أسلحة ثقيلة تصل لـ«الحوثيين» عن طريق البحر وتضارب الأنباء حول استقالة وزير الدفاع

الأحد 7 ديسمبر 2014 07:12 ص

أكدت مصادر مطلعة في صنعاء والحديدة أن شحنات من الأسلحة الثقيلة ومصدرها إحدى الدول الإسلامية (يُعتقد أنها إيران)، دخلت إلى اليمن عبر سواحل البحر الأحمر في مينائي ميدي والحديدة وساحل الخوخة السياحي.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن معظم القوات الملاحية في البحرية وأيضا خفر السواحل باتت تحت سيطرة «مليشيات الحوثيين».

كانت الولايات المتحدة قد أعلنت في أكثر من مناسبة خلال العام الماضي عن تمكن قواتها –بالمشاركة مع القوات اليمنية- من ضبط أكثر من شحنة أسلحة إيرانية متوجهة إلى الحوثيين في اليمن، حسب ما أكدت ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية للشئون السياسية.

ومن أهم تلك العمليات ضبط سفينة الأسلحة الإيرانية «جيهان 1» في يناير 2013 بالقرب من المياه الإقليمية اليمنية بمساعدة قوات أمريكية، والتي اتهم فيها مسؤولون يمنيون وأمريكيون إيران بمحاولة دعم جماعة الحوثي المسلحة، وأنصار الحراك الجنوبي المسلح ، ويشير مراقبون أنه ومنذ سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في سبتمبر /أيلول الماضي باتت عملية الحصول على السلاح أكثر سهولة بسبب سيطرة الحوثيين على منافذ الملاحة البحرية وخفر السواحل.

ويشير المراقبون إلى وجود أدلة تشير إلى من المؤامرة داخل قوات الجيش من قبل القيادة العسكرية المحسوبة على الرئيس السابق «علي عبدالله صالح» مع مسلحي جماعة الحوثي، مضيفة أن أيا من ممتلكات «صالح»، وهي كثيرة، عينية ومالية لم يتم مسها على الإطلاق من قبل «ميليشيات الحوثيين»، في صنعاء وعدن والحديدة وتعز وغيرها من المناطق.

وتتضمن الأسلحة معدات ثقيلة ورشاشات سريعة تستخدم في مداهمة المنازل والمنشآت، إضافة إلى ألغام لتفجير المعسكرات، في وقت تزايدت فيه حركة الاحتجاجات في الشارع اليمني ضد «الحوثيين» من أجل المطالبة بخروج ميليشياتهم من داخل المدن والقرى، بعد التصفيات التي أقدموا عليها واستهدفت خصوما سياسيين.

في غضون ذلك، قتل صحفي أميركي ومواطن جنوب أفريقي، أثناء محاولة تحريرهما في جنوب البلاد، وأعلنت السلطات اليمنية مقتل 10 من عناصر تنظيم «القاعدة».

وذكر مصدر في وزارة الدفاع اليمنية أن 10 من عناصر تنظيم «القاعدة» لقوا مصرعهم في عملية عسكرية نوعية يُعتقد أنها مشتركة بين قوات يمنية وأميركية.

وأضاف المصدر أن العملية تمت في محافظة شبوة، وتحديدا في وادي عبدان آل دقار، وذكرت المصادر أن العملية استهدفت تحرير الصحفي الأميركي «لوك سومرز» والرهينة الجنوب الأفريقي «بيير كوركي»، وأنها جرت بعد نشر «القاعدة في جزيرة العرب» مقطعا مصورا على الإنترنت الخميس، يهددون فيه بقتل «سومرز».

وأشارت المعلومات إلى أن حياة «سومرز» كانت في خطر محدق، كما أوضح الرئيس الأميركي «باراك أوباما» الذي أضاف أمس: «استنادا إلى هذا التحليل، وبمجرد توافر معلومات استخباراتية دقيقة وتخطيط للعملية منحت تصريحا للقيام بعملية الإنقاذ»، وقال «أوباما»: «نيابة عن الشعب الأميركي أتقدم بأحر التعازي لعائلة سومرز وأحبائه»، وتابع: «كما يظهر من خلال عمليات الإنقاذ هذه وعمليات سابقة فإن الولايات المتحدة لن تدخر جهدا في استخدام كل قدراتها العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية لإعادة الأميركيين إلى موطنهم سالمين أينما كانوا، وسيشعر الإرهابيون الذين يسعون لإيذاء مواطنينا بالذراع الطويلة للعدالة الأميركية».

وذكر «أوباما» أنه أصدر تفويضا أمس بتنفيذ عملية لإنقاذ «سومرز» ورهائن آخرين محتجزين في المنطقة ذاته، وقال إن الولايات المتحدة استخدمت كل الإمكانات المتاحة لها لتأمين الإفراج عن «سومرز» منذ خطفه قبل 15 شهرا.

