المعارضة السورية تستهدف خطوط الإمداد إلى حلب وأطفال المدينة يواجهون كارثة صحية

الأحد 21 ديسمبر 2014 08:12 ص

قام مقاتلو المعارضة السورية أمس السبت بفتح جبهتين في شمال البلاد بهدف قطع خطين للإمداد عن قوات النظام ومنع وقوع حلب تحت الحصار الذي تخطط له القوات النظامية والميلشيات الموالية لها.

وقال نشطاء معارضون إن اشتباكات عنيفة دارت بين الثوار وجيش النظام في محيط كتيبة الصواريخ على أطراف بلدة خان طومان في ريف حلب الغربي، وذكروا أن مقاتلي المعارضة استهدفوا بالأسلحة الثقيلة تلّتي مؤتة وكتيبة الصواريخ، اللتين تطلان على طريق إمدادات النظام إلى الأحياء الغربية، وفي حال سيطرت المعارضة على ما تبقى من بلدة خان طومان جنوب حلب، يصبح أهم طرق إمداد النظام إلى هذه الأحياء التي ما تزال خاضعة لسيطرته، في مرمى نيران مقاتلي المعارضة.

وكانت فصائل بينها «جبهة النصرة»، بدأت هجوماً من أربعة محاور على مطار أبو الضهور العسكري شرق مدينة سراقب في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن مقاتلي المعارضة «حشدوا عدداً كبيراً من العربات والآليات الثقيلة حول المطار وبدأوا استهدافه بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ».

ويقع مطار أبو الضهور على بعد 20 كيلومتراً شرق سراقب وعلى بعد 12 كيلومتراً من طريق خناصر، ما يعني أن سيطرة المعارضة عليه ستقطع خط الإمداد الى قوات النظام في ريف حلب وحندرات، كما تزيد من صعوبة المحاولات التي يبذلها النظام لحصار حلب.

وقال نشطاء معارضون أمس، إن كتائب المعارضة ألقت القبض على 18 جنديّاً نظامياً أثناء محاولتهم الهروب من مطار أبو الظهور.

إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بـ«قوات الدفاع الوطني» و«لواء القدس» و«الفلسطيني ومقاتلي «و«حزب الله» وغيرهم من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى، في مخيم حندرات شمال حلب، في حين دمرت إحدى التنظيمات المعارضة عربة مدرعة لقوات النظام بإطلاق صاروخ عليها في منطقة الملاح شمال حلب، وترددت أنباء عن خسائر بشرية في صفوف عناصر قوات النظام.

وفي شمال حلب قرب الحدود التركية، ذكر «المرصد» أن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت في الهجوم الذي نفذته ليل أول من أمس على المركز الثقافي في مدينة عين العرب/كوباني، من السيطرة على الشارع الفاصل بين تمركز الوحدات والمركز الثقافي من الجهة الغربية للمركز، كما تمكنت من قتل المجموعة المتمركزة داخل مبنى المركز الثقافي، مما يعتبر تراجعاً طفيفاً لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة.

سياسياً، أجرى المبعوث الأميركي إلى سوريا «دانييل روبنستين» محادثات في جنيف الخميس الماضي مع أركان المعارضة السورية الذين يجرون لقاءات مع المسؤولين الروس، ومنهم الرئيس السابق لـ«الائتلاف الوطني السوري» المعارض «معاذ الخطيب» ونائب رئيس الوزراء السوري السابق «قدري جميل».

وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن الرسالة الأميركية إلى المعارضة السورية مفادها أن واشنطن لا تؤيد ولا تعارض المبادرة الروسية لأي حل في سوريا، وأضافت أنه يهم الإدارة الأميركية أن يكون حل الصراع السوري على أساس تشكيل حكومة من شخصيات معارضة وبعض ممثلي النظام، على أن يكون الحل من دون «بشار الأسد» بسبب ما فعله بشعبه ورفضه أي حل سياسي.

وأضافت المصادر أن الجانب الروسي لم يعط تفاصيل بعد عن مبادرته ولا عن تاريخ عقد الاجتماعات سوى القول إنه ينوي البدء بجمع عناصر المعارضة السورية ثم عقد اجتماع بين المعارضة ومقربين في النظام.

أطفال حلب أمام كارثة إنسانية

علي صعيد آخر أصدر فريق الحملة الوطنية لمكافحة الأوبئة في مدينة حلب بياناً أعلن فيه إيقاف العملية التعليمية في مدارس أحياء حلب، بسبب انتشار مرضي الجرب والقمل.

وقال الفريق في بيانه: «نحن العاملون في فريق الحملة الوطنية لمكافحة الأوبئة في مدينة حلب المحررة نعلن أن مرضي الجرب والقمل أصبحا وباءً في مدينة حلب المحررة، وكارثة إنسانية تستوجب تدخل جميع المنظمات والهيئات الصحية والإغاثية، ونخص بالذكر وزارتي التربية والتعليم ووزارة الصحة في الحكومة المؤقتة».

