القمة الخليجية وحوار الأديان وارتباك سوق النفط العالمي من أبرز افتتاحيات الصحف الخليجية

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 12:12 ص

تنوعت الهموم المحلية والإقليمية والدولية افتتاحيات الصحف الخليجية، فبينما تناولت صحيفة  «الرياض» السعودية الحوار الإسلامي المسيحي من خلال الفاتيكان اختارت صحيفة «السياسة» قمة دول الخليج المقبلة في الدوحة باعتبارها منعطفا مهماً في تجديد البيت الخليجي وكان من الطبيعي أن تفرد الصحف الإماراتية افتتاحياتها لمناسبة اليوم الوطني وشاركتها بعض الصحف السعودية منها على سبيل المثال لا الحصر صحيفة «المدينة».

الصحف السعودية

صحيفة «الرياض» تناولت شأنا مختلفا حيث تناولت الصحيفة في افتتاحيتها التي يكتبها رئيس التحرير «يوسف الوبليت» حوار الأديان وتحديدا الحوار مع الفاتيكان قائلة: «في السبعينيات من القرن الماضي أرسل المغفور له الملك فيصل وفداً كبيراً برئاسة وزير العدل آنذاك الشيخ محمد الحركان لزيارة الفاتيكان وذلك لإيجاد حوار مسيحي - إسلامي يفتح النوافذ لزيارات أخرى؛ حيث قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بتاريخ 6/11/2007 بلقاء مع البابا «بنديكتوس» وقبل ذلك زار المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز الفاتيكان، ثم سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أي أن المملكة سباقة في إيجاد تقارب مع أعلى مركز مسيحي لاستمرار الحوار ونبذ العداء التاريخي الموروث منذ عصور الحروب الدينية، ومضاعفات العداء بين الأديان التوحيدية، حتى أن الملك عبدالله هو صاحب مشروع حوار الأديان والمذاهب وتأسيس مراكز لهذه الغاية، خاصة أمام طوفان التطرف والعنف والذي لحق المسيحيين بالمشرق العربي، كما نال الجاليات الإسلامية أو المسلمين الأصليين في بلدان مسيحية أو أتباع ديانات أخرى، وحين تأتي اللقاءات من أهم قاعدتين للديانتين فإن الهدف هو الوصول إلى سلام شامل يلغي قطيعة تاريخية طويلة، ويؤسس لعالم آخر للتعايش الذي تحتاجه البشرية أمام التفسخ الأخلاقي ومضاعفات الإلحاد وخاصة في أوروبا..».

وواصلت الصحيفة القول «وكمجاراة لتلك الخطوات وغيرها في سبيل تضييق الهوة بين الأديان رأينا وقرأنا تصريحاً لقس بريطاني يقترح قراءة القرآن الكريم بمراسم تتويج ملك بريطاني، وصادف بنفس التوقيت الزمني أن صلى بابا الفاتيكان الراهن بالمسجد الأزرق في تركيا..».

وأضافت الصحيفة «والحقيقة أن هذه الخطوات، وإن لم تصل إلى ذروتها في التواصل وإلغاء حدود الخلافات والعداوات التاريخية، فهي مقدمات لسلوك جديد يضعنا أمام مرحلة قد تجعل التقارب ضرورة طالما هناك قواسم مشتركة تفرض على الجميع رفع مستوى العلاقات لما يخدم ليس فقط القيادات الدينية وإنما يرفعها لتكون مصدراً لوقف الهجمات المتبادلة من جماعات تلتقي عند عبادة الله وحده..».

وطالبت الصحيفة بالاستمرار في الحوار حتي لو رفضه البعض قائلة: «هذه التحركات ستواجه من طرفي الحوار واللقاءات بعناصر ترفض أي خطوة في الاتجاه الإيجابي، لكن ذلك لا يعني إجماعاً على الرفض، لكن ما يهم هو كيف نصل إلى قيمة مضافة تؤكد نبذ تلك القطيعة في وقت نعرف أن الإسلام هو من اعترف بنبوة موسى وعيسى ورفعهما إلى مستوى القداسة، وتحريم التعرض لهما بأي تجريح أو سب، وهو ما يجب أن يقابل بذات القيمة من اليهود والنصارى إذا ما علمنا أن العالم يتسع للتسامح والعيش مهما كان معتقد الشعوب والجماعات..».