وقال «أوباما»: «كان سومرز مصورا صحافيا سعى من خلال صوره لإظهار حياة اليمنيين للعالم الخارجي»، وأضاف: «عدم الاكتراث بحياة سوميرز بهذا الشكل القاسي هو دليل آخر على فساد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وسبب آخر لكي لا يتوقف العالم أبدا عن محاولة هزيمة آيديولوجيته الشريرة».

من جهته، قال رئيس جهاز الأمن القومي اليمني اللواء «علي الأحمدي» إن المسلحين خططوا لقتل «سوميرز» أمس، وأضاف «الأحمدي» في مؤتمر صحافي في العاصمة البحرينية المنامة: «توعد تنظيم القاعدة بإعدام سومرز، لذا كانت هناك محاولة لإنقاذه، لكنهم للأسف أطلقوا النار على الرهينة قبل أو أثناء الهجوم. لقد تم تحريره، لكنه كان قد مات بالفعل».

وحددت مجموعة الإغاثة «غيفت أوف غيفرز» هوية الرهينة الثانية، وقالت إنه جنوب أفريقي يدعى «بيير كوركي»، الذي كان من المقرر أن يتم إطلاق سراحه أمس، وتهريبه من اليمن تحت غطاء دبلوماسي، ثم مقابلة أفراد أسرته في بلد آمن ثم التوجه إلى جنوب أفريقيا.

ويأتي نبأ فشل عملية الإنقاذ بعدما تسبب هجوم أميركي بالطائرات التي تعمل من دون طيار في اليمن «الدرون» في مقتل 9 أشخاص يقال إنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة في وقت مبكر من أمس، على حد قول مسؤول رفيع المستوى في قوات الأمن اليمنية قبل انتشار نبأ مقتل «سومرز».

وجاء الهجوم الجوي في الفجر على شبوة، جنوب اليمن، حيث يشتبه في اختباء عنصر مسلح على حد قول المسؤول، ولم يفصح المسؤول عن المزيد ورفض الإفصاح عن اسمه لعدم التصريح له بالحديث مع الصحفيين.

وفي وقت متأخر من يوم أمس، قال شيوخ القبائل إنهم رأوا مروحيات تحلق فوق منطقة وادي عبدان في شبوة، ونادرا ما تناقش السلطات الأميركية الهجمات التي تقوم بها بطائرات من دون طيار في اليمن، والتي تثير امتعاض الكثير من اليمنيين بسبب ما تخلفه وراءها من ضحايا من المدنيين مما يجعل الهجمات ضد المصالح الأميركية مشروعة بالنسبة إلى كثيرين.

هذا وقُتل 6 من المشتبه فيهم على الأقل في هجوم جوي على المنطقة نفسها خلال الشهر الماضي.

وأقرّ اللواء «جون كيربي» المتحدث باسم وزارة الدفاع للمرة الأولى في بيان صدر يوم الخميس بتنفيذ هجوم جوي أميركي غامض استهدف إنقاذ «سومرز» الشهر الماضي، لكن تبين أنه ليس بذلك المكان.

وتعد الولايات المتحدة تنظيم «القاعدة» في اليمن أحد أخطر أذرع التنظيم لارتباطه بالكثير من المحاولات الفاشلة لضرب أهداف في الولايات المتحدة.

إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول استقالة وزير الدفاع اليمني اللواء «محمود الصبيحي»، بسبب هيمنة «ميليشيات الحوثيين» على معظم محافظات البلاد، وقال مصدر رئاسي يمني إن «الصبيحي» ما زال يجري مباحثات مع الرئيس «عبدربه منصور هادي» دون التوصل إلى حلول نهائية.

وتشير المعلومات إلى سعي «الحوثيين» وحشدهم من أجل السيطرة على محافظة تعز، وقالت مصادر إن آلاف المقاتلين توجهوا إلى مدينة تعز، في ظل استعداد المواطنين لقتالهم، وفي حال تمكن «الحوثيون» من السيطرة على تعز، فإنهم سوف يكونون بذلك قد أحكموا سيطرتهم على محافظات جنوب البلاد.

 

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

اليمن أنصار الله الحوثيين ميليشيات الحوثيين أوباما عبد ربه منصور هادي

الحوثيون يحشدون لاقتحام تعز.. ومحادثات لأول مرة بين الإخوان و«عبدالملك الحوثي»

«الحوثيون» يعتزمون فتح مكاتب لهم داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية

«الحوثيون» يسيطرون على مقر القوات البحرية ووزير الدفاع يوجه بإعادة هيبة القوات المسلحة

«واشنطن» تندد بـ«الحوثيين» في اليمن وتعرض دعمها لحكومة «هادي»

اتفاق بين السلطة المحلية وقبائل مأرب لمنع ميليشيات الحوثيين من دخول المحافظة

مستشار الرئيس اليمني يؤكد: جماعة «الحوثي» هي التي تحكم البلاد

اليمن : تعيينات غير معلنة لحوثيين فى مناصب قيادية بوزارة الداخلية

«الحوثيون» يرفضون عرض الرئيس «هادي» بتقسيم اليمن إلى 6 أقاليم فيدرالية