تعهد الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» بإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية التي يسيطر عليها «الحوثيون» منذ دخولهم العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأكد «هادي» خلال اجتماع مع مستشاريه واللجنة الأمنية العليا صباح اليوم الثلاثاء أن تلك الأوضاع «ستحل بصورة نهائية»، في إشارة منه إلى إنهاء تواجد «الحوثيين» في مباني الوزارات وإنهاء تدخلاتهم في أعمال الوزراء منذ دخولهم العاصمة صنعاء.
ودعا الرئيس اليمني إلى اجتماع عاجل للقوى السياسية الموقعة على «اتفاق السلم والشراكة» لاتخاذ إجراءات عملية وتنفيذية لتطبيق بنود الاتفاق بما فيها التزامات «الحوثيين» التي نصت على انسحابهم من العاصمة.
ووجهت الحكومة اليمنية دعوة للقوى السياسية الموقعة على «اتفاق السلم والشراكة» إلى لقاء عاجل اليوم الثلاثاء برئاسة الرئيس «عبدربه منصور هادي»، وبينما أكد الناطق باسم الحكومة أن «الحوثيين» يحاصرون منذ مساء أمس رئيس الوزراء «خالد بحاح» بعد محاصرتهم القصر الجمهوري، فيما تسود حالة توتر العاصمة صنعاء بعد اشتباكات بين «الحوثيين» وقوات الحماية الرئاسية سقط فيها ثمانية قتلى على الأقل وجُرح العشرات.
من جانبه قال عضو المجلس السياسي لجماعة «أنصار الله» (الحوثيين) «محمد البخيتي» إن ما حدث في صنعاء من اشتباكات ليس محاولة انقلاب وإنما جاء ردا على ما سماه العدوان الذي قامت به الحماية الرئاسية.
وأضاف أن الرئيس «هادي» يتعرض لضغوط من قبل أطرافٍ لا تريد تطبيق «اتفاق السلم والشراكة الوطنية».
وكان موكب رئيس الوزراء اليمني «خالد بحاح» قد تعرض في وقت سابق لإطلاق نار من «الحوثيين» بعد خروجه من اجتماع الرئيس «عبدربه منصور هادي» ومستشاريه بشأن بحث قضايا سياسية وموضوع وقف إطلاق النار.
في هذه الأثناء، قالت مصادر صحفية في اليمن إن هدوءا حذرا يسود شوارع صنعاء بعد الإعلان عن اتفاق جديد لوقف القتال بين الحرس الرئاسي و«الحوثيين» في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين صباح أمس الإثنين في محيط دار الرئاسة.
فيما قالت وزيرة الإعلام اليمنية «نادية السقاف» في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «الحوثيين» لا زالوا يحاصرون القصر الجمهوري ويتمركزون على المباني المجاورة.
وقالت مصادر إعلامية في صنعاء إن ميليشيات «الحوثيين» يستمرون في محاصرة دار الرئاسة، وسط هدوء حذر وانتشار كثيف للمسلحين بالعاصمة، في حين تستمر التحركات السياسية المكثفة بعد اجتماع دعا إليه الرئيس «هادي».
وأكدت أن اللجان الشعبية التابعة لجماعة «الحوثيين» ما زالت تحاصر القصر الجمهوري في صنعاء والمكان الذي يقيم فيه رئيس الوزراء «خالد بحاح»، مشيرة إلى انتشار كثيف لمسلحي «الحوثيين» في كل شوارع العاصمة تقريبا.
وأشارت إلى أن الهدوء الحذر يسود العاصمة على المستوى الأمني دون وجود اشتباكات أو إطلاق نار، في انتظار نتائج الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس «هادي»، كما أنه من المنتظر أن يلقي زعيم «الحوثيين»، «عبد الملك الحوثي» كلمة مساء اليوم.
من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية «راجح بادي» أنه لا معلومات حاليا حول اجتماع «هادي» مع اللجنة الأمنية، وتوقع حصول اتفاق في الاجتماع العاجل الذي دعا له مع الموقعين على «اتفاق السلم والشراكة» و«الحوثيين» من أجل تطبيع الأوضاع.
وأكد «بادي» أن اليمن أمام خيارين: أولهما الوصول إلى اتفاق وإنقاذ البلاد أو الاحتكام إلى السلاح في ما يشبه «الخيار الليبي»، حسب قوله.
وكان الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» دعا في أعقاب اجتماع عقده مع مستشاريه واللجنة الأمنية إلى عقد اجتماع عاجل للموقعين على اتفاق السلم والشراكة لما سماه «تطبيع» الأوضاع فورا في جميع وزارات ومؤسسات الدولة.
في المقابل، قال قياديون حوثيون إن «الحوثيين» سيطروا على تل النهدين واقتحموا دار الرئاسة قبل ساعتين من سريان وقف إطلاق النار مساء الإثنين.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن تلك القيادات تهديدها بـ«معاقبة» قائد قوات الحماية الرئاسية العميد «صالح الجعيملاني»، متهمين إياه بشن هجوم على نقاط التفتيش التابعة لهم في محيط دار الرئاسة، ومحلين إياه المسؤولية عن اندلاع المواجهات.