أكد الشيخ «محمد بن راشد آل مكتوم» نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن اقتصاد الدول العربية المستوردة للنفط سيستفيد كثيرا من انخفاض أسعاره خلال العام المقبل، الأمر الذي سيكون له «تأثير إيجابي على مسيرة التنمية والاستقرار فيها»، على حد تعبيره.
وفي تصريحات عقب زيارته للمنتدى الاستراتيجي العربي في دورته الـ14 الذي انطلق أمس الأحد، تحت رعايته، أعرب «بن راشد» عن اعتقاده بأن العالم سيشهد في عام 2015 متغيرات، «ستكون نتائجها إيجابية بالنسبة لدولة الإمارات؛ نظراً لوجود قاعدة اقتصادية قوية ومتنوعة تستفيد من حركة التجارة الدولية».
وأضاف أن «دولة الإمارات استعدت باكرا للكثير من السيناريوهات الاقتصادية العالمية، وبنت الكثير من سياساتها الداخلية والخارجية لتكون مستعدة لمواكبة التغيرات الاجتماعية والتقنية وحتى السياسية»، مشيرًا إلى أن الإمارات «نوّعت من اقتصادها، وبنت علاقات متوازنة مع القوى الاقتصادية العالمية كافة، كما رسخت سياسة خارجية واضحة تقوم على التعاون الفعال مع جميع الدول وتحقيق المصلحة للشعوب كافة».
كما أكد «بن راشد» إنه «متفائل بأن يشهد عام 2015 بعض المؤشرات السياسية الإيجابية في منطقتنا، رغم التحديات الصعبة التي تواجهها حاليًا»، موضحًا أن «مصر بدأت بالعودة بقوة لطريق الاستقرار الاقتصادي والسياسي والذي سنرى آثاره في العام المقبل».
وعلى صعيد الملف النووي الإيراني، ذكر أن «هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية بشأن هذا الملف، الذي يمكن أن تكون بداية نهايته في العام المقبل»، في حين وصف الوضع في العراق بقوله إن «وجود تحالف دولي قوي ضد الإرهاب؛ يؤشر لاتجاه دولة مثل العراق نحو المزيد من الاستقرار».
وكان المؤتمر قد شهد خمس جلسات تنوعت بين الاقتصادية والسياسية وبين الإقليمية والعالمية بمشاركة نخبة من المفكرين والخبراء والشخصيات العربية والعالمية بهدف استشراف وبحث مستقبل العالم والمنطقة سياسياً واقتصادياً خلال عام 2015.
يُشار أن «كريستين لاغارد» مديرة صندوق النقد الدولي، كانت قد أكدت مطلع الشهر الجاري، إن انخفاض أسعار النفط قد يؤذي الدول المُصدّرة، ولكنه أمر مفيد بوجه عام للاقتصاد العالمي، وأضافت «لاغارد»: «سيكون هناك من سيربح ومن سيخسر، ولكن في المحصلة النهائية يعتبر انخفاض أسعار النفط خبرًا جيدًا بالنسبة للاقتصاد العالمي». وتابعت: «مع فرض أن أسعار النفط ستنخفض بنسبة 30%، من المرجح أن تنمو الاقتصادات المتقدمة بنسبة 0.8% إضافية، لأن جميعها دول مستوردة للنفط»، وأشارت إلى الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.