اقتحمت مليشيات «الحوثيين» في وقت متأخر من مساء أمس السكن الطلابي الخاص بطلاب كلية التربية بأرحب، وقاموا باختطاف خمسة من طلابه، كما قاموا بنهب محتوياته، ومن ثم تمركزا فيه.
وأفاد مصدر محلي بمديرية أرحب، أن عدد من مسلحي جماعة «الحوثي» قد قاموا قبل باقتحام منزل الشيخ «يحيى بن عبدالله العذري»، أحد كبار مشايخ قبيلة أرحب.
وأشار إلى أن مليشيات «الحوثي» وسعت من حملات المداهمة لمنازل قيادات وأعضاء في «حزب الإصلاح»، كما قاموا باختطاف العشرات من أنصار الحزب منذ أمس، مشيرا إلى أن عمليات المداهمة، والملاحقة لا تزال مستمرة.
وأكد شهود عيان بأن مسلحو جماعة «الحوثي» نصبوا العشرات من نقاط التفتيش في مختلف مناطق المديرية، وبالتحديد في المناطق التي يتواجد فيها أنصار «حزب الإصلاح»، كما أنهم يقومون بعمليات تفتيش دقيقه، للمواطنين، ويختطفون كل من يثبت أنه منتمي لـ«حزب الإصلاح».
وفي سياق متصل كشفت «أمة الله الزنداني» ابنة الشيخ «عبدالمجيد الزنداني» في منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن مصير والدها، وذلك بعد نشر وسائل إعلام تابعة لجماعة «الحوثي» أخبار بأن عناصر الجماعة ألقوا القبض على الشيخ «الزنداني» في مديرية أرحب بعد السيطرة عليها يوم السبت.
وأوضحت «أمة الله الزنداني» أن والدها في خير وعافية، كما أكدت مصادر مقربة من الشيخ «الزنداني»، في وقت سابق، أن «الزنداني» متواجد في مكان آمن ولا صحة للشائعات الإعلامية التي تقول أن الميليشيات التابعة لجماعة «الحوثي» قد ألقت القبض عليه.
وأوضحت المصادر أن الشيخ «الزنداني» غير متواجد في منطقة أرحب، مشيرة إلى أن هناك تعليمات أمريكية لجماعة «الحوثي» بضرورة إلقاء القبض على الشيخ أو تصفيته، هذا ولم تُحدد المصادر المكان الآمن الذي يتواجد فيه الشيخ «عبدالمجيد».
وقد سيطرت مليشيات «الحوثيين» على مديرية أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء معقل أبرز القادة القبليين في «حزب التجمع اليمني للإصلاح»، وتحدثت مصادر صحفية عن مشاركة قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق «علي عبدالله صالح» في عملية السيطرة على قرى أرحب، وأفاد مصدر «حوثي» بأن جميع مناطق أرحب سقطت وأصبحت تحت سيطرة مسلحي «الحوثيين» بما فيها قرية بيت الحنق.
وبحسب مصدر محلي فإن قوات الحرس الجمهوري المنحلة الموالية للرئيس السابق «علي عبدالله صالح» هي من تولت حسم القتال في أرحب، مشيرا إلى أنه منذ فجر السبت الماضي انتشرت قوات ودبابات الحرس الجمهوري، وحسمت القتال بشكل سريع بمساندة من مسلحي «الحوثيين».
قيادي بـ«الإصلاح» يتبرأ من مشاركته في لقاء تقارب مع الحوثيين الشهر الماضي
أعلن قيادي في حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (المحسوب على الإخوان)، الأحد، اعتذاره وبراءته من مشاركته في لقاءات تقارب حزبه مع جماعة الحوثي التي تمت أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رداً على «عدم جدية الحوثيين في التعايش وطي صفحة الماضي».
جاء ذلك في بيان لرئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح، «زيد الشامي»، نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مساء الأحد.
وكان حزب الإصلاح أعلن أواخر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي أنه أرسل وفداً مكوناً من رئيس كتلته البرلمانية «زيد الشامي»، وناطقه الرسمي ورئيس دائرته السياسية «سعيد شمسان»، للقاء «عبد الملك الحوثي» في معقله بمحافظة صعدة (شمال) بناء على رغبة مشتركة من الطرفين لتجاوز صراعات الماضي وإزالة التوتر القائم في اليمن.
وفي بيانه الذي حمل عنوان ”براءة واعتذار“، برر الشامي اعتذاره عن خطوة التقارب إلى أن «الحوثيين لم يبدأوا بأي خطوات جادة لمعالجة تجاوزات الماضي، بل استمرت اعتداءاتهم في أكثر من منطقة»، مشيراً على وجه التحديد إلى «عدم التزامهم (الحوثيين) بجهود لجنة الوساطة لوقف المواجهات مع القبائل في أرحب (شمال) والتي نكثوها بعد قرار القبائل بعدم المواجهة بتفجير سبعة منازل لقيادات إصلاحية ومقر للحزب ودار لتحفيظ القرآن الكريم ومسجد».
واعتبر القيادي الإصلاحي هذا الموقف من الحوثيين «دليلاً على أن دعوات السلم والشراكة والتعايش التي ينادون بها ليست جادة، أو أن قرارهم ليس بيدهم»، في إشارة إلى ولائهم لإيران التي يتهمها النظام اليمني بدعمهم.
وفي محاولة منه لإرضاء واحتواء غضب أعضاء حزبه الذين انتقدوا خطوة التقارب مع الحوثيين وغيرهم من أنصار الحزب، قدم «الشامي» اعتذاره لكل من هاجمه واستنكر خطوته وأكد ”صواب“ موقفهم.
وفيما لم يعلن «الشامي» صراحة وقف أي خطوات للتقارب مع الحوثيين، اكتفى بالإشارة إلى أن حزبه سيظل «ينشد السلام والتعايش والوئام، وأي دعوة جادة لتحقيق هذا الهدف النبيل ليس من المنطق عدم التجاوب معها».
وقالت مصادر قبلية إن مسلحين حوثيين فجروا خلال الساعات القليلة الماضية مقرين لحزب التجمع اليمني للإصلاح مع تدمير مركز لتحفيظ القرآن، و7 منازل في مديرية أرحب شمالي اليمن.
وأشارت إلى أن مسلحي الحوثي فجروا أيضاً خلال الساعات الماضية 7 منازل لعدد من رجال قبيلة أرحب المناهضين للجماعة في المديرية التي تحمل اسم القبيلة.
وفي وقت سابق، قال «محمد البُخيتي»، القيادي وعضو المكتب السياسي في جماعة الحوثيين، لوكالة الأناضول، إن مسلحي الجماعة سيطروا بالكامل على مديرية أرحب بعد اقتحام 20 منطقة فيها وتطهيرها مما وصفها بالجماعات التكفيرية»، مشيراً إلى أن اقتحام أرحب جاء بعد «اعتداءات جماعات تكفيرية مرات عديدة على منتسبي جماعة الحوثيين خلال الفترة الأخيرة»، على حد زعمه.
جاء ذلك بعد أن دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي الحوثي ومسلحي القبائل في أرحب خلفت قتلى وجرحى من الطرفين، قبل أن يقرر شيوخ القبيلة عدم مواجهة الحوثيين والانسحاب من مواقع القتال، غير أن الحوثيين مازالوا منتشرين في مختلف مناطق المديرية.
ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول، اقتحم الحوثيون مؤسسات حكومية وخاصة ومنازل شخصيات سياسية وعسكرية لخصومهم قبل أن يتوسعوا إلى عدد من المحافظات.