دعا «عبدالملك الحوثي» زعيم جماعة «الحوثيين»، مسلحي الجماعة إلى الجاهزية لمواجهة كافة الاحتمالات، مؤكدا على ضرورة ما أسماه «تطهير مؤسسة الجيش والأمن» من «المندسين والمخترقين» لها، مهددا بـ«خطوات حازمة وصارمة ».
وقال «الحوثي» في رسالة إلى مقاتلي الجماعة والذين يطلق عليهم اسم «اللجان الشعبية والثورية» أن الشعب اليمني يصر على استمرارية ما أسماها «الثورة» محددا ثلاث مسارات للمرحلة المقبلة، تتلخص في استمرار ما اعتبره مكافحة الفساد، وتحقيق الأمن والاستقرار وفرض الشراكة.
وحذر «الحوثي» من محاولات من أسماهم «بقايا الفاسدين وحماة الفساد الالتفاف على تلك النصوص وما تضمنته من استحقاقات مهمة»، وخاطب زعيم «الحوثيين» أنصاره: «والخلاصة أن مهمتكم الرئيسية الحفاظ على شعبنا اليمني العظيم وحماية ثورته وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار ومواجهة الأشرار»، على حد قوله.
مصدر يمني: «هادي» يسعي لتسليم الشمال للحوثيين
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع إن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» يسعى في هذه الأيام إلى تسليم محافظتي مأرب والجوف لـ«الحوثي» في إطار اتفاق رعته إيران.
ونقل موقع «إرم» عن المصدر قوله إنه خلال الأيام القادمة سيصدر «هادي» قرارا بتغيير محافظ مأرب «سلطان العرادة» بشخصية أخرى قريبة من «الحوثي» وهو بذلك يكون قد سلم مأرب لـ«الحوثي» بعد قرار مماثل في محافظة الجوف.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن هذا المشروع الخاص بتسليم الشمال لـ«الحوثي» يحظى بتأييد أمريكي بريطاني في إطار مؤامرة تستهدف السعودية، لإنشاء دوله شيعية في جنوب المملكة حيث النفط والأقليات الشيعية في نجران والقطيف».
وكان مراقبون ومحللون سياسيون قد قالوا عقب قرارات الرئيس هادي الأخيرة ، أن هذه القرارات جاءت نتيجة لتنسيق بين «هادي» و«الحوثيين» برعاية إيران ، ووصف المراقبون تلك القرارات بأنها تدشين لمرحلة جديدة من التحالفات بين «هادي» و«الحوثيين» ، وأن الخاسر من هذا التنسيق الجديد هو الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» والسعودية و«حزب الإصلاح».
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة، أن جماعة «الحوثي» كثفت الأسابيع الأخيرة من تحركاتها باتجاه السيطرة على محافظة تعز في جنوب صنعاء، ويحاول مسلحو «الحوثي» السيطرة على المحافظة بكل الطرق.
وتعد تعز من أكبر المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان، غير أن مواطنيها يرفضون أي سيطرة للجماعات المتشددة على المحافظة، وتعقد اجتماعات متواصلة للسلطة المحلية والمشايخ والقوى السياسية من أجل منع سيطرة الحوثيين على المحافظة أسوة ببقية المحافظات الشمالية والغربية.
وذكرت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن «الحوثيين» توسعوا في تشكيل المجالس العسكرية وأنهم شكلوا مجلسا عسكريا في تعز، واجتمعوا ببرلمانيين والسلطة المحلية، في محاولة لإقناعهم بتسليم المحافظة إلى «أنصار الله»، ورفض الجميع طروحات «الحوثيين»، وتسعى الجماعة المسلحة إلى تشكيل مجلسين مماثلين في محافظتي عدن ولحج، إضافة إلى تشكيلات عسكرية وفرق للمداهمة والتفجيرات، وعبرت مصادر عسكرية يمنية عن استغرابها لاستخدام الحوثيين طريقة تشكيل المجالس العسكرية، ووصف تلك المصادر هذا الأسلوب بأنه «نوع من الانقلاب العسكري ويتناقض مع أي عمل سياسي واتفاقات مبرمة في الساحة اليمنية».
وشكل «الحوثيون» مجالس عسكرية في المحافظات التي سيطروا عليها، ويقومون بإدارة الشؤون المالية والإدارية في مؤسسات الدولة اليمنية، سواء الإعلامية أو العسكرية أو المالية، إضافة إلى الشركات النفطية والطيران والمطارات.
وتؤكد مصادر يمنية أن مليشيات «الحوثيين» سينفذون حملة تجنيد واسعة النطاق، وبالأخص في أوساط المناطق التي تدين بالمذهب الزيدي، إضافة إلى شراء ولاءات آخرين في مناطق شافعية، هذا عوضا عن تعاملهم المباشر مع العسكريين الموالين للرئيس السابق «علي عبد الله صالح» والقوى المحلية المحسوبة على نظامه، وهم في مؤسسات الدولة والسلطات المحلية، وما زالوا يمارسون مهامهم بصورة كاملة.
كما ذكرت مصادر رسمية أن «الحوثيين» يرفضون صرف مرتبات موظفي المؤسسات الإعلامية إلا بموافقة ممثليهم المشرفين على تلك المؤسسات.