«القدس العربي»: السعودية تدفع ثمن ارتباك سياستها في اليمن

الأحد 28 سبتمبر 2014 10:09 ص

قالت صحيفة «القدس العربي» إنه لم يصدر من السعودية أي بيان أو موقف يبين موقف المملكة تجاه تطورات الأحداث الأخيرة في اليمن وسقوط صنعاء بيد «الحوثيين» الذين استولوا على مفاصل السلطة.

وأضافت الصحيفة أن التكهنات المتناقضة تتزايد حول حقيقة الموقف السعودي من هذه التطورات الدراماتيكية في صنعاء، ووصلت إلى حد اتهام السعودية بأنها عقدت صفقة مع إيران تسمح لـ«الحوثيين» بالاستيلاء على السلطة.

ويشير من يطلقون هذه التكهنات إلى سقوط صنعاء في قبضة «الحوثيين» يوم اجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير «سعود الفيصل» بنظيره الإيراني «محمد جواد ظريف» في نيويورك، كما يشير هؤلاء إلى وقوف الرياض «متفرجة» وهي ترى تقدم «الحوثيين نحو محافظة عمران ومن ثم إلى العاصمة صنعاء، ويشير هؤلاء أيضا إلى تخلي الرياض عن حلفائها التقليديين في اليمن «آل الأحمر أصحاب النفوذ والحظوة سابقا في اليمن، لارتباط رموز منهم بالتجمع اليمني للإصلاح، وهو الفرع التنظيمي للإخوان المسلمين في اليمن».

كما أضافت الصحيفة أنه من المعروف أن السعودية ودولاً خليجية أخرى أعلنتها حرباً صريحة على «الإخوان»، بل صنفتهم المملكة جماعة إرهابية.

فبعد دعوة السعودية لـ«الحوثيين» مرارا للانسحاب من صنعاء وتطبيق اتفاق «السلم والشراكة» عبر بيانات مجلس الوزراء السعودي وعبر كلام صريح قاله الأمير «سعود الفيصل» الأسبوع الماضي، تبين أن الرياض ترى أن «الحوثيين» انقلبوا على الاتفاقية بعد توقيعها، ووسعوا رقعة انتشارهم العسكري، وسيطروا على صنعاء، لإقصاء كافة اليمنيين وليس فقط «الإخوان المسلمين».

ولكن هذا ليس بكاف خصوصا أن «الحوثيين» المدعومين من طهران، ينظرون للرياض بـ«عدم ود» إن لم نقل بعداء، بعد معركتهم الخاسرة مع السعودية وتأديب الجيش السعودي لهم في أواخر عام 2009، ولاشك أن استيلاء «الحوثيين» على الحكم في اليمن سيجعل في جنوب المملكة دولة «معادية» ومصدرا للقلق الأمني والسياسي.

وقالت الصحيفة يبدو أن الرياض تدرك أن المنتصر الحقيقي من الأحداث الأخيرة في اليمن هو الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» وليس «الحوثيين» فقط، ويرى أصحاب هذا الرأي أن الرئيس السابق استخدم «الحوثيين» كأداة ومطية امتطاها ليستعيد نظامه الذي افتقده قبل أكثر من عامين، حين تخلى عن السلطة بفعل الضغوط السعودية والخليجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الذي لم ينتبه إليه من وضعوا المبادرة الخليجية، حين أعطوا الرئيس السابق الحصانة القضائية والامتيازات الرئاسية، أنهم سمحوا له بان يبقي بيديه مفاتيح المال والنفوذ، لم ينتبه إلى ذلك سوى القطريين الذين تحفظوا على بعض بنود المبادرة الخليجية، فانسحبوا منها.

وها هي المبادرة تثبت فشلها ـ رغم أنها أصبحت دولية ـ وتثبت وجود ارتباك سعودي متكرر بمعالجة الأزمة اليمنية، فالسعودية اعتمدت على الأمم المتحدة وراهنت على الرئيس «عبدربه منصور هادي» «الذي اثبت فشله»، فمبعوث الأمم المتحدة اثبت «عدم معرفة ودراية» بمعالجة المواضيع اليمنية، حيث لا يعلم عن اليمن شيئا قبل توليه مهمته، ولا يعلم أنهم في اليمن من الممكن أن يوقعوا عشرات الاتفاقيات والمعاهدات ولكن سرعان ما يمزقونها إن لم تكن هناك ضمانات أكيدة تجبر الأطراف على الالتزام، والأدهى أن السعودية تركت للأمين العام لـ«مجلس التعاون الخليجي» أيضا ـوهو ليس بصاحب خبرة وحنكة سياسيةـ التعامل مع الملف اليمني  وهو واحد من أخطر المواضيع المعني بها مجلس التعاون.

وأكدت الصحيفة أن الوضع في اليمن وتطوراته المقبلة لن تكون مريحة للسعودية، فإذا كان ما جرى انتصاراً لـ«الحوثيين» فهذا يعني أن هناك دولة معادية ستقوم هناك، وإذا ما كان انتصاراً للرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»  فان السعودية ستتعامل مع نظام «معاند» سيعمل على ابتزازها، وبالطبع لن يعود «صالح» رئيسا لليمن ولكن سيكون هو «الزعيم»  للنظام الجديد، ولاشك أن السعودية الآن تعمل على إعادة النظر بسياستها في اليمن، وهذا يتطلب الكثير من إعادة النظر بالأساليب وبالتحالفات التي راهنت عليها خلال العامين الأخيرين خصوصا أن البعض يتوقع أن لا يستقر اليمن على وضعه، خصوصا إذا ما دب الخلاف والنزاع بين أنصار الرئيس اليمني السابق مع «الحوثيين» وهذا أمر متوقع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الحوثيين الإخوان المسلمين علي صالح اليمن

الثمن الباهظ للتخلي عن اليمن

اليمن إذ يسقط بيد الثورة المضادة والغطرسة الإيرانية

الإمارات والسعودية تحالفا مع إيران لإزاحة الإسلاميين من المشهد اليمني بأيادي الحوثيين

سر الصمت السعودي في أحداث اليمن ​وعواقبه ​

وزراء ‏داخلية‬‏ التعاون الخليجي‬‏: لن نقف مكتوفى الأيدي أمام التدخلات الخارجية باليمن

ميليشيات الحوثي تفرض سيطرتها على السفارة السعودية بصنعاء

اليمن كعنصر في حسابات الصراع السعودي الإيراني

الوضع في اليمن لا يسر السعوديين

السعودية تنفي خبر الافراج عن الدبلوماسي المختطف لدى القاعدة «عبدالله الخالدي»

«كرمان» تتوقع موجة ثورية جديدة في اليمن وتصف «صالح» بـ«مهندس الخراب»

المركزي اليمني لا يتوقع طلب السداد المبكر لقرض سعودي بقيمة مليار دولار

الحكومة اليمنية تسدد رواتب الموظفين عبر الاقتراض من المصارف