أما صحيفة «المدينة» قد تناولت الوحدة الخليجية بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات حيث قالت الصحيفة: «في المقارنة بين التجربة الوحدوية لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية سنجد أن النجاح الذي شكل القاسم المشترك بين التجربتين - والذي تعتبر الاستمرارية والثبات وتوحيد الكيان والإنسان على أرض الآباء والأجداد من أبرز مؤشراته - يعود بالدرجة الأولى إلى توفيق الله سبحانه وتعالى ثم إلى القيادة الحكيمة والعبقرية السياسية والفكر الإستراتيجي الوحدوي لكل من مؤسسي هذين الكيانين الشامخين، وهو ما يدفعنا إلى القول إنه كما تدين التجربة الوحدوية السعودية بالنجاح للقائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - فإن التجربة الوحدوية الإماراتية تدين هي الأخرى بنجاحها إلى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - يرحمه الله - وحيث حافظت التجربتين على هذا النجاح بكل ما تضمنه من إنجازات من خلال تمسك الخلف بالنهج السليم والمنهج القويم الذي وضعه المؤسسين الكبيرين.

وواصلت الصحيفة القول «لذا فعندما تحتفل الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني الثالث والأربعون».

واختتمت الصحيفة بالقول «إن الفكر الإستراتيجي الوحدوي الذي يميز التجربتين السعودية والإماراتية يعتبر ركيزة هامة للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- من أجل الانتقال من التعاون الخليجي إلى الاتحاد الخليجي الذي يوفر الضمانة الأكبر للمضي قدمًا في مسيرة التنمية الشاملة لدول مجلس التعاون الخليجية والحفاظ على أمنها واستقرارها وإنجازاتها».

أما صحيفة «الاقتصادية» فقد تناولت موضوعا اقتصاديا بطعم السياسة ناقش موضوع البترول ومستقبله تحت عنوان «النفط...حالة من التشبع ومرحلة غموض» وقالت الصحيفة: «بعد اجتماع دول منظمة أوبك، من الواضح تماما أن مشكلة انخفاض أسعار النفط غير دقيقة الملامح بعد، وما زالت دول أوبك منقسمة حول نفسها فيما يتعلق بالأسباب الرئيسة التي تسببت في تراجع الأسعار بهذه السرعة، في الوقت الذي بنت فيه معظم الدول خططها على استقرار الأسعار عند حدود 80 دولارا، ويبدو أن الخلاف تجاوز قضية الأسباب إلى قضية الاستقرار نفسها، فما السعر الجديد لتوازن السوق، ومن المحرك الرئيس لهذا التوازن؟».

وأضافت الصحيفة «أوبك لم تتفق على تعديل مستوى الإنتاج، وهذا في حد ذاته دليل كافٍ على أن معظم دول أوبك ترى التراجع الحالي مؤقتاً وليس سعر التوازن، ولذلك فإنها تسعى إلى المحافظة على الحصص بدلاً عن الأسعار، ذلك أن أي خلل الآن في مستويات الحصص سيصعب تعديله فيما لو عاودت الأسعار ارتفاعها، واستطاعت دول أخرى من خارج أوبك أن تزيد من حصصها على حساب دول أوبك، وهذا منطقي إلى أبعد حد، خاصة أن دولاً كبرى في عالم إنتاج النفط تقع خارج منظومة أوبك. لا تريد دول "أوبك" القيام بمغامرة من جانب واحد للمحافظة على الأسعار، وبهذا نفهم من تصريح وزير البترول السعودي، أن القضية عرض وطلب، وأن التدخل في هذه الآلية حاليا ليس في مصلحة السوق، وأن دور المملكة ودول أوبك هو المحافظة على مصالح جميع الأطراف، والحفاظ على سوق ذات آليات صحية يمكن قراءتها والتعامل معها».

البعض يرى أن مشكلة الأسعار تتعلق بارتفاع الإنتاج من النفط الصخري، وهذا له دليل ملموس من واقع السوق العالمية، خاصة الطلب من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، لكن من المعروف أن النفط الصخري مكلف، ولهذا كانت هناك فرضية سائدة طوال فترة ارتفاع الأسعار نهاية العقد الماضي وبداية العقد الحالي، تقول إن زمن النفط الرخيص قد انتهى، لهذا فإن من يتمسك بهذه الفرضية يعتقد أن ما يحصل الآن للأسعار هو تصحيح جزئي؛ كي تمتص فائض السعر الذي نتج عن دخول النفط الصخري، لكن ذلك لن يعود بالأسعار إلى ما قبل عام 2003، وهذا أيضا يجعل الدخول في مغامرة لتعديل الحصص أمرا غير محمود، ونتائجه غير مضمونة.

