أصدرت ميليشيات الحوثيين بالتعاون مع صحفيين مؤيدين لهم، عددا من صحيفة «الثورة» الحكومية، بعد يوم واحد من اقتحامها وفرض «فيصل مدهش» الموالي لهم قائما بأعمال رئيس مدلس الإدارة.
وقال عاملون في الصحيفة، إن معظم الموظفين توقفوا عن العمل، وامتنعوا عن الدوام في المؤسسة، بعد توجيه من وزارة الإعلام بالتوقف «حتى يتم إنهاء هذا الوضع غير المشروع».
وصدر عدد الصحيفة بدون نافذة «إضاءة»، في صدر الصفحة الأولى والتي كانت تنشر فيها عبارة من أقوال الرئيس «عبدربه منصور هادي»، كما شهدت الصحيفة الأخيرة فرضاً لسياسة إعلامية مؤيدة لميليشيات الحوثيين.
كما حرص الحوثيون على نشر أخبارهم في الصفحة الأخيرة ومنها نشر خبر يتحدث عما قالوا إنه فساد لرئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير «فيصل مكرم»، وكان الخبر الأغرب نشر خبر يعتبر اقتحام الحوثيين لمقر الصحيفة إشاعة وكأنه لم يحدث مورداً النفي على لسان من قال إنهم موظفون في الصحيفة.
بينما جاء خبر آخر يؤكد تهمة الإرهاب وتواجد القاعدة في مديرية «أرحب» التي سيطروا عليها في محاولة لتغطية جرائمهم هناك، والمتمثلة في قتل المواطنين وتفجير منازلهم ومساجدهم ودور تحفيظ القرآن الكريم علاوة على نهب ممتلكاتهم واقتحام محالهم.
وتحوي مؤسسة «الثورة» للصحافة، التي تصدر عنها أكبر صحيفة حكومية في اليمن، على مطابع ضخمة ومخازن للقرطاسية، وإدارات مالية وتجارية.
من جانبها، قالت وزارة الإعلام اليمنية، في بيان لها، «إن الوضع في مؤسسة الثورة ما زال كما هو حتى اللحظة منذ تعرض مقرها للاقتحام وقيامهم بإصدار العدد اليومي لصحيفة الثورة الرسمية تحت إشراف الجهات السياسية التي تتبعها تلك المجموعة وليس تحت إشراف هيئة تحرير الصحيفة المعيّنة بقرارات رسمية».
ودعت الوزارة كافة العامليين والصحفيين في المؤسسة لمواصلة توقفهم عن العمل حتى يتم إنهاء هذا الوضع غير المشروع الذي تعيشه المؤسسة حالياً وضمان عودة المؤسسة للعمل وفقاً لسياستها التحريرية المعروفة والمستمدة من السياسة الإعلامية للجمهورية اليمنية وسياسة الخدمة الخبرية وبعيداً عن أي توظيفات لإصداراتها الصحافية وفي المقدمة صحيفة «الثورة» الرسمية لصالح أي طرف سياسي.
واعتبرت الوزارة العمل تصرفاً مرفوضاً وتعدياً سافراً ليس على مؤسسة صحفية رسمية فحسب، بل وانتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة وحرية التعبير وخرقاً فاضحاً لاتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وقال العاملون في الصحيفة «إن الحوثيين يتحكمون بكافة إدارات المؤسسة، من بينها الإدارة التجارية حيث الإيرادات المالية».
واقتحم الحوثيون، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء، مقرات إعلامية وهددوا صحفيين، وقالت منظمة مراسلون بلا حدود، في بيان أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إن الحوثيين يهددون حرية الإعلام في اليمن.
وصحيفة الثورة، هي صحيفة الرسمية الأولى في اليمن، وتأسست عام 1962، عقب قيام الثورة اليمنية ضد حكم الإمامة.
ونشرت الصحيفة، في عددها يوم الأربعاء، خبراً ترويجياً لميليشيات الحوثيين، يتحدث عن ضبط ما قال إنها معامل لمتفجرات في شمال صنعاء، فضلاً عن نشر تقرير يتهم رئيس مجلس إدارة الصحيفة، «فيصل مكرم»، بالفساد المالي والإداري.
وقال الحوثيون إن اقتحامهم لمبنى المؤسسة، الثلاثاء الماضي، جاء «بناءً على توجيهات من زعيمهم عبد الملك الحوثي»، وقالوا إن لديهم ضوءاً أخضر «بتعقب الفساد والمفسدين في جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية بالبلاد»، حسب تعبيرهم.