ومافيا صمّمها صالح خلال عقود حكمه لخدمة كل ما له علاقة بتقويض فكرة الدولة».

وذكرت أن «الحوثيين» عندما أطلقوا الرصاص على باب منزلها واحتلوه لكي يقوموا بحمايته ظنا منهم أنهم يوجهون إليها إهانة باحتلال منزلها، هو تصرف اعتبرته يجلب العار لمن يقوم به، كما أعربت عن شعورها بالسعادة لأنها تشارك أبناء شعبها الذين طالتهم اعتداءات مليشيات «الحوثي» ومن يقف وراءها، وتعرضت لبعض ما تعرضوا له.

وأوضحت «كرمان» عن مصادر موثوقة أن التوجيه باقتحام منزلها صدر من «عمار محمد عبدالله صالح»، وتولّت مليشيات «الحوثي» التنفيذ حسب مقتضيات التحالف والشراكة بينها وبين «صالح»، وهي شراكة وصفتها بـ«الغريبة» وجعلت من «الحوثيين» مجرد أتباع ينفذون رغبة «صالح» في الانتقام ممن يراهم سببا في الثورة عليه ومن كل أبناء اليمن بشكل عام.

وأشارت إلى أنها كانت على تواصل مع «الحوثيين» أثناء الثورة ثم استمر التواصل أثناء «الحوار الوطني» وانقطع بعد ذلك.

وأظهرت «كرمان» استغرابها وعدم معرفتها للأسباب الحقيقة التي دعت «الحوثيين» لاعتبار «الإصلاح» العدو الأول، إلا أنها أشارت إلى أن السبب ربما يرجع إلى أن «الحوثيين» ربما يعتقدون أن «الإصلاح» يشكّل تهديداً مباشراً لمعتقداتهم ووجودهم، إلا أنها أكدت أن لا أحد يهدد وجود الآخر، قائلة: «نحن مختلفون، وسنظل مختلفين، لكن يجب أن نتعايش بسلام وأن نحترم بعضنا بعضا».

وجددت «كرمان» مطالبتها لـ«الحوثيين» ولكل مكونات الشعب وقواه المختلفة إلى القبول بالآخر والتعايش والشراكة معه، على أساس من التسامح والحب في وطن يتسع للجميع.

وحول الأحداث الأخيرة التي شهدها اليمن قالت «كرمان»: «هي تعبير عن ثورة مضادة فحسب، ووجود الثورة المضادة لا يعني أن الثورة ماتت، أو أنه ليس هناك ما يستحق القول إن هناك ثورة قد حدثت، وحين تسمع أن هناك ثورة مضادة تحدث هنا أو هناك، فاعلم أن هناك ثورة عظيمة قد سبقت، وما يحدث هو مجرد ممانعة تشهدها أي عملية تغيير عميقة، الثورة لا تموت إلا في حالة واحدة، وهي أن يستسلم الثوار، وأن يفقد الشعب توقه للحرية والكرامة، وهذا آخر ما قد يحدث في اليمن، ولا شك في أن الثورة تعرضت لضربات كبيرة، سواء في اليمن أو في دول الربيع العربي، لكنّ الثورة المضادة أيضاً لم تستطع تحقيق انتصار حاسم، فما يزال الصراع قائماً، وجوهر ما نادت به الثورة هو الديمقراطية والحرية وإقامة حكم رشيد ونزيه، وهذه مطالب لن تسقط مهما اشتد الحصار والقمع».

وأضافت أن كل ثورة عظيمة تليها موجات متتالية لا تنتهي حتى تحقق أهدافها كاملة في العبور بشعبها نحو ضفاف الحياة الحرة والكريمة.

وأشارت «كرمان» إلى أن تمدّد «الحوثيين» واتساع سيطرتهم بالقوة على المناطق، وما يصاحب ذلك من إضعاف للدولة وتقويض لفكرة القانون، يخلق المبرر والغطاء للانفصال، لكن عملية تقسيم اليمن لن تجلب الاستقرار، فما يحقق الاستقرار هو إقامة دولة الحق والمؤسسات والمواطنة المتساوية.

وأوضحت أن الحسابات الإقليمية والدولية غالباً ما تكون خاطئة في اليمن والمنطقة، وأن الذين باركوا اجتياح «الحوثي» للعاصمة والمدن بالصمت والدعم والمهادنة، لن يكونوا في مأمن من عواقبها الوخيمة، وهو ما يمثل جزءا من معضلة اليمن.

واعتبرت «كرمان» أن ما حدث للجيش لا يمثل انهيارا بقدر ما هي أوامر تلقاها الجيش من غرفة عمليات واحدة تدير مليشيات «الحوثي» وتديرها قيادات الجيش التي لا تزال تدين بالولاء لـ«صالح» ونجله، بعد أن تركهم «هادي» في مواقعهم التي شغلوها بالمحسوبية والولاء المناطقي، موضحة أن قيادات الألوية العسكرية تكاد تكون محتكرة على منطقة واحدة، مع أن «الحوثيين» يقولون إن دخولهم إلى صنعاء تم بتنسيق مع سياسيين وقادة عسكريين وسفارات أجنبية أيضاً.

كما وجهت «كرمان» رسالة إلى زعيم «أنصار الله»، «عبدالملك الحوثي» قائلة: «حروبك في البيضاء والجوف وعمران لن تجعل منك قائداً وطنياً، وستكون أميراً من أمراء الحروب، ما يجعلك قائداً وطنياً هو أن تتخلى عن السلاح وتعمل على بناء يمن قوي وعادل بالتشارك مع جميع اليمنيين، وفي اليمن متسع ووفرة للجميع، فهيا بنا لنقيم دولتنا الوطنية ونبني مستقبلنا المشترك».

وحول مستقبل اليمن خلال المرحلة المقبلة قالت «كرمان»: «إنه يمكن حدوث على مئات السيناريوهات، لكني سوف أتمسك بسيناريو واحد، وهو أن اليمنيين سيصلون إلى حلول تخرجهم من هذا المأزق، أنا يمنية، واليمني دائما ينتصر في النهاية، مهما كانت الصعاب والتحديات».

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن توكل كرمان جائزة نوبل علي عبد الله صالح عبد ربه منصور هادي الحوثيون ميليشيات الحوثيين حزب الإصلاح أنصار الله عبدالملك الحوثي

الحوثيون يحشدون لاقتحام تعز.. ومحادثات لأول مرة بين الإخوان و«عبدالملك الحوثي»

«الإصلاح» يتهم قادة «المؤتمر الشعبي» بالتواطؤ مع ميليشيات الحوثي

«توكل كرمان» تتحدي ميليشيات الحوثي حول إثبات تلقيها تمويل

«القدس العربي»: السعودية تدفع ثمن ارتباك سياستها في اليمن

مجلس الأمن يشيد بعودة «الرئيس الشرعي» في اليمن إلى التحرك بحرية

«توكل كرمان» تتهم المخلوع «صالح» بارتكاب «مجازر» وتدعو لمحاكمته