واختتمت الصحيفة بالقول «الحقيقة أن اجتماع أوبك الذي انتهى إلى عدم تعديل الحصص والإنتاج، يشير إلى أمرين، أولهما أن السوق النفطية تتحكم فيها قوى العرض والطلب فعلا، ولهذا فهي تمر بمرحلة غموض، وليس لدى جهة معينة سبب واضح لتراجع الأسعار، ولا يملك أحد الإجابة عن أسعار التوازن الجديدة التي تستهدفها السوق، أو (وهذا هو الأمر الآخر) أن السوق تمر بحالة مؤقتة من التشبع في جانب العرض، وذلك نظرا لتراجع أداء الكثير من الاقتصادات العالمية، وقدرة الولايات المتحدة على إنتاج النفط الصخري، لكن هذه حالة مؤقتة وستعود الأسعار إلى طبيعتها التي تعكس واقع العرض والطلب. وفي كلتا الحالتين فإن الخطوة التي اتخذتها دول أوبك وتمسكت بها المملكة من عدم المجازفة بتعديل سقف الإنتاج هو القرار الصحيح في مثل هذه الظروف».

الصحف الكويتية

أما صحيفة «السياسة» الكويتية فقد تناولت «القمة الخليجية» المرتقبة بالدوحة من خلال مقال كاتبها «داود البصري» وهي من المرات القليلة التي تتطرق فيها الصحف الخليجية لهذه القمة وقال الكاتب:«في قمة الدوحة الخليجية الخامسة والثلاثين تجتمع وفي صورة تاريخية نادرة كل عوامل النجاح والتقدم، وتهيأ فرصة قديمة لإعادة صياغة إدارة المنظومة الخليجية على أسس جديدة من التضامن والتلاحم وشد الأزر وصولا لمرحلة الوحدة الخليجية الكاملة الشاملة التي تتطلع إليها شعوب الخليج العربي, فمنذ أن تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية العام 1981 على إيقاع صدى مدافع الحرب العراقية الإيرانية، عاشت المنطقة متغيرات كونية وإقليمية كبرى تركت مؤثراتها الواضحة على البنية العامة للمنطقة , وفرضت تحديات سياسية وأمنية واقتصادية صعبة للغاية، كما دفعت الشعوب من أرزاقها وحتى مستقبلها ثمن فواتير التغيير المفروضة، وقد قدر للمنطقة أن تعيش إرهاصات وتداعيات حروب دموية صعبة تكرست مع الاحتلال العراقي لدولة الكويت العام 1990 ولم تنته بحرب احتلال العراق أميركيا العام 2003 والتي ما زالت تداعياتها تضرب بعنف وقسوة بلاد الرافدين وتهدد بتعكير السلم الأهلي في تردداتها المزعجة حتى ضمن الإطار الخليجي».

وأضاف «لقد مرت ثلاثة عقود ونصف على انبثاق مجلس التعاون الخليجي وصمد وأستمر في العمل رغم الأزمات الطارئة والخلافات الطبيعية التي تحدث بين الفينة والأخرى وأثبت وجوده الفاعل ضمن المؤسسات الدولية وأكد على حيويته من خلال حرص قادة الخليج العربي برغم كل عوامل الإحباط أحيانا بالتمسك بصيغته والعمل على تطويره وصولا للأهداف العليا الخليجية المرسومة والمقررة سلفا، لربما لم تنضج الظروف العامة لإحداث التغيير النوعي والكمي باتجاه الوحدة الخليجية الكاملة , إلا أن العزم والإصرار يظلان محور العمل الخليجي المشترك، في قمة الدوحة الحالية ثمة آمال وتطلعات كبرى بإنجازات كبيرة ودولة قطر تقود العمل الخليجي المشترك برؤية حضارية وطاقة شابة متجددة وعزم أكيد على تحقيق وترجمة النوايا الطيبة لخطط إصلاح وتطوير ميدانية كبرى, فالقيادة الشابة والإرادة الصلبة لدولة قطر لا تعترف إلا بعنوان واحد وهو لنجاح ولا شيء سوى النجاح!, ورسو السفينة الخليجية في ميناء الدوحة معناه كبير وهو أن يد النجاح القطرية ستبذل قصارى جهدها في ضوء المتغيرات الأخيرة من أجل الخروج بمقاربات سياسية واقتصادية كبرى من أجل الإسراع بتنفيذ كل الاتفاقيات المؤجلة، والعمل الحقيقي والجاد على تفعيل مسيرة الوحدة الخليجية وتعزيز التضامن العربي وتحريك ملفات الإصلاح والتغيير بخطوات سريعة تسابق الزمن لإنجاز ما تخلف الركب الخليجي عن إنجازه، فالأوضاع الدولية الصعبة والتحديات الأمنية المقلقة المحيطة بدول الخليج العربي تحتاج لقيادة سياسية واعية ونشطة وذكية لإدارة الملفات المعقدة وفي دولة قطر تتواجد اليوم كل هذه الصفات وتجتمع كل عوامل النجاح، فقطر في البداية والنهاية هي العنصر».

