كشفت وزيرة الإعلام اليمنية «نادية السقاف» أن الحكومة «قد تكون عاجزة عن دفع رواتب شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل»، وذلك في حال إذا لم تتلقى مساعدات من المملكة العربية السعودية.
وجاءت تصريحات وزارة الإعلام لتؤكد الأنباء حول عجز الحكومة اليمنية عن دفع الرواتب، وذلك في مقال نشر لها في صحيفة الجمهورية الخميس، وذلك تزامنا مع انطلاق مطالبات مليشيات الحوثيين للحكومة اليمنية بتجنيد 93 ألف من مقاتليها وأتباعها، مما يشكِّل ضغطًا مضاعفًا على الإقتصاد اليمني المنهار بالفعل نتيجة لما شهدته البلد من أحداث في الآونة الأخيرة.
وحتى الآن فمن غير المعلوم إذا ما كانت الحكومة اليمنية ستتلقى مساعدات من الخارج في ظل سيطرة ميليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة، ووفقا لموقع «يمن برس» فإنه من الواضح أن السعودية لن تقدم دعمًا آخرًا لليمن إلا إذا خرجت الميليشيات من العاصمة صنعاء في الوقت الذي يرفض فيه «عبدالملك الحوثي» تنفيذ اتفاق السلم والشراكة القاضي بالإنسحاب من العاصمة بعد تشكيل الحكومة ويصر على استمرار التواجد فيها.
ويأتي الإنهيار الإقتصادي بسبب الحرب التي خاضتها ميليشيات الحوثيين في عدد من المحافظات مما أدى إلى تدهور الإقتصاد الوطني وهروب رؤوس الأموال وعرقلة مؤسسات الدولة عن أداء مهامها، كما منع الحوثيين صرف أي إعتمادات مالية لإستيراد المشتقات النفطية مما تسبب بأزمة بها خاصة أزمة في مادة الديزل ويتوقع أزمة بنزين في الأسابيع القادمة.
وتسعى ميليشيات الحوثيين لتجنيد عشرات الآلاف من مسلحيها في قوات الجيش والأمن، حيث كشفت صحيفة «الشارع» اليومية قبل أيام، عن مطالبة الجماعة بتجنيد 93 ألفا من مسلحيها في قوات الجيش والأمن اليمني. حيث نقلت عن مصدر عسكري مطلع القول إن عملية تفاوض سرية تجرى بين السلطة في صنعاء وقادة الحوثي في صعدة، لتحديد أعداد المسلحين الحوثيين الذين سيتم إدخالهم بصفوف هذه القوات.
وأفاد المصدر العسكري بأن الحوثيين طالبوا بتجنيد 75 ألفا من مسلحيهم في قوات الجيش وأجهزة الأمن، إضافة إلى اعتبار 18 ألفا -قالت إنهم قتلوا أو أصيبوا خلال ثمانية الأشهر الماضية- جنوداً أساسيين بالجيش وصرف مرتبات شهرية لأسرهم.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس «عبدربه منصور هادي» عرض على الحوثيين تجنيد 20 ألفا من مسلحيهم، إلا أن قادة الحوثيين رفضوا عرض هادي وأصروا على تجنيد 93 ألفاً.
وأفاد المصدر العسكري بموافقة «عبدربه منصور هادي» على مطالب الحوثيين باستيعاب ضباط في مناصب عسكرية كبيرة، مضيفة أن الرئيس يبحث في توفير تعزيز مالي لاستيعاب آلاف من مسلحي الحوثيين في الجيش والأمن، بعد أن أبلغته وزارة المالية أنها غير قادرة على القيام بذلك.
يشار إلى أن اليمن يعاني من «شح» المشاريع التنموية والخدمية، نتيجة عدم تسلمه جزءا كبيرا من تعهدات المانحين رغم مضي عامين، لأسباب يعود معظمها إلى شروط صندوق النقد الدولي التي تتضمن إجراءات تقشفية مثل تقليص الدعم، كما يعاني اليمن عجزا كبيرا في موازنته العامة للعام الحالي، وكذلك ارتفاع الديْن العام للبلاد، وتراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي، إضافة إلى أزمات إنسانية اتسعت رقعتها على نطاق واسع خلال العام الجاري شمال وجنوب البلاد.
وبحسب تقارير حكومية، فإن ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة يعيشون على أقل من دولارين في اليوم، وتقدر البطالة بحوالي 35%، في حين تصل هذه النسبة بين الشباب إلى 60%. ويحتاج اليمن إلى 11.9 مليار دولار لمعالجة المشاكل التي تعصف به.