تواترت أنباء مؤخرا عن وصول عضو المكتب السياسي لميليشيات الحوثيين «علي العماد»، إلى واشنطن، قبل نهاية الشهر الحالي، للمشاركة في «فعاليات عامة»، لم يُكشف عن تفاصيلها بعد. وتُعدّ هذه الزيارة الأولى لقيادي حوثي إلى العاصمة الأميركيّة، علماً أن المكتب السياسي يعدّ الهيئة القيادية العليا لدى الميليشيات الحوثية.
وفي حين يستبعد مصدر في وزارة الخارجية الأميركيّة «حصول أيّ لقاء في المستقبل القريب بين سفير الولايات المتحدة لدى اليمن «ماثيو تولر»، وزعيم الحوثيين «عبد الملك الحوثي»، بحسب تصريح لـ«العربي الجديد».
وتجزم مصادر يمنيّة وأخرى عربيّة حدوث «لقاءات سريّة بين ممثلين عن الحوثيين وشخصيات أميركية خلال الأشهر الماضية، خارج نطاق القنوات الدبلوماسية»، وتضيف المصادر ذاتها إنّ «أهمّ هذه اللقاءات كان في عاصمة عربية، بدون مشاركة السفير الأميركي لدى اليمن، وذلك قبل أسابيع من اقتحام الميليشيات للعاصمة صنعاء».
وفي سياق متّصل، حذّر المصدر الأميركي من أنّ «العديد من الأطراف السياسيّة والمنظّمات، بل وأحياناً الحكومات، تقع فريسة بعض شركات الضغط السياسي الربحيّة الأميركيّة، التي تؤسّس مكاتب لها في واشنطن وتنشط في الخارج، موحية للآخرين أنّها تمثّل الحكومة الأميركيّة، في حين أنّها لا تمثّل سوى أفراد أو مجموعات تجاريّة تسعى لتحقيق الربح».
وتابع المصدر ذاته موضحا أن «هناك مكاتب تجاريّة ربحيّة، تعمل ضمن جماعات الضغط السياسي في واشنطن، وهي مسجّلة قانونياً، لكنّ بعض هذه المكاتب يستغلّ وجود مسؤولين سابقين في الوكالة (وكالة الاستخبارات المركزية) بين مؤسّسي تلك المكاتب، أو وجود متقاعدين من دوائر أخرى في الحكومة الفدرالية بين العاملين فيها، للإيحاء لمن يقرأون سيرهم الذاتيّة، بأنهم مبعوثون من الإدارة».
ويقع «الزبائن المحتملون»، على حدّ توصيف المصدر، في «وهم خاطئ بأنّ هؤلاء يمثلون الإدارة الأميركيّة رسمياً، أو يتمتّعون بصلاحية اتخاذ القرار، في حين أنّهم يعودون من رحلاتهم الخارجيّة، محاولين بيع تحليلاتهم للوكالات التابعة للحكومة الأميركية، وهي تحليلات تتواءم فقط مع المستفيد التجاري من الطرف الآخر، ولا تتفق بالضرورة مع سياسات الحكومة الأميركية«
ولم ينكر المصدر ذاته علم السلطات الأميركية «بلقاءات من هذا القبيل بدأت في ألمانيا منذ خمس سنوات، واستمرت على فترات متقطعة إلى ما بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنيّة، لكنّ المشاركين فيها لا يمثّلون الحكومة الأميركية، ولا يقدمون أنفسهم كمتحدثين باسمهما مطلقاً».
إلى ذلك، امتنع المصدر الأميركي الرسمي عن تأكيد أو إيراد اسم العاصمة العربية التي ذكرت مصادر غير أميركية لـ«العربي الجديد»، أنّها «استضافت لقاء أميركياً حوثياً قبل أسابيع من اقتحام الحوثيين لصنعاء». ويشير في المقابل، إلى «تطمينات تلقّاها الأميركيون أخيراً، لناحية أنّ جماعة الحوثي لن تتعرّض لمصالحهم، بل تهدف للوصول إلى معاقل تنظيم «القاعدة» وملاحقة عناصر «أنصار الشريعة»، الموالين للقاعدة في محافظات يمنية»
وأضاف المصدر الأميركي ذاته: «نسمع أنهم (الحوثيين)، يرغبون بتقديم المساعدة إلى السلطات، لإنهاء حالة الفوضى الأمنيّة السائدة وعدم الاستقرار في البلاد»، موضحاً أنّ «دورنا هو الاستماع لما يقولونه، لكن حرص زعيمهم (الحوثي) على السريّة، يجعلنا نستبعد في هذه الآونة، أن يطلب هو شخصياً اللقاء مع سفيرنا»