وواصل قائلا: «والعضو الفاعل في المجموعة الخليجية وأثبتت قيادتها مستوى عال من الإدارة الصحيحة والتفكير السليم وكسبت احترام العالم وثقة الشعوب وهي اليوم تجتهد وتعمل لإنجاز ورشات العمل الكبرى التي تخوضها ضمن رؤية قطر 2030 بعد أن تبددت وفشلت كل صيغ ورياح الاستهداف المسيء للدولة، فقيادة دولة قطر في حالة انشغال تام بإنجاز ورشات العمل الكبرى ومن ضمنها بطبيعة الحال إعادة ترتيب البيت الخليجي وحتى العربي ضمن حالة التطوير والإصلاح المستمرة بوتائر لا تعرف الكلل ولا الملل».

واختتم بالقول «قمة الدوحة الخليجية ستكون منعطفا مهماً في تجديد البيت الخليجي وفي زرع كل عوامل الثقة بالمستقبل وفي لم شعث شعب الخليج العربي والانطلاق في قاطرة الوحدة الخليجية عبر تفعيل التلاحم وتجسيد الإنجازات المشتركة، والعمل الجدي والحثيث تحت قيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التي أضحت اليوم محورا إقليميا مهما، وحالة شامخة من حالات النجاح الدائم والعزم الأكيد.. قمة الدوحة الخليجية هي القمة المحورية في الزمن العربي والخليجي الصعب».

الصحف الإماراتية

أما الصحف الإماراتية فقد سيطر عليها الشأن المحلي بامتياز وذلك بمناسبة اليوم الوطني الـ43 للإمارات حيث تناولت الافتتاحيات جهود مؤسسيي دولة الإمارات ودورهم الوطني وصولا إلي الشيخ «خليفة أل نهيان» الحاكم الحالي للبلاد كما تناولت المقالات ما حققته الدولة من إنجازات على مدار سنوات الاتحاد وما وصلت إليه من تقدم وتطور في كل مجالات الحياة مؤكدة أن الثاني من ديسمبر/كانون الأول هو يوم لتعميق حب الوطن وتعزيز قيم الانتماء والولاء وإعلاء لقيم الاتحاد وترسيخ ثوابته.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الكويت الإمارات القمة الخليجية دول مجلس التعاون الخليجي أوبك أسعار النفط اليوم الوطني

احتجاجات تبرئة «مبارك» وخلافات «الحراك» اليمني ونزيف بورصات الخليج تتصدر مانشيتات الصحف العربية الصادرة بلندن

إنهاء الاحتلال الصهيوني وقضايا الإرهاب والوفاء لـ«مبارك» تتصدر افتتاحيات الصحف الخليجية

الصحف السعودية غارقة في الشأن المحلي والإماراتية تتناول «ترنسيفير ليبرمان» والعنف في ليبيا وعودة دفء العلاقات مع الدوحة

الاستيطان اليهودي والأوضاع في سوريا وليبيا والنووي الإيراني تتصدر افتتاحيات الصحف الخليجية

القمة الخليجية بالدوحة والملف السوري يتصدران افتتاحيات الصحف القطرية

الانتخابات التونسية والبحرينية والأزمة السورية تتصدر افتتاحيات الصحف السعودية والإماراتية

الشأن المحلي يتصدر الصحف السعودية والقضايا العربية تحظى باهتمام الإماراتية