تقرير: السعودية تدخلت لتلسيم مصر 10 طائرات أباتشي أمريكية بعد مماطلة واشنطن

الأحد 21 ديسمبر 2014 11:12 ص

أعلن الجيش المصري تسلمه مروحيات أمريكية من طراز الأباتشي، في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الداخلية السعودي «محمد بن نايف» للولايات المتحدة الأمريكية، والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأمريكيين بدءًا من الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ووزير دفاعه وكبار المسؤولين، وقبلها بأسبوعين الزيارة التي قام بها وزير الحرس السعودي «متعب بن عبدالله» لواشنطن وأيضا لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين.

وكان من أبرز الموضوعات التي تصدرت مباحثات «محمد بن نايف» و«متعب بن عبدالله» في واشنطن صفقات أسلحة وطائرات الأباتشي وغيرها، وكانت واشنطن أوقفت تسليم عشر طائرات أباتشي إلى مصر بعد اتهام الولايات المتحدة للنظام المصري بقمع المظاهرات، والاستخدام المفرط للقوة.

وقد أكد الجيش المصري أمس السبت عن تسلمه 10 مروحيات أباتشي من الولايات المتحدة، بعد أشهر من رفع واشنطن تعليق فرضته عام 2013، على تسليم القاهرة هذه الطائرات.

وأفاد مصدر عسكري أن القوات المسلحة تسلمت 10 طائرات أباتشي من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلي أنه يجري حاليًا تجهيز الطائرات بالتعاون مع الجانب الأمريكي، ولم تذكر المصادر موعد تسلم الجيش للمروحيات، فيما وزعت الشؤون المعنوية صورًا لوسائل إعلام حكومية لمجموعة من المروحيات غالبيتها مغطاة بأكياس بلاستيكية، في أحد الموانئ المصرية.

من جانبها قالت الخارجية الأمريكية أكثر من مرة، إنه يجرى تسليم تلك الطائرات لمصر، لمساعدتها في مواجهة الإرهاب، بسيناء، شمال شرقي البلاد، وسط تقارير إعلامية غربية عن تلكؤ واشنطن في تسليمها.

وأعلنت الإدارة الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول 2013، تعليق جزء من المساعدات العسكرية السنوية لمصر،  بينها 10 مروحيات من طراز أباتشي، لحين اتخاذ مصر خطوات على طريق الديمقراطية، وذلك في خضم توتر بين البلدين إثر عزل الرئيس «محمد مرسي» في يوليو/تموز من نفس العام.

ورفعت واشنطن، في أبريل/نيسان الماضي، الحظر عن تسليم مروحيات الأباتشي الـ10 لمصر، بهدف دعم عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء، على الحدود مع «إسرائيل»، دون أن تعلن موعدًا محددًا لتسليم هذه المروحيات، وتقدم واشنطن لمصر نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية (بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية) منذ توقيع القاهرة «معاهدة السلام» مع «إسرائيل» عام 1979.

صفقات أسلحة وطائرات مقاتلة للسعودية

وكانت الزيارات المتتابعة التي قام بها كل من وزير الداخلية السعودي الأمير «محمد بن نايف» ووزير الحرس «متعب بن عبدالله»  لواشنطن بخصوص ملفات يغلب عليها الطابع الأمني والعسكري، فكانت زيارة «محمد بن نايف» الأولى للولايات المتحدة الأمريكية في منتصف يناير/كانون الثاني 2013، والثانية فبراير/شباط 2014، والثالثة قبل أيام قليلة، كما جاءت زيارة «متعب» لواشنطن لنفس الغرض وتمحورت حول صفقات أسلحة وطائرات الأباتشي والبلاك هوك، للداخلية والحرس الوطني الذراعين الأمنيين للسلطات السعودية، واللذين تنامى دورهما بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وخصوصًا بعد تعيين «متعب» وزيرًا للحرس الوطني، وهي الوزارة المستحدثة التي لم تكن موجودة من قبل.

وقد كشف وزير الحرس الوطني أنه سيتم تسليم طائرات الأباتشي والبلاك هوك، للسعودية مطلع العام القادم 2015، وقال في تصريحات له عقب اجتماع عقده مع وزير الدفاع الأمريكي (المستقيل) «تشاك هيغل»، في العاصمة الأمريكية واشنطن، إنه جرى خلال اللقاء تناول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون بين وزارة الحرس الوطني ووزارة الدفاع الأمريكية، وقال وزير الحرس الوطني إن العاهل السعودي يسعى دائمًا إلى تحديث وتطوير المنظومة العسكرية لكافة القطاعات العسكرية ومن بينها الحرس الوطني، وأن تكون على أعلى المستويات.

وأضاف متعب أن هناك لجانا عسكرية فنية متخصصة تدرس كافة الاحتياجات بما يتناسب مع متطلبات المنظومة العسكرية السعودية، مشيرا إلى أن الطائرات العمودية التي تعاقد الحرس الوطني على شرائها، في هذه المرحلة تغطي الاحتياج نسبة إلى عدد من تم تأهيلهم من الطيارين، وهي تخضع لجاهزية القواعد وطبيعة الاحتياج والمهام المنوطة بها بالنسبة لما تم استلامه، موضحا أن المملكة تسلمت طائرات التدريب، وبالنسبة لبقية الطائرات، الأباتشي والبلاك هوك، فإنها ستصل في مطلع العام القادم.

