أعلن عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي باليمن استقالتهم من الحزب، فيما أعلنت قيادات أخرى تخليها عن الرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» رئيس الحزب وانضمامها الى تيار الرئيس «عبد ربه منصور هادي».
في غضون ذلك، نظمت حملة داخل الحزب لمناصرة «صالح» بسبب ما وصفته قيادات بالحزب بـ”رغبة أمريكية“ لفرض عقوبات عليه اعتبرتها تدخلا ووصاية دولية ودعت لخروج أتباع «صالح» لمظاهرات يوم الجمعة القادم في العاصمة صنعاء وهددت برد قوي لمواجهة أي عقوبات قد يصدرها مجلس الأمن الدولي بحق صالح.
كما هدد قياديون في الحزب تابعون لصالح في ختام اجتماع للجنة العامة للحزب عقد أمس الأربعاء في منزل «يحيى الراعي» رئيس مجلس النواب بإقالة الرئيس «هادي» من منصبه كأمين عام لحزب المؤتمر وعدد ممن انضموا اليه من قيادات الحزب كرشاد العليمي ونائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات احمد بن دغر وقيادات أخرى وهو ما أكده القيادي «عبد الله الحضرمي» في منشور له في صفحته على الفيسبوك.
وأكد القيادي السابق في حزب المؤتمر «محمد الجائفي» الذي استقال من اللجنة العامة للحزب في وقت سابق أكد في تصريح لـ«بي بي سي» أن تفرد الرئيس السابق بقيادة الحزب ورهن مصيره وقراراته بصالح سيؤدي الى تفكك الحزب وكتابة نهايته مشيرا الى أنه قدم استقالته من الحزب بسبب تخلي المؤتمر عن مبادئه وفكره المعتدل الذي بُني عليه منذ تأسيسه، على حد قوله.
وكان مسؤولون بمكتب «صالح» قد قال صباح أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة وجهت إنذارا للرئيس السابق وطالبته بالرحيل عن اليمن في موعد لا يتجاوز يوم الجمعة وإلا فإنه سيواجه عقوبات من «الأمم المتحدة».
وطلبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي من «مجلس الأمن» إصدار قرار بتجميد أرصدة «صالح» وفرض حظر سفر عالمي عليه واثنين من زعماء «الحوثيين لتهديدهم السلم والاستقرار في اليمن وتعطيل العملية السياسية.
وقال مصدر مسؤول في مكتب «صالح» في بيان، إن السفير الأمريكي «ماثيو تولر» وجه إنذارا من خلال وسطاء لـ«صالح» لمغادرة اليمن قبل الساعة الخامسة من يوم الجمعة المقبل، وجاء أيضا في البيان الذي وزع على الصحفيين أنه إذا لم يلتزم «صالح» بذلك فستفرض عليه عقوبات بناء على طلب من الرئيس «عبد ربه منصور هادي» ووزارة الخارجية الأمريكية لـ«مجلس الأمن».
وكانت واشنطن قد كذبت ما جاء في بيان لحزب «صالح» بخصوص تعرضه لضغوط من السفارة الأمريكية كي يغادر البلاد وإلا فرضت عليه عقوبات دولية.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن ما جاء على لسان المسؤول في حزب المؤتمر، بشأن «تهديدات مزعومة من السفير الأمريكي للرئيس السابق صالح، عارية من الصحة تماما».
وأضاف «إدغار فاسكيز» إن «السفير لم يجتمع بأي مسؤول من حزب المؤتمر، ليبلغه بمثل هذه الرسالة».
وتقول الولايات المتحدة إن «صالح» أصبح منذ تنازله عن الرئاسة عام 2012، في أعقاب احتجاجات واسعة، أحد الداعمين الرئيسيين لتمرد «الحوثيين» وأنه وراء محاولات لإغراق اليمن في الفوضى.
من جهته يعتبر مكتب «صالح» الإنذار الأمريكي تدخلا غير مقبول في الشؤون الداخلية لليمن.