وطالبوا بإيقاف العملية التعليمية لمدة أسبوع، بسبب انتشار الوباء بنسبة 100% في إحدى مدارس حي السكري، وبنسبة 65% في حي حلب القديمة، وبنسبة 50% في أحياء بستان القصر والكلاسة، وتأمين الدواء لكل مدينة حلب من مدنيين وعسكريين وطلاب، وإشراك الكوادر الطبية في كافة المجالس والمنظمات والهيئات الطبية والإغاثية في مكافحة وعلاج هذا الوباء، والعمل على الإسراع في تأمين الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء وترحيل النفايات خارج مدينة حلب وبالسرعة القصوى.

وقال الدكتور «محمود بركات» أحد المسؤولين عن الحملة: «تحدثت مع وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة ووعد بتقديم الدواء اللازم، أما وزارة التربية فهي غير آبهة لمصير هؤلاء التلاميذ، واختارت صم أذنها عن الموضوع وكأنه لا يعنيها، ولم تتحرك إلى اليوم بسبب غياب التنسيق بينها وبين المدارس في حلب المحررة».

ووصف الدكتور «بركات» الوضع بالكارثي، في أحياء حلب المحررة كافة، مطالباً المنظمات والمسؤولين في الحكومة المؤقتة بسرعة تقديم المساعدة لعلاج الأطفال المصابين، محذراً من تطور مرض الجرب العادي إلى جرب يرافقه ظهور حويصلات تحوي القيح ويتطور إلى حالة صدمة ووفاة الأطفال المصابين بسبب عدم توفر الدواء المطلوب.

وعن نوعية الأدوية التي يحتاجها فريق الحملة لتوزيعها على المدارس والأحياء المحررة، قال «بركات»: «نحتاج 15000 قطعة من كل نوع من هذه العلاجات بيرمثرين (Permethrin) وهو عبارة عن مبيد حشري يستخدم لعلاج الالتهابات المختلفة، تركيز 1% يستعمل لعلاج قمل الرأس(Head lice)  وبيضها، وبتركيز 5% يستعمل لعلاج الجرب، إضافة إلى محلول بنزيل بنزوات».

وأكد أن فريق الحملة تعاهدوا بعدم أخذ راتب أو مبالغ مالية من أي طرف، وأن من يريد المساعدة عليه فقط إرسال هذه الأنواع من الأدوية، وقال «بركات»: «في حال لم يقدم لنا الدعم من قبل الحكومة المؤقتة أو المنظمات فسنقوم بجمع المال من الأطباء المشاركين في الحملة رغم صعوبة الإمكانيات»، مضيفا: «تواصلنا مع أحد معامل الأدوية، وأخذنا وعودًا بتصنيعها بأسعار رمزية، وسنقوم بشرائها على حسابنا الخاص إذا لم يقرر أحد مساعدة أهالي حلب المحررة».

ونوه «بركات» إلى أن هناك أطفالاً رضع بين الحالات التي تم توثيق إصابتها في الأحياء المنكوبة بحلب، مضيفًا أن الفريق يزور كل يوم مدرسة، كما يجرون فحوصات للأطفال في الأحياء، مؤكداً أنهم يوم الأربعاء الماضي رصدوا إصابات بين التلاميذ بمعدل 100% في مدرسة واحدة، مرجعًا أسباب انتشار المرضين في المدارس إلى الملامسة بين الطلاب والتصافح، وعدم توفر مدارس نموذجية، فالمقعد الواحد يجب أن يجلس فيه أربعة طلاب، إضافة لانقطاع المياه عن عدد كبير من المناطق والتي وثق الفريق فيها نسب إصابات أعلى من تلك التي قد تتوفر فيها المياه.

وقال الدكتور «بركات»: «نقوم حالياً بإجراء إحصائيات، وجلسات توعية، وتوزيع الدواء، إضافة للاجتماع مع أولياء أمور الأطفال المصابين».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا حلب المعارضة السورية واشنطن الولايات المتحدة روسيا الدولة الإسلامية

تراجع سيطرة «نظام الأسد» إلى أقل من ثلث سوريا .. و«الدولة الإسلامية» يسيطر على ثلث آخر

معسكر سري بقطر لتدريب مقاتلين من «المعارضة السورية المُعتدلة» ضد «داعش» و«الأسد»

«تدريب المعارضة السورية المسلحة» .. من السعودية إلى تركيا

«الكونجرس الأمريكي» يوافق على تدريب وتسليح المعارضة السورية "المعتدلة"

السعودية توافق على استضافة معسكرات لتدريب «المعارضة السورية المعتدلة»

اغتيال قيادي بـ«جبهة ثوار سوريا» والعثور على جثته في تركيا

القاهرة تستضيف مؤتمر المعارضة السورية وسط غموض حول الأطراف المشاركة

سوريا: «جبهة الشام» تحتجز إيرانيا وتسعى لمبادلته بنساء في سجون الأسد

«الإندبندنت» تحذر من كارثة صحية جراء انتشار الأمراض الوبائية في سوريا