ولكن  لم يحدد «متعب» حجم الصفقة ولا عدد الطائرات التي سيتم استلامها، ولكنه مضى قائلًا: «إن الحرس الوطني يقوم بعملية تجديد وتطوير مستمرة، وإنشاء واستحداث أي سلاح تحكمه الحاجة الفعلية لحماية الدين والوطن، لا سيما أن للحرس الوطني مهمتين، مهمة عسكرية دفاعية مع وزارة الدفاع ومهمة عسكرية أمنية مع وزارة الداخلية».

وكد وزير الحرس الوطني أن بلاده جزء من المجتمع الدولي، وقرار إنشاء قوات التحالف يحظى بإجماع عالمي، مشيرا إلى أن المملكة تربطها مع الولايات المتحدة علاقة شراكة استراتيجية قوية، مشددا على أن الحرب على الإرهاب والتطرف أينما وجدت، هي هدف مشترك للجميع ليعود الأمن والسلام لدول المنطقة كافة.

وأفاد تقرير بأن السعودية حرصت في صفقات الأسلحة مع واشنطن على تحديث  قدرات طوافاتها الهجومية من طراز أباتشي (Apache) بنظم جديدة للتسديد وتحديد الأهداف والرؤية الليلية بهدف تأمين مستويات الدفاع اللازمة لقواتها البرية للحفاظ على أمنها واستقرارها، ووقعت المملكة العربية السعودية عقد تعديل لعقد سابق مع شركة بوينغ لصالح قواتها الملكية الجوية، ويغطي العقد الذي تبلغ قيمته 51.3 مليون دولار، دمج المزيد من الأسلحة على مقاتلة إف-15 السعودية (F15-SA) وتزويدها بأجهزة راديو من الجيل الخامس من نوع ARC-210 RT 1990 بالإضافة إلى تزويد المقاتلة بالبنية النخروبية (Honeycomb) الشبيهة بخلايا النحل؛ نظرًا لخصائصها الميكانيكية وخفة وزنها ومتانتها ضد الصدمات.

وسيتم تنفيذ العمل في سان لويس في ولاية ميسوري ليكتمل بحلول 29 فبراير/شباط 2020، أما الجهة المتعاقدة فهي مركز القوات الجوية الأمريكية لإدارة فترة الخدمة، وطبقًا لتصريحات المهندس «صلاح الفيصل» لمجلة «الأمن والدفاع العربي»، فإن «شركة السلام للطائرات تسعى إلى تطوير قدرات التصنيع لديها إضافة إلى تطوير القدرات المهنية للعاملين فيها، وستعمل شركة السلام على افتتاح دورات تدريبية على أعمال الصيانة وخدمة طائرات الـF-15S والـF-15SA في الرياض وجدّة والخبر على أن تنتهي هذه الدورات بتوظيف المتدربين الناجحين في هذا المجال».

كما أشار التقرير أنه على صعيد قواتها البرية، فقد وقّعت المملكة العربية السعودية عقدًا مع شركة لوكهيد مارتن بقيمة 22 مليون دولار، لتأمين أعمال الصيانة لطائرات الأباتشي الخاصة بالقيادة الجوية للقوات البرية الملكية السعودية عبر تجهيزها بأنظمة رؤية محدّثة لتحديد اكتساب الهدف/مستشعر للرؤية الليلية للطيار، وستؤمّن شركة لوكهيد مارتن بموجب العقد الذي تبلغ مدّته ثلاث سنوات، معدات وأجهزة اختبار لصيانة مكونات ذلك النظام على أن يبدأ دعم القيادة الجوية التابعة للقوات البرية الملكية السعودية في خلال الربع الأول من عام 2014 في داخل البلاد، وستمتد مدة العقد حتى عام 2017، فيما قال «مايك تايلور» مدير الدعم الدولي لدى لوكهيد مارتن للصواريخ والتحكم بالنيران: «السعودية هي الدولة الثانية التي تحصل داخلها عملية الصيانة الخاصة، إنّ تأمين قدرات التصليح والاختبار للعملاء الأجانب يزيد لدرجة كبيرة مستوى فعالية مروحيات الأباتشي».

 

المصدر | الخليج الجديد + التقرير

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية الولايات المتحدة متعب بن عبد الله الأمير محمد بن نايف أباتشي محمد مرسي سيناء

واشنطن تماطل في تسليم القاهرة 10 طائرات أباتشي وتحطم 12 طائرة عسكرية مصرية خلال عام

السعودية تتسلم طائرات «أباتشي» و«بلاك هوك» مطلع العام المقبل

السعودية: دفعة طائرات أباتشي للحرس الوطني

«هافينغتون بوست» الأمريكية تهاجم إدارة «أوباما» لسماحها بالانقلاب على الرئيس «محمد مرسي»

«واشنطن بوست»: الولايات المتحدة تخوض «رهانا خاسرا» على نظام «السيسي»

البيت الأبيض يرفع قرار تجميد توريد أسلحة ثقيلة إلى مصر

أوباما يغير شروط المساعدات العسكرية لمصر

الولايات المتحدة تسلم مصر أبراجا لدبابات «ابرامز»