رفض «عبدالملك الحوثي» زعيم ميليشيات الحوثيين، القبول بنظام فيدرالي من ستة أقاليم كان قد صدر به قرار رئاسي قبل سيطرة «الحوثيين» على العاصمة صنعاء وعدد من مدن البلاد.
وكان مشروع التقسيم قد صدر بناء على تفويض للرئيس «عبدربه منصور هادي» من «مؤتمر الحوار الوطني»، وأقرته لجنة صياغة الدستور في مسودة الدستور الجديد التي ستوزع على اليمنيين خلال الأيام المقبلة لبدء النقاش حولها.
وأبلغ «الحوثي» لجنة رئاسية كلفها الرئيس اليمني بمقابلته في صعدة أمس الإثنين رفضه توزيع الدولة الاتحادية القادمة إلى ستة أقاليم، ومعارضته إشارة الدستور الجديد لذلك التوزيع.
لكن اللجنة الرئاسية تمكنت من التوصل لاتفاق مبدئي مع «الحوثي» على تشكيل اللجنة المشتركة المنصوص عليها في البند 16 من «اتفاق السلم والشراكة» الموقع في صنعاء عقب اجتياحها من «الحوثيين» في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
ووفقا لـ«وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ) فإن مهمة اللجنة ستكون متابعة تنفيذ بقية النقاط الواردة في «اتفاق السلم والشراكة» ومعالجة أي قضايا تكون مسار خلاف.
ويرفض «الحوثيون»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، وبعض القوى الجنوبية، نظام توزيع الدولة اليمنية الاتحادية المقبلة إلى ستة أقاليم، إذ يطالب «الحوثيون» بإعادة توزيع تلك الأقاليم للحصول على منفذ بحري ضمن الإقليم الذي يضم محافظات صعده وعمران وصنعاء وذمار التي يسيطرون عليها.
ويرى محللون سياسيون أن ميليشيات «الحوثيين» التي باتت تسيطر على عشر محافظات في الشمال اليمني تريد فرض الأمر الواقع وإلغاء الأقاليم الستة لتنفرد بالسيطرة على كل المحافظات الشمالية، مقابل إبقاء محافظات الجنوب في كيان موحد ضمن إقليم جنوبي، وهو ما توافق عليه «الحوثيون» و«الحزب الاشتراكي» اليمني والزعيم الجنوبي «علي سالم البيض»، بحسب تصريحات سابقة لقيادات «حوثية».
ونقلت صحيفة «أخبار اليوم» عن مصادر مطلعة قولها إن جهود مستشاري «هادي» باءت بالفشل مع «عبدالملك الحوثي» الذي أكدّ رفضه وجماعته لأي دستور ينص على 6 أقاليم، مؤكدا بأن أوضاع اليمن بعد 21 سبتمبر/أيلول ترفض إعادة توزيع وتقسيم الأقاليم .
وأفادت المصادر أن مستشاري «هادي» حذروا «عبدالملك الحوثي» من تداعيات رفض جماعته للدستور الجديد، وحمّلوه مسؤولية هذه التداعيات التي قد تحصل والتي منها نسف العملية السياسية والانتقالية برمتها ، ومخرجات «الحوار الوطني».
وأوضحت المصادر أن زعيم جماعة «الحوثي» لم يلقِ أي اهتمام لتلك التحذيرات، وأعطى مستشاري الرئيس محاضرة عن ما أسماها ثورة 21 سبتمبر/أيلول، وما حققته من انتصارات على قوة النفوذ والفساد.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة «الأولى» أن مستشاري الرئيس «هادي» أحرزوا اتفاقات وصفتها بالإيجابية مع زعيم جماعة «الحوثي» في صعدة .
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر خاصة إن من أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها والتي تتمثل بانسحاب «أنصار الله» (الحوثيين) من صنعاء بالتزامن مع استيعاب عناصرهم في الدولة، وأن محافظة تعز تبقى خالية من المظاهر المسلحة، شريطة قيام الأجهزة الأمنية بواجباتها، ومنح تراخيص حمل سلاح للشخصيات المستهدفة وبينها شخصيات «الحوثيين»