أفادت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الجمعة أن مليشيات «الحوثيين» تعتزم فتح مكاتب لها في وزارات ومؤسسات حكومية عدة، ليكون لهم ممثلون فيها لفرض سلطتهم على جميع مؤسسات الدولة بشكل رسمي.
وكشفت المصادر أن قيادات أمنية «حوثية» في صنعاء طلبت من مسئولين تجهيز مكاتب لها في تلك المرافق لتمارس عملها جنباً إلى جنب معهم والمشاركة في اتخاذ القرار والاجتماعات الرسمية بدعوى محاربة الفساد في تلك الوزارات.
وأوضحت المصادر بأن بعض المؤسسات استجابت للطلب وشرعت في تجهيز المكاتب المطلوبة لتمكينهم من مزاولة أعمالهم في حين رفضت مؤسسات أخرى ذلك.
وفي سياق متصل قال عضو المكتب السياسي لـ«الحوثيين»، «علي البخيتي» إن هناك تجاوزات تقوم بها اللجان الثورية التابعة لجماعته تحت مبرر مكافحة الفساد، مشيرا إلى أنها كادت أن تؤدي إلى كوارث، مضيفا أن زيارات هذه اللجان لبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية أثارت الكثير من اللفظ والأسئلة واستياء البعض الذين اعترضوا عليها.
وأشار إلى أنه يجب أن يكون أي عمل لمكافحة الفساد منظماً وعبر مؤسسات الدولة نفسها، وليس من خارجها وألا يتعارض ذلك مع النظام والقانون.
وعلى صعيد المواجهات الميدانية، فقد قتل عدد من مسلحي مليشيات «الحوثيين» وجرح آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وذلك بالتزامن مع تهديد تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب بتوجيه ضربات قاصمة لـ«الحوثيين»، في حين وقع أبناء قبيلة خبزة بالمحافظة و«الحوثيون» وثيقتين لإنهاء التوتر.
وأعلنت جماعة «أنصار الشريعة» المحسوبة على تنظيم «القاعدة» أمس الجمعة مسؤوليتها عن قتل 13 حوثيا في عمليتين منفصلتين وسط وجنوبي اليمن.
وقالت الجماعة في بيان نشرته على الإنترنت إن «مجاهديها» فجروا ظهر الجمعة عبوة ناسفة لدى مرور عربة عسكرية تابعة للحوثيين في طريق إمداد تابع لهم في منطقة مكيريب، في قيفة رداع كبرى مدن محافظة البيضاء وسط البلاد، وأسفر التفجير عن مقتل 12 حوثيا.
وفي العملية الثانية، قالت «أنصار الشريعة» إن «مجاهديها» قتلوا من سمّته الناشط «الحوثي»، «أبوسالم خالد أحمد» في مدينة لودر، بمحافظة أبين، جنوبي البلاد.
ولفتت إلى أن «أبوسالم» يعمل مهندساً للإلكترونيات وقد تم زرع عبوة ناسفة داخل جهاز تلفزيون وتفجيرها أثناء محاولته إصلاحه، موضحة أن القتيل كان ينشر ما أسمته «دعوة الحوثيين» في المدينة، وتأتي هذه الأحداث بالتزامن مع تسجيل بثته مواقع جهادية على الإنترنت، يتوعد فيها تنظيم «القاعدة» بتوجيه ضربة قاصمة لمسلحي «الحوثي».
وتخوض القاعدة مع «الحوثيين» مواجهات منذ أكثر من شهر في مناطق رداع بمحافظة البيضاء، تمكن «الحوثيون خلالها من السيطرة على معقلها الرئيسي في منطقة «المناسح».
وفي محافظة البيضاء أيضا، ذكرت صحيفة «أخبار اليوم» اليمنية أن «الحوثيين» وأبناء قبيلة خُبزة في رداع وسط اليمن وقعوا على وثيقتين لإنهاء التوتر في المنطقة ووقف المواجهات بين الطرفين.
وتحتوي الوثيقة الأولى على إلزام جميع المليشيات التابعة لـ«الحوثيين» بالخروج الكامل من جميع مناطق قرية خبزة، في حين تحتوي الثانية على التزام أبناء قبيلة خبزة بعدم الاعتداء على «الحوثيين» أو السماح لمسلحي «القاعدة بدخول منطقتهم لشن غارات أو هجمات على «الحوثيين».
يشار إلى أن ميليشيات «الحوثيين» سيطرت قبل أيام على خبزة بعد اشتباكات مع أبناء القبائل فيها أسفرت عن مقتل العشرات، معظمهم من «الحوثيين»، وتسيطر ميليشيات «الحوثيين» منذ 21 سبتمبر/أيلول على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، وما زالوا ينتشرون فيها رغم توقيعهم الملحق الأمني لاتفاق «السلم والشراكة» الذي ينص على سحب قواتهم من العاصمة.